21- حصان بري

20.6K 1.7K 1.2K
                                    

الشتائم والكلام غير اللائق سيعرض صاحبه للحظر مباشرة دون التنبيه، بالإضافة إلى مقارنات الشخصيات من روايات أخرى (ذكرتني بفلان وعلان)

رجاءا إحترموا هذا.

__

"أمي أنا خائفة"

صرختُ الكلمات بصوت ناعم أفرد ذراعاي على كِلا جانباي أحاول أن أحافظ على توازني، عيوني ارتجفت من منظر الأرض البعيد عني بينما أسير فوق السور المحيط بحديقة جدتي، تابعتُ السير وذراعا أمي حولي دون أن تلمسني بهما، أسمع ضحكاتها الصغيرة خلفي، تسير معي وتتبع خطواتي، تراقبني جيدا وتضع عيونها عليّ كي لا أسقط.

"لا تكوني جبانة كلو، هيا يا فتاة" تحدثت بصوتها الرنان وزممتُ شفاهي أواصل سيري وأحافظ جيدا على وزن جسدي في حالة ثابتة، ثم باللحظة التالية لا أعلم مالذي حصل وجعل ساقي ترتجف، ربما كان صوت الغراب فوق الشجرة أم أنه مواء قطة جدتي مع الهرّ الخاص بالجيران.

الشيء التالي الذي حصل في نفس اللحظة هو إمتداد ذراعيها تحيطان جسدي الصغير وتمسكني تمنعني من السقوط، تجذبني ناحيتها ومباشرة كلماتها خرجت مع ضحكة صغيرة "قطعتِ مسافة طويلة، أنا فخورة"

رمشتُ مرتين، وبعدما كنتُ أظنّ أني فشلتُ في الحفاظ على توازني، لكن سماعي لكلماتها جعل طرفيّ شفاهي يرتفعان للأعلى وإبتسامة واسعة لاحت على شفاهي تشعّ كأنها شمس شابّة.

هكذا شعرتُ بها.

عيون أمي الخضراء أعطتني نظرات دافئة للغاية وبدت مثل الحضن الأكثر دفئا، رغم أني حقا كنتُ بين ذراعيها، في حين تحدثت "والآن يا قوية! ما رأيكِ بتصفيفة شعر جديدة مع جنجر؟"

"موافقة" هززتُ رأسي عدة مرات ويداي إمتدتا للأعلى أعبث بخصلات شعري، بينما جذبتني تضحك وقبّلت خدي بقوة ترفعني للأعلى وتدور بي في حديقة جدتي، تنطق بصوت مرتفع "هذه هي أميرتي الجميلة"

كنتُ أميرتها.

أنا أميرتها.

إبتلعتُ أخرج من الذكرى، وتنهيدة قوية خرجت من شفاهي بينما أستلقي على سريري في غرفتي، في حين أصوات الموسيقى بالأسفل وضجيج الطلاب الذي كان يملأ المكان، جعلاني غير قادرة على الحصول على قليل من الراحة.

أعلم أني فتاة تحب الفوضى، لكن–––

ليس اليوم.

أشعر أني وحيدة، أشعر أني بحاجة لشيء لا أعرف ما هو، لا أعلم ماهيته الحقيقية ولا ماهية رغبتي، إلاّ أنها تكبر بداخلي.

اللعنة!

أريد أن أبكي، أحتاج لحضن أمي.

أنا بحاجة إليها هي دون غيرها.

سريع Where stories live. Discover now