part 7 season 2 | مصاب مجهول الهوية|

258 31 45
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" فَنَت الأيام و ما فنى قلبي
هل كنتِ حقًا بجواري يا رفيقة دربي؟
كم كان حبُّكِ يشفي جراحي
كدواء يشفي مريضًا عانى مرارة الداءِ"
أروى مدحت علي

٭*★٭*★٭*★٭*

الأجواء تشع توترًا، يقف "داوود" مع زوجته "رحيق"، و في الجوار تقف "حور" بعيون تائهة تخشى سماع ما سيقوله الطبيب بعد قليل، ربّت "داوود" على كتفي زوجته مطمئنًا :
_ متقلقيش، هيبقوا كويسين إن شاء الله

هزت الأخرى رأسها دون أن تتحدث، مرت دقيقتين و خرج شخص يرتدي معطفًا باللون الأبيض، نطق عندما رأى الثلاثة بجانب بعضهم البعض :
_ انتم عيلة المرضى؟

هز "داوود" رأسه مردفًا :
_ اه، خير يا دكتور طمننا؟

نطق الطبيب بأسف:
_ البنت كويسة، لما جت هنا كانت محتاجة بس شوية اسعافات، إصابتها كانت خفيفة نتيجة أنها كانت في المقعد الخلفي من العربية، واحد من الاتنين التانيين اتصاب في كتفه و في دماغه، إصابة الدماغ مكانتش قوية أنها تحدث ضرر بشكل عام، وهو بفضل ربنا خرج من العناية المركزة و حاليًا بنفحص أجهزته الحيوية كويس و هيكون جاهز انكم تشوفوه من بكرة

ابتلع "داوود" ريقه بصعوبة ثم قال :
_ و الأخير؟

زم الطبيب شفتيه بأسف ثم نطق :
_ اتصاب في رأسه إصابة جامدة، وهو دلوقتي مرحلته حرجة و دخل في غيبوبة، ادعوله أوضاعه تستقر و يفوق، عن اذنكم

نظرت "حور" نحو "داوود" بتيه بينما تقول :
_ أصيل اللي بقى كويس صح؟ أصيل مش في غيبوبة صح؟

رأى تلك الحالة التي كانت عليها مما جعله يقول :
_ متقلقوش، كل حاجة هتكون كويسة بإذن الله

أمسكت "حور" كتفي شقيقتها بانهيار بينما تقول :
_ هو مقالش اسماء ليه! قوليلي أن أصيل مش هو اللي في غيبوبة! أصيل كويس صح؟ بابا كويس صح!

كانت "رحيق" في حالة لا تقل سوءًا عن حال شقيقتها، لكنها آثرت ان تظهر هذا أمامها، بل حاولت أن تدّعي الثبات المزيف أمامها كي تهدئ من روعها :
_ يا حور هو كويس متقلقيش، مش هو اللي في غيبوبة، بكرة هنيجي نزوره و هيطلع كويس

سقطت "حور" على كرسي كان بجوارها بينما تهذي لشقيقتها :
_ لا لا، رحيق انتي عارفة اني مليش غيره صح؟ انا لسة صغيرة يا رحيق، مش هبقى لوحدي تاني، مش عاوزة أجرب اليتم مرتين، انا يتيمة من وانا صغيرة و مش فاكرة شكل اهلي كويس، و أصيل كان الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي، مش بعترض على أمر ربنا والله، بس انا مش هعرف اعيش من غيره

قالت جملتها الأخيرة ثم أغمضت عينيها و لم تعي شيئًا بعدها مما يدور حولها

٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

في زاوية أخرى من المشفى وقف "داوود" يمسك هاتفه بتردد، يخشى أن يخاطب ذلك الفتى علّه يسقط من هول الصدمة، استجمع شتاته ثم اتصل على الفور، أتاه الصوت من على الجهة الأخرى قائلًا :
_ داوود، ازيك عامل اي؟

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن