الصدف

9 2 0
                                    


مرحبا بكم من جديد في فصل آخر من قصتي

أتمنى أن تنال إعجابكم

لاتنسو ترك تعليق 💠

عسى أن تكون أيامكم أجمل 💗

قراءة ممتعة

𓂃𓂃𓂃 ᐧ . ᐧ₊𖣘₊ᐧ . ᐧ𓂃𓂃𓂃

تتحكم بي دنيتي وأنسى نفسي، أتعب مني كثيرا ويرهقني ضعفي ، أجدني أغرق أكثر وأُدمن حذري .

𓂃𓂃𓂃𓂃𓂃𓂃

أتذكر يوم بشرت أمي بنجاحي وناديتها يا أم الخريجة افرحي .
ردت : ماذا يعيد نجاحك من خسارتي ؟
كانت تقصد بذلك إنهيار بيتنا
لذلك لم أجدالها مواسية

𓂃𓂃𓂃𓂃𓂃

خاب أملي وكانت مرتي الألف بعد المليون ، لذلك لم أنزعج كثيرا ، لكن شيئ فيّ أصر على توقعي الأول ، ذلك الشخص يحمل وراءه قصة .

انتهيت من عملي ذلك اليوم بهدوء كأني لم أكن أشتعل حماسة صباحا ، وغادرت المبنى نادمة على عدم إحضار سيارتي .
كنت سأطلب سيارة أجرة لكن الزحام شديد ، منزلي يبعد ثلاثين دقيقة مشيا ورأيت أن الوقت مازال صحوا لهذا قررت السير لهناك وحدي .

كانت السماء خلابة لقرب الغروب ، أصوات السيارات عالية وحوارات البشر الواضحة تشعرني بالأنس صدقا وليس الوحدة ، فلطالما كنت وحيدة بين الناس لذلك أحب رؤيتهم يجتمعون من بعيد على أن أكون بينهم وهذه فعلا راحة ، تأملت الشوارع بوساعتها وأحببت مدينتي أكثر ربما هذه المرة لأنها أنستني قلقي ، ودائما ما نجحت في تخفيف عبئي بأجواءها الرائعة .

ღღღღ

مذ كنت في السابعة من عمري وأنا أحلم بهذا الشعور ، حلمت دائما أن أزور بلدان أنا أختارها بنفسي ، حلمت بإمتلاك منازل في أماكن كثيرة ، أن أقطن بمدينة بعيدة لا يعرفني بها أحد ، أن أعمل بأرياحية وأشتري ما أشتهي وبقدر ما أريد ، كانت أحلامي بسيطة لكنها لم تكن ساذجة أبدا ، كانت تستحق التجسد والتحقق ، رغم كل السخريات .

ღღღღ

تحسن مزاجي قليلا وسكن داخلي شعور الرضا ، ولم أعد أهتم للأمر ، هكذا في كل مرة ، يعيدني النسيم من كل إنتكاساتي سالمة .
عندما كدت أصل إلى مكاني رأيت متجرا جديدا بالقرب ، وقررت الدخول ، كانت واجهته رائعة ، لافتة أعلى الأبواب تحمل اسم المكان بلغة لا أعرفها ، الأضواء البسيطة تحيط بلافتة صغيرة على الباب الأمامي كُتب فيها " قدري في صدفة " ، تعجبت منها وأحببتها في نفس الوقت ، دخلت وكان متجرا لبيع الكتب والروايات ، التصميم الداخلي خرافي ، يتكون المتجر من ثلاث طوابق دون مصعد ، الطابق الأرضي كان عبارة عن ساحة تحوي تماثيل صغيرة الطول موضوعة على الأرض ، دعني أقول أنها فهرس ، حيث كل تمثال يمثل فرعا من تصنيف الكتب ، على الجدار خلف التمثال مكتوب بخط انجليزي متقن التصنيف ، وكل جزء منه بلونه الخاص ، كان الجدار المقابل للأبواب يحتوي على لون واحد بلون بنفسجي داكن تمثاله عبارة عن قبعة وقلم حبر ، تصنيفه ' القدر ' ، كانت هاته أول مرة أصادف مثل هذا التصنيف لذلك تشوقت جدا لقراءة الكتب التي تحمله ، صعدت للطابق الثاني وكانت الأدراج مصممة لتشعرك أنك ستدخل لعالم آخر قريبا ، مزيج الألوان وتشكيلة المدخل كانت إبداعية ، الطوابق الثلاثة متشابهة في التصميم لإحتواءها على الرفوف ، الرفوف مصنوعة من خشب رفيع ، ذا لون موحد زيتي ، على واجهة الرف هناك رمز صغير لتمثال لتصنيف الكتب الموضوعة فيه ، وعلى سطح الرف رسمة له، أما الجدران فقد كانت بلون بنفسجي فاتح عليه أشكال صغيرة كالنجوم ، أمام كل جدار تكون هناك ثلاث طاولات للقراءة ، طاولات ملتصقة بالجدار مباشرة دون أرجل ، مع كرسيين فقط ، كمية الكتب الموجودة كبيرة جدا ، والمتجر واسع أيضا ، لذلك تعجبت من قلة الطاولات ، فقد كان من المتفرض أن يستقبل المتجر كثيرا من الزوار لكن عدد المقاعد لن يكفي ، وذلك سيجعل من العملاء يقلون شيئا فشيئا ، وهذا. مخيب للأمل فالمحل رائع فعليا ، وتلك خسارة كبيرة له وللعملاء ذلك ، كان عمال المحل ثلاث أشخاص وكلهم رجال لكل طابق موظف واحد ، الأرضي فارغ دون أحد وهذا أيضا أثار دهشتي ، كما أعرف جميع المحلات تستقبل عملاءها عند الباب وتشرح لهم فحوا عملهم إلا هنا يتركك الموظفون تكتشف كل شيء بنفسك ، قد تكون طريقة جديدة جيدة لكن بعض الناس لن تعجبهم وسيظنون أنها قلة إهتمام لهم .
تطلب مني الأمر لأبحث عن تصنيف ' القدر ' أربعون دقيقة لأنه كان بالطابق الأخير ، عندما وصلت أخيرا رأيت أنه يشمل أربعة رفوف ، ثلاثة فارغة فقط رف واحد مليء بالكتب ، وشاءت الصدفة أن تكون كل كتب الرف سبق وقرأتها ، كلها حرفيا ، لذلك تعجبت كثيرا ، لما تم وضعها في هذا التصنيف بالذات هي لا تنتمي له ، وأيضا كل واحد منها من تصنيف مختلف عن الآخر ، لما تم جمعهم معا هنا ، توجهت إلى الموظف وسألته عن هذا ، قال : " هذا التصنيف خاص ومديري من إختار الكتب التي توضع فيه ، وأنا لا أستطيع إجابتك ، إذا أردتي يمكنك الإنتظار قليلا سيعود المدير قريبا واسأليه حينها "
لم تكن إجابة مرضية لذلك رفضت البقاء ، وأخبرته أني سأعود يوما ما لأسمع الإجابة ، وخرجت بعد ساعة بالتمام .

فتاة الرواق Where stories live. Discover now