‏هي أجمل خطاي و آخر حدود دنياي
‏و أصدق معاذيري و أطهر ذنوبي
-
ضحك رماح يخبط كتفه وينطق : عز الله ما عيّنا خير
أبتسم بخفه ينطق : مصلي وعسى الله يغفر الذنب ولا يحرمني منه
صدّ رماح يضحك من الحُب اللي أهلك ولده وما قصر في بنته ، لكن لطالما كان صوت رماح عالي على نجد ، لكنه ما يقوى على نجم ، ما يقدر يحرمه من شيء هو يبغاه ، ألتفت على نجم اللي نطق بهدوء نبرته : تخاويني
رماح : وين يا أبوك ؟
نجم : نخطب فيها
رماح : من نظرتك يا أبوك ظنتي ما فيها رفض
رفع نجم أكتافه وأبتسم رماح ينطق : نخطبها ليه ما نخطبها
أبتسم يقبّل جبين أبوه وينطق : لا عدمتك يا تاج رأسي
مسح على ظهر ولده ينطق : بكلم جدك لا تقوله شيء وقوم ريح لك شوي ورانا يوم طويل وبنأخذ أمك وأختك معنا الله لا يبيح اللي حدّنا على الصندقه ذي
ألتفت نجم على البيت الصغير ، الواضح إنهم يتزاحمون بالداخل لأجل يعيشون ، مثل ما هو يتزاحم مع عيال عمه وأعمامه وسهيل في المجلس ، رجع نظره على أبوه ينطق : ما علمتني وش مسهرك ؟
رماح : الحريق يا نجم من بعده ما أهنى النوم
نجم : جاك خبر من التحقيق ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : لكن بيجي وإذا جاء بحرق اللي سبب لنا هالشقى وبذوقه مرارة أفعاله !
زفر نجم يخبط كتف أبوه وينطق : ما أحدٍ مقصر فيه لكن قوم أرتاح ولا والله ما أقوم
أبتسم رماح يحاوط بذراعه كتف ولده ويمشي معه ، أبتسم نجم يلتفت على أبوه من نطق : وش وقع رجلك ؟
نجم : والله عادها توجعني لكن أخف بكثير ومأجورين بإذن الواحد الأحد
رماح : بإذن الله وراجع أقوى يا بِكر رماح !
دخلوا للمجلس وكل واحد فيهم خذا الزاوية اللي ينام فيها ، انسدح نجم يسحب شماغه ويتلطم فيه ، أبتسم يستنشق عطرها لحّد ما غفى وكل تفكيره فيها وفي حضّنها ، غارق في تفاصيلها وفي عطرها الأخاذ ..
« مركز آل حمد »
بعد محاولات عدة قدر معيض يمسك الخط مع اللواء الركن كايد ولد عم عوض ، تنحنح ينطق : الو ؟
أبتسم عوض ينطق : ولد عمي
ميّز صوت عوض يصحصح وينطق : هلا مرحبا عسى ماشر عندكم ؟
عوض : لا والله على ما تحبّ وأنت ان شاءالله ما صحيتك
كايد : لا يارجل ما بيننا آمرني
عوض : أول مره أدق عليك يا ولد عمي وأبغى فزعتك أبغاك تخارجني من سالفة صارت
رفع كايد حاجبة بدهشة ينطق : ماهي أول مره يا عوض لكن وش علمك ؟
تنحنح عوض متفشل من رد كايد ينطق بحدة : أنت معي ولا ضدي ؟!
زفر كايد يرفع صوته وينطق بحدة : يا رجال أنا متزوج ومخلّف ما بقعد دايم أحل لك مشاكلك وراي وظيفة ورتبة وأنت قاعد تهدد منصبي !
وقف عوض يقفل السبيكر ويخرج من المكان ، خلفه رجاله مصدومين أول مره واحد يخاطب عوض بهالنبرة غير الشيخ حازم طبعًا ، سحب أحد الكراسي القديمة يجلس عليها وينطق بجدية : وعد إنها آخر مره لكن وقف معي
مسح كايد وجهه ينطق بغضّب : وش مهبب بعد ؟
عوض : تعرف آل جراح ؟
من إسمهم أنتفض كايد ، من ما يعرف آل جراح ، لهم أسمهم وصيتهم بصدور المجالس قبل أنفس الرجال ، هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن عوض يشوفه ينطق : الله الله
عوض : تعرف حلّة سهيل ؟
كايد : ايه بالله أعرفها وأعرفها زين أخلص !
عوض : متهمني واحد من الجماعة إني محرقها !
طارت عيون كايد بصدمة يوقف على رجوله ويخرج من غرفة النوم ، قفل الباب وراه ينطق بحدة : منجدك الحلّة أحترقت !؟
عوض : والله ما عندي علم هذاني في الشمال لكن واحدٍ الله لا يبارك فيه حطها في رأسي ودامك حول آل جراح وتعرفهم علمهم إني جبت رأس اللي أحرقها ولا أبغى منهم شيء ولا تقول لهم إسمي حتى !
مسك كايد لحيته ينطق بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن يكون ؟
عوض : مدري ناسي إسمه بس لقبه آل ساير
كايد : كأني أعرفه ما تذكر شيء ثاني ؟
نطق عوض بنبرة زائفه : مدري تركي أو مترك
شابّ شعر كايد فوق الشيّب ، الدنيا قامت بين آل ساير وآل جراح ، هو يدري بالسالفة اللي بين الشيبان وأغلب قبايل المحل يدرون عنها ، لأجل كذا ما شكّ ذرة وحده في مصداقية كلام عوض أو كذبه ، تنحنح من نطق عوض بتساؤل : ان شاءالله إنك عرفته ؟
كايد : ايه ايه خلاص أعتبر موضوعك منتهي بكلم نجم بكره وأعلمهم
أبتسم عوض بإنتصار ينطق : بارك الله فيك وما قصرت يا ولد عمي وسامحني على الإزعاج لكن تعرف والله إني ارتعت روعه ومحد بلايمني
كايد : أبشر وفالوجود دايم يا ولد العم لكن أبغى اسألك شيء قبل أقفل منك
زفر عوض يبعد الجوال عنه ويهمس بـ : ياليل مطولك
رجع الجوال ينطق : معك معك آمرني
كايد : من اللي أتهمك قلت لي من الجماعة صح ؟
شّد عوض على جواله ينطق : الو ما أسمعك يا ولد روح في إرسال !
توسعت عيون كايد مستنكر رد عوض ينطق : الو تسمعني ؟
ركض عوض يبتعد عن المكان متوجه صوب الرمال ، وبحكم إنقطاع الإرسال أنتهت المكالمة بأقل الخسائر ، أبتسم يرجع للمركز الأرضي يسكر الباب وراه ، جلس وألتفت على معيض اللي ينتظر كلمته وأبتسم ينطق : حليتها وأنا ولد عُبود !
صرخ معيض وصرخوا الرجال يحتفلون ، أنهى حياة أنثى في أوائل الأربعينات ، أحرق الخضار ودمر الحياة في الحلّة وأتهم أحد كبار الشيوخ في الرياض ، والآن قاعد يحتفل بعد ما لاذ بالفرار من كل تهمة موجهة ضده ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
عجز يدخل النوم عيونها من فرط التفكير ، ألتفتت على الباب اللي أنفتح ومن بعده دخول أمير للغرفة ، فتح ذراعينه ينطق بإبتسامته اللي عهدتها وهج : بابا رجعتي ؟
رفعت ظهرها تعدّل جلستها ، ما قامت لأبوها لأنها مستوجعه من آخر مره ركضت لحضّنه ، زفر أمير من فهم ردة الفعل من طرف صغيرته يتوجه لفراشها ، انحنى أمير يقبّل رأس بنته ومن باب الاحترام وفتح أبواب الرزق والتوفيق اللي هي تحتاجه بيوم غد وقفت تمنع أبوها وبدورها رفعت نفسها تقبّل جبين أبوها وتنطق : ايوه جيت يا بابا أنتم متى وصلتوا ؟
أبتسم أمير يجلس بجانب بنته يمسح على شعرها وينطق بهدوء نبرته : جينا بدري أخبارك كيف الدوام ؟
وهج : بخير ، متعب بس حمدلله بأجره ان شاءالله
أمير : ان شاءالله ليش ما أنتي نايمه ؟
وهج : مشغول بالي شوي ، وأنت ؟
أمير : مشغول بالي معك يا بابا ، أبغى أعتذر لك من كل شيء سويته وأوعدك ما أتدخل ثاني بقراراتك واللي تبينه سويه بس أهم شيء أنتي مستخيره وهالشيء يرضي الله ثم والديك
تنحنح تبعد عن حضّنه تقابل وجهه ، رجعت شعرها خلف أذنها تنطق : نجم جاي اليوم يخطبني منك مره ثانيه
توسعت عيونه بصدمة ، توقع كل شيء إلا إن الموال يتكرر لكنه ما قوى يقول شيء وهو واعدها ، إذا هي مبسوطه وتبيه فهو مبسوط لها وبيوافق ، أبتسم يقبّل جبينها وينطق : الساعة المباركة يا بابا أجل ما بطول عليك ونامي يا عروسه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
أبتسم من وسع إبتسامها ينطق بسخرية : أكثر ويا حظنا بهالنجم دامه يخلي الإبتسامات من الإذن للإذن !
ضحكت بخجل وأبتسم أمير يوقف وينطق : نامي وأنا بكلم جدك لا تفاتحينه بشيء تمام ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أبشر ومره أحبك !
ضحك يعطيها ظهره وينطق : أنا بعد هيا نامي
خرج من عندها وصرخت بحماسة تدفن وجهها في مخدتها ، أنتهى الجزء الصعب وبقى السهل ، أقتنع أمير وجاها ناوي يعتذر وأطرى على نجم ، بس هذي أسباب كافيه تخليها سعيدة جدًا ، تنام سعيدة وجّل تفكيرها على بكره وأحداثه الحلوه ..
« بيت هزاع آل جراح ، العصر »
جميع من في المكان مستنفرين لسببين كل واحد فيهم أهم من اللي قبله ، ملكة نجم للمرة الثانية على حبيبة قلبه الأولى والأخيرة وخروج شجاع من المستشفى بعد إنقطاع دام أسبوعين تقريبًا ، خرج نجم مستعجل يسكر كبك معصمه الأيمن بصعوبة ، ضحكت نجد تتقدم له وتساعده ، ثبت نفسه مع معكازه ينطق بهمس : كيف شكلي ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : زين يا نجم سماي
أبتسم من نطقت باللقب اللي أطلقه عليها وقت كانوا صغار ، هي ديار نجد بعيونه وهو نجوم السماء بعيونها ، سحب رأسها يقبّله وينطق : الزين زين عيونك يا نجد العذيّه !
تقدم يسلم على جبين أبوه اللي فتح البشت ينثره على أكتاف بِكره ، سلم على خشمه ينطق : عريس بالأوله والتاليه يا أبوك
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : مالك لوا نفداك هي الأولى والأخيرة
ضحكوا أعمامه وبدأوا يسخرون منه ، ضحك مسلط ينطق : كلنا قلنا مثل كلامك لكن..
قاطعته سهام من نطقت بحدة : بدال الهرج الفاضي اللي من غير أفعال تعال وشوف ولدك جاء !
ضحك نجم بسخرية ينطق : جبت الهروج لعمرك ، مشينا ؟
وقف سهيل ينطق بحدة : أصبر يا شمايل !
هرولت لجدها توقف بجانبه ، ألتفت عليها ينطق : جبتي اللي وصيتك عليه ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أمسكه
مدّت الخاتم لجدها ومشى لنجم يوقف قدامه ، ألتفت على جده اللي نطق : عساه عرس الدهر يا نجم سهيل !
رفع نفسه يقبّل كتف حفيده اللي فزّ لجده يطيح معكازه وجزء بشته من كتفه الأيسر ، قبّل كتف سهيل وجبينه ينطق بحدة صوته : وأنت حاضر يا أبو رماح !
تقدم منيف يرفع بشت نجم وعكازته ، ألتفت على ولد عمه ينطق : لا هنت يا أبو نايف
أبتسم منيف ينطق : ولا هان مغليك
مدّ سهيل ذراعه يسحب كف نجم الأيمن ، يلبسه أغلى الخواتم بالنسبة لعائلة آل جراح ، يشّد على كفه وينطق : ما بطول عليك يا ولدي سلم على عضيدك
ألتفت بصدمة على صوت طلق النيران من سيارة مروان ، نزل شجاع من الموتر يمشي بهدوء على أقدامه ، السلاح على كتفه والطلقات تعانق وسع السماء ، تدوي طرب بأذان رجال آل جراح الواقفين وتدب الهيبة بصدور حريمهم ، أبتسمت بوسع ثغرها من خلف برقعها من لمحته ، متغير ايه نعم لكن ما زال يثير شعورها ويلعبّه ، عضّت شفايفها تخفي نفسها خلف أسيل اللي ضحكت بفرحة من زغرطوا حريمهم ، قبل عدة أيام كانوا مكسورين أشكالهم محزنه والكلام اللي طلع في حقهم ما يناسب مقامهم وهذا السبب اللي خلاّ سهيل يوقف من فراشه ، تقدم شجاع يسلم على نجم اللي أرتفع صوته وهو يرحبّ فيه ، أبتسم سهيل ينطق بعلّو صوته : بالأمس ضايقه صدورنا واليوم من سعتها تاصل للنجم وتعانق سماه !
أطلق شجاع وهتفوا الرجال من شدة إعجابهم بكلام شيخهم ، ألتفت شجاع على أسيل اللي نطقت : وأنا مالي نصيب من سلامك ؟
أبتسم يتقدم لها وسرعان ما أندهش من الواقفه خلفها ، مجرد ثواني لكنها كافيه إنها تنتشله من أرضه وترميه بغير أرض ، صدّت عنه بخجل تتبع خطوات أبوها لسيارته ، كانت عينه عليها لحّد ما ركبت ، غافل تمامًا عن أخته اللي تنشده عن حاله ، أبعدته تنطق بصدمة : شجاع يا أخوي خوفتني شفيك ما تتكلم ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : هاه ؟
زفرت تستغفر وتنطق بهدوء نبرتها : أمش بس
ركبت الجمس مع منيف وألتفت شجاع على سيارة مروان يشوف غرور بجانبه ، زفر يفتح الباب ويركب بجانب منيف ، قفلت شمايل الباب الخلفي تنطق : مشينا
حرك منيف خلف أهله يتوسطون الخط متوجهين لقصور آل ساير بمُنتصف العاصمة ، يسيرون بطريق واحد خلف بعضهم البعض ، مسيرة ضخمه وموكب يناسب العقيد وآل جراح جميع ، الأغاني والفرحة تضج من سياراتهم وسبق وأرسل سهيل الدعوة على جميع معارفه ، بيحتفل بحفيده الأغلى في أفخم الأماكن ، قصر ولد عمته ونسايبه ..
« قصر مترك ، قبيل أذان المغرب »
واقف بجانب أمير ينتظرون حضورهم اللي كانوا على مشارف الوصول ، دخلت سيارات آل جراح وأبتسم أمير ينطق : صار الوقت اللي يرجع فيه الشمل يا والدي أبتسم وخلّ ومشي الليلة !
زفر مترك يرفع صوته ويرحبّ بآل جراح اللي بدورهم أقبلوا على صفوف آل ساير وأنسابهم آل صارم ، أرتفعت أصوات الرجال ينشدون زامل ترحيب في آل جراح :

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now