28- الحكمة من الشيء

16.6K 2K 3.3K
                                    

شرط الفصل:
* ثلاثة آلف تعليق (3K) بدون نقاط وحروف مكررة وما إلى ذلك
* ألف تصويت (نجمة)

قراءة ممتعة ✨

_

شردتُ أثناء شرح الأستاذ، أضع يدي تحت ذقني ومرفقي يستقر على سطح الطاولة بينما عيوني على أوديت، لا أستطيع رؤية وجهها لأنها كانت في المقاعد الأمامية، لكن الطريقة التي تحرّك القلم بين أصابعها تخبرني أنها تفكر هي الأخرى في شيء ما.

أخشى أنها تفكر في ما لا أريدها أن تفكر به.

خصلاتها الذهبية الطويلة كانت تتدلى على ظهرها بإنسيابية ويلمع الضوء المنبثق من النافذة عليه، يجعلها تبدو حقا مثل ملاك.

في الواقع أي شخص كان ليوافق على أنها كذلك بمجرد رؤيتها، وكان ليصدق ذلك ويتأكد منه عندما يتعرف عليها أكثر. أوديت حقا شخص مميز لا يُعوّض أبدا.

أما الآن، فأنا أشعر بالقلق والخجل لأني أحزنتُها، وجعلتها تفكر. أعني كان من المفترض أني أقوم بهذا بدافع الصداقة لكل من أوديت وسيتشو ولكي أصلح الأمر بينهما.

أعتقد أن هانتر كان معه حق عندما طلب مني أن أدعهما وشأنهما، هذا صحيح.

"هذا كل شيء لهذا اليوم، سنكمل في الحصة المقبلة" صوت الأستاذة جاء مسمعي يخرجني من شرودي وتنفستُ الصعداء أخيرا.

أخيرا إستراحة الغداء. وسأتحدث إلى أوديت.

الأمر الذي أقلقني أنها لم تنظر إليّ ولم تتحدث ولم تلتفت لتريني سلحفاتها التي كانت تطل من جيب حقيبتها طوال الحصص.

هل هي غاضبة مني ومن سيتشو؟

أخشى أن تضرب السلحفاة المسكينة على هذا لأنها تذكرها به.

جمع الطلاب أغراضهم بسرعة ونهضتُ من مقعدي أثبت بصري عليها في حين كانت تسرع لتغادر، إلهي!!

"مهلا! أوديت!" هتفت إسمها أحاول الركض بسرعة حين وجدتها تلتف لي، وبهدوء ناظرتني دون أية تعابير، مما جعلني أتوتر حقّا.

"اه! صباح الخير" إبتسمت أميل رأسي للجانب ويدي إرتفعت تحك رقبتي، أتابع "لم نتحدث منذ الصباح، كيف حالكِ؟ تبدين جميلة اليوم"

رأيتها ترمش بضع مرات على كلماتي قبل أن تنخفض نظراتها وتنكسر بهدوء وبطئ شديد، خضراوتيها بدتا مثل مصباح إنطفئ حين نطقت تطالع الأرض "هل حقا أبدو كذلك؟"

هي جميلة في كل الأوقات، أنا أراها كذلك. لكنها فقط تبدو متعبة اليوم.

"بالطبع، كيف لا يمكن لأوديت بيرد أن تكون جميلة" ضحكت ألف ذراعي حول عنقها وأميل ناحيتها يلامس رأسي خاصتها من الجانب، أتابع بصوت أكثر هدوءا "هل أنتِ غاضبة مني؟ بشأن ليلة أمس؟"

سريع Where stories live. Discover now