كان من الأفضل أن لا آتِ ، مُنذ البداية...لما كان علي أصلاً الاستماع لـ رجل لم يدر بيني و بينه إلا أحاديث سطحية ؟ هل لأنهُ كان لطيفًا معي ؟ ، لماذا أنا بهذا الغباء و الجهل ؟
" فلورانس... "
نطقت بإسمي ، بتلك التعابير النادمة ، والتي تضايقت لرؤيتها
وقفت من مكاني بسرعه وسط استغرابهم من أمري
ثُم خرجتُ من المكان ، لم يعد يهمني حقًا البقاء و التعرف على أُناسٍ جُدد...
" فلورانس ؟! " نادى إيثان اسمي مُقطبًا حاجِبيه
خرجت مع الباب ، بوجهٍ مُظلم ، لا أرى أمامي سوى ذكرياتٍ لا داعي منها ، غير أنها تسبب لي الكثير من المشاعر المضطربة !
حينها قد لحق بي إيثان و أمسك بي من مرفقي ، ناظرًا إلي بقلق و تساؤل
" فلورانس ، هل كل شيءٍ على ما يُرام ؟ ، لماذا خرجتِ فجأة ؟! "
لوهله فكرت ، أنهُ هو من خطط بالأمر وأنهُ يعلم كل شيء ، ولكن يبدوا أنني مُخطئة...
[ قُلت أنك لن تُجبرني على شيءٍ سيضايقني ، أليس كذلك ؟ ]
قرأ ما بملاحظات هاتفي ، ثُم أجاب ثابتًا بقراره
" نعم. "
[ إذًا...علي الذهاب ]
وضع بصره على هاتفي مُجددًا ، وأبعدته ما إن انتهى ثُم مشيت في عجلة ، متجاهلةً ما سيقول...
— من جِهةٍ أُخرى —
بقيت شارلوت صامته طوال الوقت ، حتى دخل إيثان وهو يحدق بها ، فقد علم أن هناك أمرٌ ما حاصل ، بينهما...فلورانس و شارلوت
" لماذا ذهبت فلورانس فجأة ؟ "
سأل مايكلتقول سارا
" الطعام سيصل قريبًا ، لماذا لم تصر عليها بالبقاء ؟ "" هي ليست مُجبرة على البقاء. "
رد إيثان بإختصار ، وكان الانزعاج واضحًا على وجههبعدها جلس بجانب صديقه مايك ، ثُم نظر إلى شارلوت ، والتي كانت تائهه مع نفسها
" شارلوت ؟ ما الأمر ؟ "
سألت سارا صديقتها المقربةحينها عادت شارلوت للواقع ، ونظرت لسارا الجالسة بجانبها ، مُبتسمة بتصنع ، تخفي اضطراب تعابيرها
" آه لاشيء ، أظنني أشعر بالتوعّك قليلاً ، لذا سأذهب... "" هل أنتِ جادة ؟ ماذا عن الطعام ؟ لقد حاسبنا فيه جميعًا ! "
قالت سارا بإنفعال !" آسفة يا رِفاق ، استمتعوا بوجبتكم ، علي الذهاب "
وقفت شارلوت ذاهبه دون سماع تذمرهم و استياءهم لرحيلها ، ولم تمُر دقيقة واحده حتى خرج إيثان ، بعدما اعتذر هو كذلك قائلاً أن لديه عمل مهم.