باليوم التالي...بطبيعة الحال ، لم أقدر على تشكيل صداقات منذُ أمس ، وها أنا وحيدة بالكافيتيريا ، آكل في صمت ، ولكن لا بأس ، اعتدت على الوحدة منذ زمن طويل...
بسبب شخصيتي...
وحالتي...
لا يهُم ! سآكل هذهِ الشطيرة اللذيذة و سأستمتع بشرب حليب الفراولة هذا !
فتحت هاتفي أتصفح مافيه ، متى آخر مره قُمت بتحديث صورة على الإنستـ*** ؟ أظنني أحتاج لتنزيل بعض الصور ، لتبقى ذكرى على الأقل في هذا الحساب...
صدر صوتٌ عالي من جهة ما ، سبب ذلك في انزعاجي و تألم أُذني اليمنى ! ، كانت تلك المجموعة من الأساس يتحدثون و يضحكون بصوتٍ عالٍ !! أم أنا فقط من تحسست ؟
لدي حاسة سمع قوية تجعلني أنجذب للأصوات أكثر من أي شيء ، و ساعدتني هذهِ الحاسة بمعرفة صوت النوتات مع اسمها ، و متى يكون توقيتها و انتهاء ضغطها ، وهذهِ النعمة حصلتُ عليها بعد حادثٍ حصل لي بالماضي...
ولكن ، اتضح انني لست الوحيدة المنزعجة ، الجميع هُنا يحدقون بهم ، هل هم بهذهِ الشهرة في الازعاج ؟
لحظة...
أليس هذا...فتى الحافلة ؟
بلا ، أعتقد انهُ هو...
من بينهم هو كان الأكثر هدوءًا ، يبتسم و يتفاعل قليلاً ، هذا ما جعله بارز من بينهم أكثر ، كما انني أرى كم هم يحبونه ، حوله الفتيات و الفتيان ، يبدوا انهُ ذو شعبية كبيرة هُنا !
ظننت أن الجامعة مكان ضخم جدًا سيصعب فيه تمييز شخصٌ ما عن البقية ، ولكن هذا مُدهش منه ، كذلك كل من حوله من أصدقاء يبدون رائعين و جميلون...
نظر إلي ، و كم وددت أن أختفي ، هل شعر بي ؟
لقد حدقت بِه بشكلٍ مخيف أعلم هذا ، لا أستطيع التحكم في تعابير وجهي حين أركز...
أنظري حول المكان فلورانس ، أنظري للسقف كم هو عالي ، اشربِ الحليب و كأن الأمر طبيعي
أنزلت بصري ببطئ و تردد ناحيته ، ولكن...
وجدته يبتسم...إليّ !
ابعدت المصاص من فمي ببلاهه ، هل ابتسم لي لتووّ ؟ أظنني كنت أتوهم
علي الذهاب ، بما انني انتهيت من طعامي
وقفت خارجة من المكان ، ذاهبه إلى مكتبة الجامعة ، مطأطأه رأسي خجلاً من ما صار...
امشي إلى المكتبة فلورانس ، سمعتُ أنها ضخمة للغاية و تحتوي على كل الكتب من كل مكان ! هذا مثير للإعجاب أنا متحمسة لرؤيتها
كم أُحب كتب التاريخ ، أُحب قراءة معلومات من الأزمان الماضية ، و أشعر أن حتى الكتب لا تحتوي ما يكفي من قصص و حكايات و علوم عن تلك الفترة ، ولا ننسى انني احب قراءة تاريخ الموسيقى و الفنون الكلاسيكية.