منتصف الفوضى

41 2 6
                                    

مرحبا بكم في أولى كتاباتي
أتمنى لكم قراءة ممتعة

‏─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ

كثيرا ما يصيب الإنسان عجز يكبح كل شيء يريده ، وكثيرا ما ينسى أنه ليس كاملا ، أن العيوب تملؤه والنقائص تعتليه ككله ، أتعجب دائما من صلابة أحدهم وهشاشة بعضهم ، ولا أحبذ أي منهم ، فأنا دائما ما رأيت أن للكل أعذاره وكم أنا بارعة في خلق الأعذار للجميع ، أو بالأصح أغمضت عيني عن الحقيقة وصرت غارقة بالأوهام .

لم أكن إلا فتاة صاحبت اليأس وإتخذت من الكتمان ملجأ لها ، كنت دائما المفعول به الذي يجب أن يقع الفعل عليه ، غير أنه يجب أن يظهر ساكنا دون شكوى .

𓂃𓂃𓂃  ᐧ . ᐧ₊𖣘₊ᐧ . ᐧ𓂃𓂃𓂃

لم يكن الجو ممطرا كنا في عز الحر رغم أن الصيف بعيد ،   كانت الناس تسير بالشارع مثلي ولا أظن أحدا لاحظه غيري ، شخص رأيته مستمتعا بأشعة حارقة وقت الغداء بغاية النشاط ، في تلك اللحظة حسبتها الصدفة المستحيلة التي جمعتني مع نقيضي ، كنت حينها بمنتهى التعب ، الجوع يأكل أحشائي والشمس تلتهم جلدي . وقفت أتأمله دون أن أدرك ، كان جالسا على كرسي بشرفة بوضعية مائلة مباشرة للسماء  يقرأ مجلة العابد الصغير ، عادة لا أتعجب من وضعية قارئ لكن الإنحناءة الجميلة أذهلتني لاسيما شفتاه التي ترسم إبتسامة خلابة لمجرد مجلة ، أتمازحني يا هذا!!!
أ يقرأ العابد الصغير حقا !! أم أنه يضع هاتفه منتصف الأوراق ليأسرني  !!! اه تبا !!!!
مهما كان فقد فعل ، حفظت ترتيب حواجبه ورفاعة رموشه وتفاصيل عيونه ، وتلك الإبتسامة 🫠 ، حافة أنفه ، وعدول كتفه ، وساعة صدره وتجاعيد حلقه ، شكل يده ورباط حذائه .
لم أدرك أني حفظت عنه كل هذا وأنا التي ظننت أني لمحته فقط .
لم يلفتني طوال عمري إنسان لمجرد أني رأيته ، لكني في هذه المرة الأولى وقعت له .

أقسم أنها كانت أطول خمس دقائق بحياتي كلها ، أنا التي يفلتها الوقت سريعا ، لم أتحرك من هناك حتى سمعت صوت سيارة من خلفي كادت أن تدعسني صاحبها يجزم أنه صرخ للمرة العاشرة فيّ أن أبتعد حين يأس قرر إخافتي ، كما جزمت أنا أني لم أسمعه ولا مرة ، كنت أين ؟ ، لا أعرف حتى كيف ؟ ..
سرت بعدها إلى عملي لأني فعلا تأخرت جدا عن إجتماعي ، إلتقطت صورة للمبنى شكليا لكني قصدت منها شيئا آخر ، أردت بها حفظ العنوان والعودة لاحقا لمعرفة المزيد عن شيء معين . 

ღღღღღღღღღღ

دخلت قاعة إجتماعاتي وإنغمست مع عملي لمدة ثلاث ساعات متواصلة ، لم أشعر بالوقت حتى رنت معدتي فتذكرت أني لم أتناول شيئا غير قهوتي ، حزمت حقيبتي وتقريبا كان وقت خروجي ، توجهت لأقرب مطعم وجلست أنهي طعامي بمفردي ، ثم عدت للفندق بسيارة أجرة .

عندما جلست أحصي متقدماتي يومي ، وضعت ملاحظة صغيرة " لمحت شخص ، فهل تراه يستحق أسري ويكون مصيري ؟ لندع القدر يقرر "

كنت أريد أن أعطي نفسي فرصة ، أن أتجهز للمصير مهما يكن وأرضى ، هكذا جعلت الأمر يبدو ، لكني في الحقيقة فقط إستسلمت وأنا إعتدت ذلك ، فلا هو جديد ولا أنا سأتحطم ، هو حظي وأعرف أن حكاية عاطفية كتلك لن تحدث معي أبدا ..

نمت تلك الليلة دون قلق للمرة الأخيرة ، لم أدرك مطلقا أن القدر سيكون له رأي آخر بمسير حياتي ..

══════════ ✥.❖.✥ ══════════

إستيقظت كعادتي وقت الفجر ، وخرجت للمطار عائدة لمدينتي بعد نهاية المشروع الذي أعمل عليه هناك ، وصلت وأنا بقمة الهدوء ، مقارنة بركاب معي ، كنت أنظر إليهم وإلى من ينتظرونهم ، وأرى الشغف والشوق ، كيف أحاديثهم مليئة بضجيج ضحكاتهم ، وكيف تشرق ملامحهم بالحياة ، لم أحسدهم على ذلك ، ولم أتمنى أن يكون أحد بإنتظاري ،
كنت فقط أتعجب مني ، كيف لا أشتاق لهذا المكان ، كيف لا يؤلمني فراقه ، كيف رغم كل إرتباطه بي أجد أن لا شيء يربطني به ، وكيف أشعر دوما أني لا أنتمي له ..

توجهت للشركة مباشرة ، وطلبت إحضار سيارتي إلى الشركة أيضا ، كانت ستة أشهر ، غبت عن مكتبي ستة أشهر ، أكاد لا أصدق أني إشتقت لكرسي هنا أكثر من منزلي ، سلمت تقاريري كاملة لمديرتي وطلبت الخروج باكرا لكنها أصرت على إعطائي إجازة يومين لكي أرتاح مع عائلتي ، ليتها تعلم أن العائلات لا تتشابه ..

نزلت لأخذ سيارتي من الموقف بالأسفل ، إنتبهت لسيارة لم أرها قبلا ، لا تبدو لأحد زملائي ، لم أعر الأمر إهتماما كبيرا وظننت أنها لعميل جديد ، ما إن حركت السيارة للخروج حتى نزل مصيري إلى تلك السيارة ، ركب وخرج من أمامي بها مغادرا ، لم أدرك نفسي وتراخت قدماي ، أطفئت المحرك وجلست أعيد ضبط تنفسي ، تجمدت للحظات ، ولا أدري أهي صدمتي أم خوفي ، أيعقل أن الفرصة جاءت إلي ؟
هل للقدر خطة أخرى هذه المرة ؟

ღღღღღღღღღღ

يتبع

أتمنى ترك تعليق لكل من قرأ الفصل

أقبل جميع الآراء ورأيك يهمني

💌💌

يوما سعيدا مليئا بالحب 💓

فتاة الرواق Where stories live. Discover now