سريع

12- لكنه لم يفقدني

لم أستطع إستيعاب أني في المستشفى أقف مع الآخرين بإنتظار خروج الأطباء من غرف الإستعجالات.

خفقات قلبي لم تتوقف عن الضرب بقوة، اندفاع الدماء في عروقي ما يزال مثل اندفاع الشلالات، صدري ضيّق والهواء بالكاد يخرج من رئتاي أو يدخل، قطرات من العرق تشكلت على جبيني وعمودي الفقري، في حين أجلس على المقعد، ظهري للأمام ورأسي منخفض أطالع الأرض لا أقوى على النظر لبقية الوجوه.

"لن يفلت أي أحد من أولائك الأوغاد، سأشرب دماءهم"

دايتو هتف بغضب عارم، ورفعت عيناي ألقي نظرة خاطفة عليه، كان يقف هناك في تعابير تملؤها الحدة، وجهه إحمرّ من شدة الإنفعال وقبضتيه مشدودتين حتى كادت مفاصله تُكسر.

"سيكون بخير، إهدأ" آدم تقدم ناحيته يضع يده على كتفه، يجذبه ليجلس على المقعد القريب من مكان جلوسي، وتنهدت أغلق عيناي، تعود معها الصورة في ذهني، أرى السيارة المقلوبة، الدماء، جسد سيتشو وصراخ جوني.

هززتُ رأسي بسرعة أطرد الأفكار السوداوية والهواجس عن ذهني، أعلم سيكون بخير، جوني سيكون بخير لأنه شخص جيد.

"إهدئي" الصوت الخافت بجانبي جذبني من بحر أفكاري أشعر باليد التي توضع فوق كتفي بخفة، ولففت وجهي أرى إليوت يتخذ جلسته بجانبي، القلق واضح على ملامحه ورغم ذلك رمى لي إبتسامة هادئة يومئ لي بخفة "سيكونان بخير"

صوت البكاء الخافت جعلني أرمي نظرة على أوديت التي كانت تجلس بمفردها بعيدا عنا، وجهها مغطى بيديها وتكتم بكاءها.

ضاق صدري أراها بذلك الشكل، لقد كانت المرة الأولى التي تظهر فيها هكذا.

نايومي اقتربت منها تجلس بجانبها وتحيط كتفها بذراعها، فيما إبتلعت وعادت إليّ فكرة موت سيتشو.

اللعنة!

"أعلم" همستُ أرمش عدة مرات وأغير بصري في كل مكان كي أمنع دموعي من النزول.

أنا كلوفر سكوت، أنا شخص لا يبكي.

عيوني إلتقطت هانتر الواقف قبالتنا، ظهره للجدار وذراعيه معقودتين على صدره، ينظر أمامه ببصر منخفض ويبدو مفكرا في أمر ما.

"هل لدينا تسجيلات لوجوههم؟" اندفع دايتو مرة أخرى بغضب يجعل هانتر ينظر إليه، يومئ بخفة وينطق "أجل، سنراها بعد أن نتأكد أنه بخير"

"سيموتون" هسهس بحدة يضغط على أسنانه وخفقة سريعة هزت صدري أنظر إليه، الهالة المظلمة والخطر الذي يشعّ منه.

هذا الرجل لا يعبث أبدا.

أدرت عنقي أنظر مجددا إلى كاتي ويست، زوجته، تجلس هناك بهدوء رفقة جاكلين، ذراعيها لصدرها وملامحها محتدّة بغضب وقد بدى واضحا أنها تكتمه كي لا ينفجر الآن.