الفصل السابع عشر والأخير: حفل الانتصار.

Start from the beginning
                                    

-"آسفة، لم يكن عليّ قول ذلك لأكثر من يقف بجانبي"، عادت صوفينيا تعتذر وهي تكفّف دموعها بعدما أبعدت نفسها عن تيزيري.

-"لا داعي لذلك، كلنا نخطئ".

***

-ما هذا؟".

-"دعك منه وأخبرني، كيف حال أخيك؟".

كانت تيزيري تصل هاتفها بمولد الكهرباء بينما ايدير يقف أمامها مكتف اليدين يحاول جهده عدم إظهار اهتمامه بأشيائها لكنه فشل في النهاية.

-"لم تتبقى سوى حروق كتفه وصدره، زوجته تعتني به".

-"يا إلهي، حتى بعد ستة أسابيع لم يشفى".

-"ماذا عن أكسيل، ألم تخبركِ خطيبته بأي شيء عنه؟".

توقفت تيزيري عن تفقد المولد واضعة يدها على خصرها تقابله:

-"أليس ضابطكَ الأول؟، ألا يفترض أن تعرف عنه كل شيء... بربك، لقد تأذى لينقذ أخاك".

تهجم وجهه يدافع عن نفسه: -"أنا لم أقل أني لا أزوره، لكن أكسيل لن يشكو ألامه لزعيمه، بالطبع سيخفي كل ما يستطيع إخفاءه أمامي عكس ما سيفعل مع خطيبته".

أرخت تيزيري أكتافها وقد بدى بعض الحزن على محياها:

-"علاقتهما تمر بفترة عصيبة، قال الحكماء أنه نجى من الموت ونجى من شلل كان من الممكن أن يصاب به لكنه سيعيش بعرج علة رجله المصابة بقية حياته، لم يتمكنوا من معالجة كل الأعصاب التي تمزقت هناك".

قضب ايدير حاجبيه بعدم فهم: -"إذا؟، لقد نجى من الكثير من المشاكل. ثم لا أفهم، ما دخل هذا بعلاقتهما؟".

-"ايدير، هو يحتاج رجله سليمة ليقاتل، يحتاجها لعمله أيضا وهذا يعني أنه لن يكون ضابطا بعد الآن، نفسيته محطمة".

مسحت على جبينها بانزعاج كأنها لا تريد قول الباقي لكنها أكملت:

-"أظنه يشعر بالعجز ولا يريد إظهار ذلك لأي أحد خصوصا صوفينيا، هي تحاول جهدها لمساعدته على الاستحمام وشرب الأدوية الطبخ فهو لا يزال طريح الفراش لكنه يطردها في كل فرصة تسمح له ويسمعها كلاما جارحا حين ترفض المغادرة".

-"اه، بعد التفكير... أظنني كنت لأفعل نفس الشيء أنا الآخر".

نظرت له تيزيري بحزم فما كان منه ليدافع عن نفسه إلا:

-"ماذا؟، المفروض أن أكون أنا المساعد وليس هي... الدنيا تسير هكذا، الذكر يساعد أنثاه وليس العكس، غير هذا ستقل قيمته حتى عند أنثاه".

-"حين يتعلق الأمر بمشاكل الحياة والمجتمع وليس الصحة".

رفع كتفيه قائلا: -"هذا يحتاج وقتا ليُهضم من قبلنا نحن الرجال، أكسيل سيحتاج وقتا ليدرك أن احتياجه للمساعدة من قبل زوجته المستقبلية لا يُعد إهانة".

الرجوع لزمن البرابرةWhere stories live. Discover now