اقتباس

91 3 0
                                    

ابتعدت تارلا عن صديقاتها تستكشف المنطقه و تربط احداث الروايه مع المكان و تتذكرها و بعد ساعه عادت لهم فلم تجدهم و بدلا من ذلك وجدت العصابه في الداخل يعذبون شخصا ما فخرجت منها شهقة انتبه لها احد رجال العصابه و ركض خلفها لتركض هي بأقصى سرعتها رعبا من هذا المجرم الذي سيقتلها لا محاله ، كانت تهرب كما هرب وحيد في صغره تماما من نفس الازقه و الى ذات الشوارع حتى صعدت احدى المباني الى السطح و بقيت تلهث بشده و تنظر من فوق السطح تبحث عن ذلك الرجل و بعد ثوان نظرت خلفها و صرخت بفزع عندما وجدت الرجل يرفع سكينا متجها لها فعادت للخلف و في خطوة لم تحسب وقعت تارلا من فوق المبنى و ارتطمت بالارض فورا .

استيقظت تارلا على صوت ضجيج عال لأناس يتحدثون ، فتحت عينيها و وقفت فجأه بفزع شديد و استيقظت كل حواسها ، تتلفت حولها برعب باحثتا عن المجرم فقال احد الفتيان :
" في ايه يا تارلا؟"

نظرت للمتحدث وجدته مراهقا في الثانويه فقالت :
" احنا فين يا عسول انت ؟"

-" عسول !!!"

خجل المراهق بشده فابتسمت قائله :
" خلاص خلاص متتكسفش ، قولي بس احنا فين؟"

-" هو ايه اللي احنا فين؟ احنا ف المدرسه ".

_" مدرسة ايه ؟ انت  ف سنه كام يا حبيبي ؟"

صفر فتى اخر و قال غامزا :
" اووبا بقا يا رامز .. كدا يا عم متقولناش ".

قال رامز مستنكرا :
" يا عم والله ما في حاجه .. دي اتجننت شكلها ".

هتفت فيهم تارلا قائله :
" في ايه يا عيل منك ليه  ؟ لما الكبير يتكلم يبقا نسمع و نرد باحترام".

نهض الفتيان و اقتربوا منها بشكل ينذر بالخطر القادم فركضت خارج الفصل لتجد نفسها في مدرسة حقا و ضربت احدى الفتيان الذي امسك بها تحت الحزام و ركضت متجهة لحمام الفتيات .

لهثت بتعب و نظرت للمرآه فصرخت عندما رأت نفسها و عادت للوراء بفزع ، انها تبدوا اصغر ب 15 سنه !!

اقتربت من المرآه و نظرت لنفسها جيدا و لطمت نفسها فتألمت و عضت نفسها فصرخت من الالم .. انها حقيقه ! انها حقيقه .

رفعت شعرها للخلف و قالت :
" ازاي ؟ يعني ايه ؟ ايه التخلف دا ؟؟"

دخلت فتاة الحمام و تبدوا في الثانويه فقالت :
" بقولك يا كتكوته .. المدرسه دي اسمها ايه ؟"

-" اسمها ××××××".

_" طب هو انت تعرفيني ؟ هو انا مين ؟؟"

خافت الفتاة منها و دخلت للحمام و هي تشتمها فنظرت تارلا في المرآه و قالت :
" اهدي اهدي .. انا تارلا محمد محمد .. عندي 28 سنه و بشتغل محققه مع مدير مستفز هيشلني .. صح كدا ".

نظرت لزيها المدرسي الذي يدل انها في الاعداديه من تنورة طويله تقف بين ركبتها و رسغها و سترة قصيرة الكم و ابتلعت لعابها .. ان كانت حقا تخرجت من الكليه من سنتين و تعمل محققة بالفعل فلماذا ترتدي مثل هذه الملابس ؟ ايضا هي فتاة محجبة و هي تتذكر جيدا انها تحجبت في الثالث الاعدادي .... اي انها اما في الاول الاعدادي او الثاني الاعدادي .

غسلت وجهها و توترت بشده جراء ما يحدث ثم خرجت من الحمام فوجدت اولئك الفتيان ينتظرنها فركضت باقصى سرعتها نزولا على السلالم و هم يركضون خلفها و بينما تهبط صرخت :
" حاااسب يبن عميي". و لم ينتبه ذلك الفتى لما يحدث حوله ، عندما حاولت تارلا ايقاف نفسها تدحرجت و وقعت عليه فوقع هو و اصطدم راسه و ظهره بالجدار و هي عليه .

تأوهت بشده و قالت ببكاء :
" والله انتوا ما ليكوا اهل يربيكوا يا جذم .. والله لوريكوا ".

خلعت حذاءها بينما لازالت جالسه في حضن ذلك الفتى و رمته على وجه احد الفتيان صارخة بغضب :
" امشي ياض منك له بدل ما اقوم ابهدلكم ".

رمى ذلك الفتى حذائها ناحيتها فامسكه الفتى و قال ببرود :
" روحوا فصلكم ".

-" انت مين يا عم انت ؟ البت دي من فصلنا ، متحشرش نفسك ".

_" يعني لما كلكوا كدا تتلموا على بنت واحده يبقى انتوا ايه؟ ".

وجد الفتيان ان معه حق فيما يقول فتركوها و ذهبوا بينما ابعدها هو قليلا عنه و قال بجمود :
" انت كويسه ؟"

قالت تارلا بغضب و هي تخطف حذائها من يده :
" عيال قليلة ادب قليلة ذوق عديموا الربايه .. والله لاربيهم بنفسي ".

فجأه التفتت للخلف و نظرت لذلك الفتى الذي تجلس في حضنه فابتعدت بسرعه محرجه و كادت تقع من اعلى الدرج فوقف الفتى و شد يدها بسرعه و قال متألما من رأسه :
"ركزي شويه ".

قالت و هي تنظر لقدمها :
" اعتقد .. اعتقد يعني كدا ان رجلي اتلوت ".

نظر لها الفتى و هبط خالعا حذائها و قال :
" ايوا.. اتلوت ".

تحسرت تارلا قائله :
" ااه يا تارلا يا صغيره على الهم .. اهبب ايه انا دلوقتي ؟"

-" روحي الارشاد !"

_" معرفش فينه ".

-" تحبي ... اوصلك؟"

كان منتظرا رفضها لكنها قالت :
" يعيني على الشهامه .. وديني يبني عشان رجلي بتوجعني ".

-" طيب اتفضلي ".

حاولت تارلا المشي و تألمت بشده فمد يده بتوتر و قال :
" اذا سمحت !"

عهد احمد الشيمي

♕عهد♕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن