أحبك يا الورا

8 3 2
                                    

داخل جنبات الغرفة التي تحتضن تفاصيل يومياتها، استغرقت الورا في تصفح الجريدة. الهدوء يغلف المكان حتى استثار بدقات على الباب ترددت صداها. وقفت، تاركة الأخبار جانبًا، ومضت لتكشف عن زائر الصباح.

على عتبة الباب، وقف لوكاس، يرتدي نظرات الخجل البادي، ممسكًا بعض الأغراض في يده.

لوكاس (بصوت منخفض وأدب جلي): "صباح الخير، الورا... أعتذر على الإزعاج، لكني أحضرت لكِ بعض الأغراض من سوق المدينة."

الورا، بابتسامة عفوية تنير محياها، رحّبت به: "لا داعي للاعتذار، لوكاس. والشكر موصول لك، فهذا لطف منك."

تتلقف الأغراض لتتركها بجانب الباب، في هذه الأثناء، قدم لوكاس هدية غير متوقعة.

لوكاس (بنبرة مترددة): "وهذه... هذه قلادة صنعتها خصيصًا لكِ، آمل أن تعجبكِ."

صمت لحظة قبل أن يمد يده، قائلًا: "وهناك رسالة أيضًا."

الورا، متأثرة وسعيدة: "أنت... حقًا طيب القلب للغاية. إنها جميلة حقًا، شكرًا لك."

ثم دعته بحفاوة: "أرجوك تفضل بالدخول."

مع تبادلهما ابتسامات خجلة وغنجة رومانسية، ساعد لوكاس الورا في ارتداء القلادة، وخدوده تتلون بالأحمر العميق.
بعد ذلك، ألمح لوكاس لنهاية لقائهما بدعوة محببة.

لوكاس (بتودد): "هل تودين الإنطلاق في نزهة، للخروج قليلًا من أجواء التحقيق؟"

الورا (بتأمل): "سأفكر في الأمر."

ومع وداعه لها ومغادرته، وجدت الورا نفسها تبتسم بدون وعي، تلك الابتسامة التي تكتسح المرارة والإرهاق، وتنثر إيقاعًا من الأمل والدفء.
و بعد أن تلاشت خطى لوكاس وراء الأبواب، غمرت الصمت أرجاء الدار، وصعدت الورا إلى غرفتها . وحيدة مع أفكارها، لامست وسادة السرير بيمينها، وكأنها تبارك لحظة استقلالها الشخصي. "لتتنفس الروح، فيوم بلا واجبات ليس إلا فسحة للروح." في سكون المساء، اندسّت ذاكرة حاضرة أمطرت ذهن الورا بوميض، فالهدايا التي أتى بها لوكاس كنت قد غفوت في زاوية الفضول.

نزلت مسرعة، بقلب خفقان، وأصابع تلتهم نفسها شوقاً لاكتشاف الكنز المُنتَظَر. أفردت الكيس، وبين أطياف النسيم العليل ؛ كيمونو شقيق الشمس، لونه أحمر خجول، متعمداً بورود زرقاء كلوحات السماء في ليلة صافية.وبنبرة خافتة عجنتها ابتسامة هادئة، امتنانها : "كم أنت مدرك يا لوكاس"
تحت وقع الأضواء الخافتة، تناغمت الورا مع الكيمونو، حيث كل طيّ يحكي حكاية، وكل غرزة تنبض بالحياة. جلست أمام المرآة، شرعت بتمثيل فصول من التقاليد بين يديها، تسريحة شعر تستلهم من اليابان التقليدية ، لكن خصلها اختارت الحرية، فتساقطت عذبة على أكتافها.

وقفت في وقار أمام المرآة، الدهشة كللتها بنعم، والمرآة صدحت بالإعجاب. العقد يتقن الرقص على إيقاعات الصدر، والكيمونو يعانق الجسد بودّ ورِقة. رسمت السعادة طريقها على شفتيها، وها هي كاملة، جاهزة، مكتملة البهاء.

إيردانوسWhere stories live. Discover now