part 49 ( أعيرة نارية تتبعهم )

1.5K 308 84
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" قد لا نملك الخيار أحيانًا، فإما أن نضحي بإحدانا، أو أن يموت كلانا "
- اروى مدحت
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

مرت أيام عدة كان فيها " يونس " يعطي المنوم لـ" مالك " بانتظام، لم يكن يدري ما المادة التي صنع منها هذا المشروب حتى! فقط طلب من صيدلي في ( بني سويف )  منوم و لم يرَ حتى أضراره على غلاف العلبة

وضع " يونس " المنوم في الطعام كعادته و ذهب ليضعه أمام " مالك " الذي استيقظ منذ ساعة بهدوء

وضع " يونس " الاطباق أمامه دون أن ينطق، نطق " مالك " بهدوء :
- انت بتحطلي اي في الاكل يا يونس؟

قال " يونس " بعدما تنهد :
- هكون بحطلك اي يعني.. ما انت سليم اهو! لو بحطلك حاجة كانت أثرت فيك

قال " مالك " بينما يحرك رأسه بألم :
- يونس أنا بقى يجيلي صداع غريب، و بحس بدوخة، و اول ما اقوم مش بعرف عدا كام ساعة أو احنا في الصبح ولا في الليل حتى، بحس اني اترميت و نمت لوقت طويل! انطق يا يونس و انا مش هأذيك

قال " يونس " دون أن يظهر على وجهه أي تعابير :
- اولاً مش بحطلك حاجة.. هكون بحطلك اي يعني.. مخدرات؟ ولنفرض.. هعمل كدا ليه؟ أنا ما بحطش حاجة زي ما قولت، كل اكلك عشان ورايا مشوار

قال " مالك '' و قد شعر بذلك الألم في رأسه و الذي يراوده منذ يومين :
- يونس، هنفضل كدا لحد امتى؟ من حقي افهم!

قال " يونس " :
- لو فكيتك انت عارف كويس هتعمل فيا اي

قال " مالك " بنبرة ساخرة :
- انت غبي؟ اصل اكيد يعني مش هتفضل حابسني هنا للأبد.. بعدين قولت اني مش هعمل حاجة! أنا لسة ما فقدتش اعصابي عليك.. فكني و انا مش هعملك حاجة، و ياريت تعمل كدا قبل ما اغير رأيي!

تنهد " يونس " ثم قال و قد نهض ليرحل :
- ماشي.. دلوقتي هروح مشوار و ارجعلك تاني.. المية جنبك لو عوزت تشرب

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

نطق " داوود " :
- عاملة اي؟

قالت " رحيق " بلا مبالاة :
- معلش هشوفك بعدين يا داوود بشتغل دلوقتي

اتخذ أحد الكراسي و جلس قائلًا :
- اوك ماشي.. هخلص شغل في المركز مع أمنية و اعدي عليكي نتفسح تمام؟

قالت باستغراب بعدما تركت القلم من يدها :
- أمنية مين؟

قال " داوود " بعدما نهض و استعد للرحيل :
- الدكتورة اللي شغالة معايا في مركز العلاج الطبيعي.. أنا و هي فاتحينه مع بعض

رفعت " رحيق " إحدى حاجبيها بينما تقول متدعية اللا مبالاة :
- امم.. مقولتليش يعني

قال " داوود " متصنعًا النسيان بدوره :
- تقريبًا نسيت بقى

هزت هي رأسها بينما عادت برأسها للاوراق إشارة منها بانتهاء الحديث، بالفعل اتفق معها " داوود " أن يمر لأخذها في تمام الساعة السادسة و النصف، و أن تترك عملها اليوم باكرًا في المشفى و أن يترك هو المركز باكرًا كذلك

قل مات عمر Where stories live. Discover now