النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

ابدأ من البداية
                                    

صفّق الحشد، وهانتر لكزني بخفة "هيا فراشتي، أرِهم من أنتِ"

أخذتُ نفَسا قويّا ووقفتُ من مقعدي لأسير عبر الممر المفروش أمامي، ردائي الخاص كان بلون أبيض عليه أشرطة زرقاء وصورة لغوجو ساتورو الشخصية المفضلة لدى والدة هانتر في ظهره، هبّت نسمة خفيفة حرّكته بينما أسير، إبتسامتي كانت واسعة، خفقاتي تضاعفت، صدري إمتلئ ولم يكن أمامي سوى رفع رأسي للأعلى أرمي نظرة على السماء الفسيحة، الغيوم في هذا اليوم كانت بيضاء ناصعة متراصة مثل القطن تتوزع هنا وهناك.

"شكرا لكَ" همستُ بها تحت أنفاسي، ولم تكن موجّهة سوى للإله، لكل شيء فعله لأجلي ولكل مرة لم يتركني فيها ولم يفلتني وأنقذني من كل ظرف سيء ومن كل فكرة كانت من قوتها المظلمة توشك على إلتهام روحي. لكنه كان معي.

شكرا إلهي، شكرا من القلب.

واصلتُ السير وصعدتُ الدرجات إلى المنصة، المدير إنحنى لي وفعلتُ المثل معه ليهمّ ويقدم لي شهادة تخرجي ملفوفة على شكل أسطواني بشريطة قرمزية لامعة.

"كنتِ مشاكسة" قال هامسا بمزاح يجعلني أضحك بخفة، ورددتُ "لكني فعلتها"

"أحسنتِ" ردّ عليّ بنبرة حملت كل الفخر، ثم تنحى لي جانبا ليسمح لي بالمرور نحو المِرقاة، وقفتُ هناك ووجدتُ كل الوجوه تطالعني، بعضها بإبتسامات، بفخر والبعض الآخر بإهتمام.

أمي كانت في الصفوف الأولى، وبمجرد أن وقعت أعيني عليها، هي إبتسمت لي تومئ مشجعة، مما جعلني آخر نفسا عميقا أعدتُ إطلاقه.

"هه! حسنا، أنا حقا لا أعلم من أين أبدأ الكلام" حككتُ رقبتي وحصلتُ على عدة قهقهات هنا وهناك جعلتني أبتسم بالمقابل.

وجوه جميع المتخرجين كانت أمامي، ينظرون مشجعين لي، حتى توباييس وودي.

بحثتُ عن هانتر الذي رفع قبضته لي وتحركت شفاهه يقول شيئا ما، سيتشو إبتسم يرفع إبهامه كأنه يقول لي بداية جيدة.

حسنا، ليست سيئة لتلك الدرجة.

تابعتُ "هناك الكثير من الأشياء التي أرغب في الحديث عنها، كانت سنة مليئة بالعديد من الإنخفاضات والإرتفاعات، وأعتقد أني لستُ الوحيدة التي مرّت بهذا، لكل منا حكايته الخاصة، معاناته الخاصة وإنجازاته، لكني فخري بنفسي وأنا أقف هنا في هذه اللحظة لا يمكن أن تسعه السماء، لقد كانت أوقاتا صعبة والكثير من الأفكار التي صدّت عزيمتي وأثنت إرادتي عن المضي قدما والإجتهاد أكثر"

حمحمتُ وبللتُ شفاهي قبل أن أضيف أبتسم بإتساع، "لكل منا الطريقة التي يتخطى بها الصعاب، أعتقد أني محظوظة لأني إمتلكت عائلة"

نظرتُ إلى أمي التي أدمعت عيناها وجنجر الجالسة بجانبها مع جدتي.

"أصدقاء"

سريع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن