« ٣٤ »

27.6K 852 352
                                    

-
صرخ عوض بغضّب يعشّق السلاح وينطق : معيض !
طارت عيونه برعب ينطق بحدة : يا أخوي قلت له إذا قرر الضابط ذاك يرجع بدري يماطله بس
زفر عوض يرجع سلاحه الكاتم بحزامه ينطق : بدخل الليلة
معيض : تعرف شكلها ؟
رفع حاجبة ينطق بسخرية : ليه قررت أراقب الوضع يومين ؟
هزّ معيض رأسه يطلع رأسه مع الشباك يتنفس ، طيّر عوض عقله وأربشه ، زفر يتأمل الحلّة يهمس بشكل مسموع : بنحرق المكان ؟
سحب زقارة من البوكيت ينطق : بالأصح أنت اللي بتحرق المكان ما أبغى أشوف نقطة خضّار تسمع ؟
هزّ رأسه بالإيجاب يرجع نظره على النخيل الكثير وزفر بضيق يفكر شلون بيقدم ويحرق هالجنان والخضّار كله ..
« شاطئ القولدكوست ، أستراليا »
أبتسمت بوسع ثغرها من لامست رجولها الموج البارد ، رفعت رأسها على سمو اللي تقدمت وبيدينها ايسكريم ، مدّت لها تنطق : وش تبـ..
قاطعتها وهج تسحب ايسكريم الماتشا من يدها وتنطق : الماتشا طبعًا !
زفرت سمو تنطق بحدة : توقعت أغريك بالتشوكليت
ضحكت وهج تنطق : سوسو تبينه ؟
ألتفتت سمو عليها تنطق بإشمئزاز : بعد ما لحستي منه ؟
أنفجرت تضحك بعلّو صوتها وزفرت سمو تدفعها وسرعان ما شهقت من ضربها الموج ، ضحكت سمو تنطق : أحسن يا معفنه المره الجايه أحترمي أختك الكبيرة
ضحكت تركض لها وتنطق : أنتي ما كنتي تدرسين في ميلبورن ؟
هزّت سمو رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه ليش سألتي ؟
أخذت قضمه من الايسكريم تنطق : وشهادتك ؟
أبتسمت سمو بوسع ثغرها تنطق : نسيت أقولك صرت دكتورة قبل
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : طيب أنتي دكتورة
سمو : لا يا غبيه شهادتي حقت الدكتوراه وصلت بالبريد قبل أربع أيام وقررت أصير دكتورة بالإدارة وأشتغل بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالرياض
شهقت وهج تغطي ثغرها تنطق : فخورة فيك والله فخورة !
ضحكت سمو من تقدمت وهج تحتضّنها ، حاوطتها تنطق بسخرية : الهواء قوي أنتبهي يجي الايسكريم على شعري
ضحكت تبتعد وسرعان ما تلاشت إبتسامتها من أدركت إجابة سمو وألتفتت عليها بصدمة تنطق : يعني أخذتي شهادتك ؟!
هزّت سمو رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه يا بنت شفيك ؟
وهج : بس ماما ما قالت لي كذا
رفعت حاجبها تنطق بتساؤل : وش قالت ؟
قضمت على آخر الايسكريم تبتلع البسكويت ، زفرت تمسح ثغرها وتنطق : قالت السبب الأساسي بجيتنا هو إنك تستلمين شهادتك
زفرت سمو بغرابة تنطق : غريب هذا وهي مباركة لي لمن صورت لها الشهادة
وهج : سمو أنا مو مرتاحة
دخلت ذراعها بذراع أختها الصغيرة تنطق : شدعوة حبيبتي طيب قولي لي وش قالت لك من أسباب ثانية ؟
وهج : قالت بنسوي حفلة توديع عزوبية
سمو : حلو طيب ليش مو مرتاحة ؟
زفرت وهج تنطق بربكة : ما أعرف الله يستر
أبتسمت سمو تسحب أختها وتركض قدامها ، شهقت من سحبتها سمو تركض معها ، ضحكت وهج تنطق : بس بس متأكدة إنك أربعينية ماشاءالله !
ضحكت سمو تخبط كتفها وتنطق بسخرية : شدعوة من الأربعينية أنا ؟ حبيبتي أنا توني دخلت الثلاثين
ضحكت بعلّو صوتها تطيح على الرمل ، ضحكت سمو تطيح بجانبها ، انسدحوا بجانب بعضهم البعض ، يتأملون السماء ويشعرون بالموج يلامس أقدامهم ..
« داخل موتر نجم ، الرياض »
قفل نمر الباب وألتفت على نجم يصافح كفه ويسلم على خشمه ، أبتسم من نطق نجم : يا مرحبا يا أبو سعود
نمر : الله يبقيك ويسلم قلبك
نجم : خارج من الشر وآخر الأوجاع ان شاءالله
أبتسم نمر ينطق : ما يجيك الشر يا أبو جراح
ضحك نجم بخفه ينطق بسخرية : ما بتسلم على المودمي
ألتفت نمر بصدمة على عُدي اللي جالس بالخلف وضحك ينطق بحدة : أرحب يا أبو ناجي !
ضحك عُدي يسلم على خشم نمر وينطق : الله يبقيك يا أبو سعود والحمدلله على سلامتك راجع أقوى يا وحش كلي ثقة فيك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وأنا ما شفتك تقول لي راجع أقوى هذا وأنت في فرقتي حسايف يا الجارح
بلل شفايفه ينطق بسخرية : عاد لا تصير عبيط يا نجم
ضحكوا من ضرب نجم الدركسون ينطق بحدة : يا حياة الشقى صرت نجم حاف أنت ما يعرف لك إلا الدوام يا أبو ناجي
مسح وجهه ينطق بضحكه : تبيني أقولك سيدي ؟ سرّ أمها بس
ضحك نمر وصرخ يمسك بطنه بألم ، زفر نجم بغضّب ينطق : تقولها من فوق خشمك بس خلني أرجع أستلم
رفع عُدي أكتافه بقلة حيلة ينطق : بروتكول ما أقدر أقول شيء
بلل شفايفه ينطق : وين عليها ؟
مسح نمر دموعه ينطق : البيت أبغى أريح
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أما عاد البيت ؟
نمر : ليه وين مخططين عليه ؟
عُدي : نطلع كوفي نتقهوى أو نروح نتابع فيلم فالسينما
نجم : صل على النبي وأسمعني
ألتفت نمر عليه ونطق مع عُدي : عليه الصلاة والسلام
نجم : نطلع كشته الجو أمطار وبراد وحيا
زفر عُدي ينطق : أحلف لك يا نمر إنه ما قد طبّ السينما وعشان ما يورط عمره قال كشته
ضحك نمر ينطق : والله أنا لاني معك ولا معه وصلوني البيت وكثر خيركم
فتّل شاربه ينطق بسخرية : وأنت صادق وش دراني بالسينما اللي تقولها يا الجارح لكنها ما بتزيدني مرجلة وترفع شأني عند الرجال عشان أسعى أعرفها
توسعت عيونه بصدمة ينطق : صعدتها الله يعافيك !
ضحكوا كلهم ونطق نجم : أوصلك بيتك يعني ؟
هزّ نمر رأسه بالإيجاب ونطق عُدي : أجل أسمع نجم بدّلك على موقع ونزلني فيه
نجم : افا ما بتخاويني ؟
أبتسم يخبط كتفه وينطق : أكرمك الله ما ودي أثقل عليك
نجم : اللي ودك ما من تثقيل
وبالفعل مشى نجم على المسار اللي قام عُدي بتحديده ، فتح الباب ينزل ويقفله ، تقدم مع شباك نمر ينطق : يالله ودعتكم ربي وراجعين أقوى والله يا القاعدة إنها ما تسوى بدونكم
أبتسم نمر يخبط كتفه وينطق : في أمان الله
رفع عينه على نجم ينطق : أبو رماح
رفع كفه له ينطق : في حفظه ورعايته
أبتسم يبتعد عن الموتر ويدخل أحد البيوت ، غادر المكان متوجه لبيت نمر ، ألتفت عليه ينطق : ماتحتاج أحد يساعدك وأنت ساكن بذيك المقطعة ؟
أبتسم نمر ينطق وهو مغمض عيونه : جراح عندي
زفر نجم بسخرية وسرعان ما فزّ بصدمة من صرخ نمر ينطق بصدمة : جراح لحاله !!!
مسك نجم صدره ينطق بصدمة : الله يروعك روعتني !
ألتفت على نجم ينطق بحدة : جراح محد جاه صح ؟!
رفع حاجبة بدهشة ينطق : جعله ما يعود وش عليك منه ماهو حقي ؟
نمر : لا بس خفت عليه لكن حسافة دامك تقول كذا
ضحك نجم بسخرية ينطق : ليه ؟
نمر : ما تستحي على وجهك فوق ما أنت سارقه من حضن أمه تعامله كذا راميه عندي ولا تطّل بوجهه أبلشتني الله يبلشك
ضحك بعلّو صوته يضرب الدركسون وضحك نمر بخفه ينطق : دوم يا حمار بس أنتبه للموتر توني طالع من المستشفى وأنا في وجهك ما تردّني له
ألتفت عليه ينطق بسخرية : تنكت يا أبو سعود ؟
نمر : ما بوقف تنكيت دامك ضحكت بوجهي
أبتسم بخفه ينطق : جعلني ما أبكيك نورت الحلّة والله العظيم
خبط نمر ذراعه ينطق : بنور أهلها يا الجار عاد لا تبطي سيّر علي
نجم : معليك أزهله كل ليلة وأنا وشجا..
سكن فجأة من تذكر وضع شجاع ، ألتفت نمر عليه ونطق من لاحظ تغير ملامحه : بسم الله عليك وش جاك !
بلع ريقه يفكّ أول أزرار ثوبه ، هو ما أمسى البارح من فرط تفكيره في شجاع ، هو ما سمح لنفسه ينهار لأن ثقته بالله كبيرة ثم في شجاع ، يدري إنه ما طاح في أشّد العواصف عشان يطيح من خفيف النسمات ، شّد على الدركسون وألتفت بصدمة على نمر اللي صرخ بإسمه ينطق : لبيه ؟
زفر نمر ينطق بغضّب : شجاع فيه شيء ؟
نجم : لا طيّب وبخير ان شاءالله ، عسى الله يقومه بالسلامة
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا اله إلا الله وش جاه بسم الله عليه ؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بضيق : طاح طيحةٍ تكسر الخاطر
نمر : بسم الله عليه كيف قال ؟
نجم : داخ وضرب رأسه بالمنقل الحديد ومن البارح وهو فالعناية ورافضين نشوفه
شّد نمر على فخذه ينطق بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله يعني البارح طاح ؟
نجم : الله الله
زفر نمر بضيق ينطق : ولا دقيت علي وعلمتني الله يسامحك عشان أدق على أبو شجاع وأنشد منه
نجم : كلهم يدرون إنك فالمستشفى ومعذور يا أبو سعود أقولها وأنا ولد عمه
نمر : الله يقومه بالسلامة
تمتم نجم بـ « آمين » ، ألتفت على نمر اللي نزل لبيته وتقدم يتبعه لأجل يسانده ، مسك المفتاح وضحك نمر ينطق : أسند عمرك يا نجم أنا طيّب
زفر يعدّل وقفته ويفتح الباب لنمر ، دخلوا للمجلس وتقدم نجم يساعد نمر ويفرش له مكانه ، رفع رأسه لنمر ينطق : ضبطت محلك إذا بغيت تجلس هنيّا تلقاه زيّن
أبتسم نمر ينطق : ما قصرت يا أبو رماح لا عدمتك
نجم : ولو يا رفيقي حق وواجب ، تبغى شيء ثاني ؟
هزّ نمر رأسه بالنفي ينطق : سلامتك نفدا خشمك
وقف نجم يستند على عكازته وينطق : الله يسلمك أجل أنا ماشي وترا حن قرّاب لا بغيت شيء أتصل لا تتردد
نمر : ما تقصرون
نجم : ودعناك الله وأنتبه زيّن لعمرك
خرج من المكان يتوجه لموتره ، وقف لثواني يسحب جواله من جيبه ، رفع حاجبة بدهشة من ما لقى أي إتصال أو رسالة منها رغم إتصالاته اللامتناهية لها ، بلع ريقه ينطق بحدة : جايك يا بنت أمير جاي وبنعرف زيّن وش سبب القطعة هذي
ركب موتره يشغله ويخرج من حوش نمر متوجه لقصر مترك ..
« القولدكوست ، أستراليا »
خرجت من الحمام والضباب يتصاعد خلفها دليل على الوقت الطويل اللي قضته تحت الدش ، تقدمت تجلس على طرف السرير وتسحب جوالها ، ظلت تجفف شعرها بيد ويدها الثانية تفتح الجوال ، زفرت من قرأت لا توجد خدمة ورجعت تقفله ، وقفت تفك شنطتها وتطلع لها بجامة تلبسها ، سحبت الشنطة الصغيرة الخاصة بأغراضها الشخصية ، بدأت ترتبها على التسريحة لإنها ما بتحتاجها فالشنطة طول الوقت بالأسبوعين الجايه ، لبست بجامتها وتقدمت تجلس على الكرسي وتشغل المجفف ، بدأت تجفف شعرها ومن أنتهت مسكته تسوي له جديلة ، سحبت الكريمات المختلفة وبدأت تحطها على بشرتها وختمت بمرطب شفايف ، أنتهت وزفرت توقف وتخرج من غرفتها ، أبتسمت من جمال المنظر مع شرفة الصالة الضخمة وتوجهت للمطبخ ، فتحت الثلاجة وزفرت بضيق من لقتها فاضية تمامًا ، عضّت شفايفها بهدوء تنطق : أتوقع بننزل نتسوق بكره ومنها نأخذ الشرايح
تقدمت لغرفتها وسرعان ما وقفت بصدمة من تذكرت إنها تملك سناب نجد مسبقًا وبإمكانها تتصل فيها بدون شريحة ، ركضت لغرفتها وقفزت على السرير بحماس ، تدري إن باله ينشغل بسرعه ويقلق عليها أو بالأصح هو بالفعل أصبح يغلي من الغضّب والقلق ، رفعت جوالها وفتحه تدخل على برنامج السناب وتدخل على أسم نجد ، ضغطت على علامة الإتصال وسرعان ما ضحكت من غبائها تنطق : اخ منك يا وهج ما فيه واي فاي !
خرجت من البرنامج تدخل الإعدادات ، أبتسمت من لقت شبكة برقم شقتهم ، وزفرت ترجع خصلتها خلف أذنها تنطق بهمس : شلون أعرفه الحين ، معقولة كاتبينه بمكان معين ؟
وقفت تخرج من غرفتها وتتوجه للصالة بدأت تقلب المكان فوق تحت ، رفعت عيونها بصدمة من وقف أمير فوق رأسها ينطق : بسم الله الرحمن الرحيم وش تسوين ؟
بلعت ريقها تنطق بربكة : أبغى الباسورد
رفع حاجبة ينطق : أي باسورد وليه تبينه ؟
تأكدت بالفعل إنه يخفي شيء ورا هالسفره وأسئلته الغريبة ، صدّت عنه تنطق بسخرية : باسورد وش يعني أكيد الواي فاي عشان أنزل الستوري اللي صورتها
أمير : ما يحتاج نامي ترانا بكره طالعين بدري من الصباح عشان الجدول طويل
وهج : بنام إذا نزلت قاهرتني وهي تحمل
زفر أمير ينطق بحدة : وهج ما أنتي بزر عشان تعانديني قومي نامي !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ليش أنفعلت ممكن أفهم ؟ بعدين وش المزعج بإني أنزل صور فالستوري حقي ؟
مدّ أمير ذراعه ينطق بحدة وعيونه عليها : أزعجتيني بالصوت صحيتيني من نومي وأنا تعبان
وهج : بس أنا ما طلعت صوت وسؤال أنت ليش مدّيت يدك ؟
أمير : جيبي الجوال أنا أنزلها لك
ضحكت بصدمة تنطق : بابا توك تقول إنك تعبان وتبغى تنام والحين تقولي بتنزلها لي عطني الباسورد وقضينا !
سحب الجوال من كفها ينطق بغضّب : أدخلي غرفتك نامي لا تختبرين صبري
وقفت بصدمة تنطق بحدة : رجع لي جوالي !
خرجت هنادي من غرفة النوم تلفّ جسدها بالروب الحرير تنطق : بسم الله وشفيكم ؟!
كان بريق عيونها يلمع لكنها رافضة بشكل قطعي تذرف الدموع ، زفر أمير يمدّ جوالها لهنادي وينطق : ما فيه شيء أدخلي وخذي جوالها عندك مع جوالاتنا عشان أخذها الفجر أركب الشرايح فيها..
قاطعته من نطقت بحدة : ما أبغى شريحتك عطني جوالي وأحتفظ بالباسورد والشريحة لك أنا أقدر أوصل للباسورد بنفسي !
طارت عيون هنادي تنطق بحدة : وهج خير وش هالأسلوب ؟
تقدمت لهم تنطق بحدة : باقي ما شفتوا شيء عطيني جوالي ماني وهج الصغيرة عشان تمشوني على كيفكم متى تستوعبون إني سبعة وعشرين وإني على ذمة رجال !
ضحك أمير يصفق بصدمة وينطق : هذي آخرتها يا بنتي ؟
وهج : معليش بس تصرفاتكم تخلي الشخص يتجرد عن مبادئه وأخلاقه وما يعرف مع مين يتكلم حتى !
هنادي : أول شيء والله لو توصلين الثمانين بتظلين بنتنا الصغيرة وآخر عنقود بيتنا ثاني شيء أنتي على ذمة أبوك الرجال اللي تقولينه زواجكم باطل وأنتي تدرين وأخيرًا لو تفلت أعصابك وتفكرين ترفعين صوتك على أبوك ولا علي ما يصير لك طيّب سامعه !
ضحكت بصدمة تصفق وتنطق بهدوء نبرتها : صراحة واو صدق أبهرتوني لازم يكون في جائزة على التمثيلية اللي سويتوها ، أجل حفل توديع عزوبية ما أشوف إلا توديع لكل شيء غير العزوبية قولوا لي وش باقي مخططين عليه ؟
زفر أمير بغضّب ينطق : أسمعيـ..
قاطعته تنطق بحدة : بابا ترا أدري إن سمو أخذت شهادتها عن طريق البريد السعودي ووصلتها للرياض قبل أربع أيام استلمتها بيدينها من ملبورن !
زفرت هنادي تشتم لسان سمو وتنطق : ما كنا ندري
ضحكت بصدمة تغطي وجهها وكملت هنادي تنطق : خططت للسفرة هذي أنا وأبوك من أسبوع وبما إنك تقولين إنها وصلتها قبل أربع أيام حابه أقولك ما كان عندنا علم ولا ليش بنكذب عليك ؟
أبعدت كفوفها تنطق بغضّب : ماما ما أنتي مستوعبة قد إيش وضعكم مريب أنا ما صرت أرتاح معكم وأنا الغبيه اللي قررت أرتمي بحضنكم وأعطيكم فرصة ثانية وأنتم تسعون لتخريب حياتي وزواجي اللي ما حصل وما زلت أخطط له !
زفر أمير يجلس وينطق : أسمعيني وأجلسي أجلسي يا وهج !
بلعت ريقها بصعوبة تشعر بالغصة تحرق جوفها ، تقدمت تجلس وتنطق : أتحفنا وش باقي ؟
أمير : أخذناك هنا لأجل تتخطين كل شيء صار بالرياض وما ترجعين إلا وأنتي جاهزة ذهنيًا وشعوريًا
رفعت حاجبها تنطق بإستغراب : أتخطى وش بالضبط وأتجهز حق إيش ؟
جلست هنادي بجانب أمير تنطق : كنا بنقولك بهذيك اللحظة لمن عطاك جدك أوراق الخلع بس ما توقعنا إنهيارك وقررنا نقفل الموضوع بشكل نهائي عشان ما نضغط عليك
زفرت وهج تنطق بغضّب : واللي تسوونه وش ؟ أنتم ضغطتم علي بشكل كبير أنتم ما عندكم فكرة عن الكسور والجروح اللي سببتوها لي أنتم هديّتم حيلي كله !
ضرب أمير الطاولة بغضّب ينطق : قلت لك لا تطيعين أبوي ومفروض ما وافقتي في المقام الأول يا شاطره الحين الغلط راكبك من ساسك لرأسك لا تحاولين تلفيّن وتدورين وترمين الخطأ علينا أنتي الغلطانة !
شّدت على الكنب الجلد تحفر أظافرها فيه وتنطق بحدة : أنا وافقت على شرط وهو إنكم تتنازلون عن كل شيء في حال حبيته وأنا والله ما ذبحني إلا حبه أرجوكـ..
قاطعها أمير ينطق بحدة : ما شرطتي علي شيء شرطتيه على جدك واللي بينك وبينه ما يخصني ولا لي فيه ، كلامي معك واضح زواجكم باطل وما بخلي حياتك تنتهي على زواج فاشل معك أسبوعين تتخطين هالحب اللي تقولينه وبعدها لنا كلام عن التجهيز اللي بتسوينه
وقف يغادر الصالة يدخل غرفته ، عضّت شفايفها من حسّت بلهيب يحرق أهدابها ، أنسحبت تنسدح على الكنبة تتأمل نظرات أمها لها ، وقفت هنادي تتوجه لها وسرعان ما رفعت وهج ذراعها بوجهها تنطق بصعوبة أثر الغصة المتربعة بمُنتصف حنجرتها : أتركيني لوحدي أرجوك
زفرت هنادي تنطق بضيق : الله يسامحك يا بنتي
عطت وهج ظهرها تتبع أمير لغرفتهم ، شهقت من أنقطع نفسها وسرعان ما أنفجرت محاجرها تبلل وجنتيها ، رفعت رأسها ومددت ذراعيها بجانب رأسها ، دموعها تنساب على جانب وجهها تلامس إذنيها ، مسحت طرف خشمها ومسحت دموعها تعضّ شفايفها ، زفرت ضيق صدرها تأخذ نفس عميق وتزفره ، فقدت الأمل بكل شيء ، كل الأبواب تقفلت بوجهها ، أي وجهة تفكر تسلكها تنسد ويصبح اللجوء لها مستحيل ، هي في دولة غير عن دولته ، ديار بعيدة كل البعد عن داره ، ولع الحنيّن حطب ضلوعها ، شلون تقوى تنسى وتتخطى وهي أصبحت منه وفيه وله ، تعيش داخل قصور صدره ويحميها بحُبه وبإسمه وبرتبته ، شغل تفكيرها سالفة التجهيز اللي ما تدري عن إيش تتمحور ، تجهيز من أي نوع كان هالسؤال يتراود داخل رأسها لحّد ما غفت بتعبها على الكنبة ..
« قصر مترك ، المغرب »
ضرب بوري أمام البوابات وأنتظر ثواني مالت للدقائق ، زفر يطفي الموتر وينزل ، شّد على عكازته يتوجه للباب الصغير ، ضربه بيده لكن دون جدوى ، ألتفت على عيسى اللي تقدم يركض من بيت أحد الجيران وخلفه جماعته من السواويق والخدم ، أبتسم ينطق بربكة : معليش يا أخويا
نجم : حصل خير وين العرب ؟
عيسى : روحوا خارج البلاد
توسعت عيونه بصدمة ينطق : وشو ؟
هزّ عيسى رأسه بالإيجاب ينطق : آي والله روحوا تبى تدخل ؟
هزّ نجم رأسه بالنفي ينطق : كلهم راحوا ؟
عيسى : آي بالله
زفر يخبط كتفه وينطق : موفق
رجع عيسى لشلته وتقدم نجم لموتره ، ألتفت على سيارة عزيز اللي صفّت خلف موتره ونزل ينطق بإبتسامة عريضة : يالله حيّ النسيب
تقدم يسلم عليه وينطق بحدة : الله يسلمك ، وين أهلي ؟
ضحك عزيز بسخرية ينطق : عاد لا تسوي فيها مجنون يقولون عندك علم
شّد على معكازه ينطق بغضّب : أخلص علي وين خالتك
تنحنح عزيز ينطق بربكة : سألتك بالله ما عندك علم ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : أبو نيّار !
عزيز : سافروا برا
مسح وجهه وشنبه ينطق بسخرية : يعني سوا أمير اللي في رأسه
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : كيف ؟
نجم : وين سافروا ومتى يرجعون ؟
عزيز : راحوا أستراليا ما أدري وش الولاية ولا أدري كم بيجلسون هناك
نجم : يعني تقول لي إنها في الجهة الثانية من العالم ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : للأسف
رفع حاجبة ينطق بهدوء نبرته : أنت وش مجلسك فالرياض ؟
عزيز : عشان شجاع
ارتخت ملامحه ينطق بربكة : بشرني عنه
أبتسم عزيز بضيق ينطق : بإذن الله طيّب وبخير
نجم : ان شاءالله ، الإتصال ما ياصل لها ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : لا لازم تطلع شريحة وترسلك رقمها الجديد
زفر نجم يخبط باب سيارة عزيز وينطق بحدة : مالها لزوم وهالسفره
عزيز : جات فجأة بدون تخطيط
نجم : عندك رقمها الجديد ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : ودي والله أخدمك لكن أنا مثلك للحين أنتظر رسالة منهم ولا شيء
نجم : إن وصلك شيء علمني
عزيز : أبشر وتأكد لو أستلمت وهج شريحة بتتصل عليك بدون ما ترجع لي
هزّ رأسه بخفه ينطق : معليه وأنتبه تقول إسمها مره ثانيه فالشارع ، ودعتك الله
ركبت موتره يمشي ويغادر المكان ، زفر بغضّب يضرب الدركسون ، بلع ريقه يسحب شماغه من على رأسه ويرميه على المقعد بجانبه ، لفّ الدركسون على المخرج يمسك خط الحلّة ، فكّ الحزام يضغط على البنزين ويمشي بسرعة قصوى ، أصبح يشعر بتواير موتره وهي تشّق الأرض من شدة سرعتها وحرارتها ، ضرب الطبلون على المية وفوقها ثمانين للميتين بدون ما يمسك فرامل ، كذا يفرغ غضّبه بالقيادة المتهورة ، رفع رجله من البنزين يلفّ الموتر على البر ويدخله بسرعة جنونية ، صعد أحد الطعوس يوقف على أعلاها ، المغيب قدامه والرمال تحفّه من كل صوب ، مسح وجهه وشنبه يغمض عيونه ، فتح عيونه يزفر وينطق بحدة نبرته :

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن