15- وَبَدَأَت الحَرْبُ

420 20 6
                                    

"في حي مصر القديمة"

15- وَ بَدَأَت الحَرْبُ 

شهد غانم

"رمضان يوم الإثنين الموافق ١١/٣/٢٠٢٤
الفجر:٤:٤٢
الإفطار: ٦:٠٠

لأجل أننا مُسلمون،
وتعظيم شعائرِ الله فريضة؛
رمضان مُبارك، وكل عامٍ وأنتم بخير."

_______________________________

صوت سيارة المطافي...
صراخ سيّدات الحيّ...
أشخاص يركضون هُنا و هُناك..

بعد وقت عصيب استطاع رجال الإطفاء وأخيرًا إخماد الحريق تحت نظرات الجميع المُتحسّرة على هذا الثُّنائي، دلف الرجال إلى الشقّة ينظرون إلى المنزل المُتفحّم يرَوْنَ إذا كان هناك شيئ نجى من الحريق أم لا، وللأسف كان كُل شيئ قد تفحّم تمامًا وأصبح المنزل لا يصلح للعيش الأدمي

على الناحية الأخرى
كانت عائشة تركض سريعا بـ فزع بعدما أخبرها أحد الأطفال أن "عش الزوجية" و المنزل الذي كان من المُفترض أن تتزوج فيه قد تفحم تماما..

وقفت بـ صدمة تنظر للمكان حولها، أصبح كُل شيئ أسود كـ سواد الليل، المنزل، الأثاث، كل شيئ اسوَدّ ولا أمل لـ عودة شيئ كما كان

أهذا هو حلمها؟!!
أهذا هو منزل أحلامها؟!!
هل انتهى كل شيئ هكذا؟!!

لما هذه الحياة ليست عادلة؟! لما لا تتركها تحيا بـ سلام مع محبوبها؟! لما هذا العالم القاسي يقف أمام حبّهما؟! لما المجهول لا يتركهما لـ يعيشا معًا بـ أمان و سلام؟!

كلما حاول أحدهم تخطي عقبة تظهر أمامهم عقبة أخرى أكثر صعوبة، فـ هل حبهما قادر على تخطّي كل هذا أم أن الإستسلام سـ يكون هو القرار المُختار؟! لقد لقيا الكثير و واجها أكثر فـ هل سـ يمكث حبهما و يصمد أمام المجهول

نظرت عائشة لـ عمر بـ توتر من رد فعله الهادئ، توقعت أن يثور و يغضب ويقلب المكان رئسًا على عقب ولكن كان جوابه الصمت فقط، فـ أثار قلقها و ريبتها

اقتربت منه بـ هدوء و وضعت يدها على كتفِه بـ هدوء وحاولت التماسُك من أجله وقالت بـ حذر

- عمر

لم تلقَ ردا فـ رمقته بـ حزن ثم نظرت للمكان حولها وقالت بـ بعض الأمل

- أنا عارفة إنك زعلان ومتضايق و متعصب و جواك مشاعر وكبت كتير ودا حقك، بس.. احنا وعدنا بعض اننا هنفضل سوا ومش هنسمح لحد يفرقنا مهما حصل، حتى لو كل العالم وقف ضدنا كفايا إن ربنا معانا، وهينصرنا إن شاء الله

وقفت أمامه ثم أمسكت وجهه بـ يديها الصغيرتين مُردفة

- عمر..  عايزاك تعرف إني بحبك وعمري ما هسيبك أبدًا مهما حصل

مسحت دمعة خائنة نزلت من عينيها وقالت بـ بسمة طفيفة

- انتَ قولتلي قبل كدا إنك بتحبني بقالك 8 سنين صح؟ 4 سنين كنت مداري في قلبك ومقولتش لحد و 4 سنين اتخطبنا فيهم وكانوا أحلى 4 سنين في حياتي كلها، انتَ استنِّيتني كتير وجه دوري اننا أستناك، عمر أنا مستعدة اننا استناك عمري كله، مش رد جميل ولا عشان انتَ استحملتني كتير لا.. عشان بحبك، يمكن مقولتهاش ليك قبل كدا بس دا كان خجل مني مش أكتر

في حي مصر القديمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن