اكتسح الجو الرمادي المكان ، كان الطقس غائمًا ، و الناس يعتلي وجهها الحُزن و الصَدمة ، من أقرباء و أصدقاء و زُملاء الزوجين ، كان العدد كبير جدًا من جهة عائلة داوسون ، فهوا رجل رئيس و مُدير ، بكل تأكيد سيكون له شبكة ضخمة من الزُملاء و الأصدقاء.رحل كلٌ إلى طريقة بعد الدفن و التوديع ، ولم يبقى سوى الجد إدوارد ، واقفٌ أمام القبرين ، لم يذرف أي دمعه ولم يهتز له صوت ، كان في حالة جمُود ، لا أحد يعلم ما أمرُه ؟
حينها وقف بجانبه شخصٌ كبير في العُمر أيضًا ، ولكنه أكثر صحة ، أطول قليلاً منه ، يرتدي بذلة رسمية سوداء ، من بعيد تعلم كم هي فخمة و هو بحد ذاته يبدوا رجلاً شديد الأهمية
ثُم تكلم بهدوء و رزانة
" عزائي و مواساتي لك ، سيد إدوارد "رد الآخر بعد ثواني عديدة
" ولك أيضًا ، سيد داوسون "" مهما كُنا ، ومهما صرنا عليه في هذا العالم ، فسنُدفن جميعًا هُنا "
عاد الصمت مُجددًا ، وكان لا يُسمع إلا صوت الرياح ، و تصافق أوراق الشجر...
" لدي حديثٌ معك سيد إدوارد ، ليكن في موعد عاجل "
" تحدث هُنا سيد داوسون. "
رد إدواردبينما داوسون نظر له قليلاً ، وتفهم الأمر بطريقته
" لم يصدمني ما كان بوصية ابني ، بالـ توقعت ذلك في الحقيقة ، صحيح أنهُ تغير علي كثيرًا مُنذ أن تزوج ، ولكن لم يهمُني الأمر...ما دام أنهُ سيقود شركتي... "
لم يجد ردًا من إدوارد ، ليُكمل حديثه
" وضع الشركة بإسمي مُجددًا كما قيل بوصيته ، و جميع ورثه كُتب بإسم عائلتك يا سيد إدوارد. "" ليكُن ذلك ، ولكن مهما حصلنا من مال و نعمة لا مثيل لها ، فنحنُ خسرنا أبناءً ثمينين علينا جدًا يا سيد داوسون... "
تأمل السيد داوسون السيد إدوارد ، والذي كان يصبر و يتحمل بقوة !
ليرد في تنهد
" صدقت... "بعدها أكمل وهومقابلٌ للآخر
" فلورانس ، ستكون تحت رعايتي حتى تستفيق ، وعندها لها الاختيار في من تُريد البقاء معه ، لنا لقاء آخر إذًا "رحل الرجل الكبير مع حُراسه
وبقي فقط الجد إدوارد ، تحت آلام شديدة ، وحزن كبير ، لا يعلم به أحد غيره.
— بعد أسبوعين
كان روتين الجد هو الاستيقاظ ، العمل بالمقهى ، انتظار اتصال مِن المُستشفى ، ثُم النوم.
حتى أتى ذلك اليوم ، في الصباح الباكر ، استيقظ الجد إدوارد و اغتسل و ارتدى ثيابه ، ثُم نزل إلى مقهاه
لم يمل أبدًا من ذلك الروتين ، بالأحرى كان تنظيف الأرضيات ، و ترتيب المقاعد ، و صنُع القهوة ، يجعل تفكيره أكثر تحسُنًا و انشغالاً !