9- أزواجي مِنك إعدام!

288 17 14
                                    

..

استغلت شام انشغال والد صديقتها "العم صُبيح" عنهم، فاقتربت من صديقتها وهي مازالت تتابع عملها حتي لا يُلاحظ ويثور عليهن، نبست بصوت خفيض:
"رحيل"

ردت عليها الأخري بفتور:
"ماذا تريدين!"

"لا تنزعجي أرجوك، أنا لم أخبرك لأنني كنت أخشي أن ترفضي وتمنعينني عن الذهاب"

فتركت رحيل ما بيدها بغضب ونظرت إليه قائلة:
"حسنًا، وماذا بعد!"

نبست بخفوت آسف:
"أنا آسفة"

فردت لها ساخرة:
"حسنًا علمتُ إنك آسفة إليّ و آسفة لأبي، ولكن لا تحسبين أنني صدقت ما جئتِ به"

ابتسمت إليها الأخري وقالت:
"حسنًا سأحكي لك ما حدث بالتفصيل، ولكن ابتسمي أرجوك... فأنت مخيفة جدًا وأنت عابسة"

نظرت إليها بغضب وعادت تكمل ما كانت تفعله، فاقتربت منها شام قائلة بتوسل:
"رحيل!"

"اغربي عن وجهي أيتها الحمقاء"

فصمت قليلًا تتذكر حينما نعتها المعتصم بالحمقاء، طال صمتها مما أدهش الأخري التي توقعت ثورانها أو نعتها اقتصاصًا لها، ولكن حينما رأتها شاردة حركت يديها أمام وجهها كي تخرجها من شرودها وقالت بشك:
"فيما تفكرين!"

ظهر طيف ابتسامه علي وجهها قبل أن تقول:
"لأول مرة أشعر أنني حمقاء حقًا صباح هذا اليوم"

"ماذا!"

"ولكن... نعم حماقةٍ هذه.. فقط دفعتني لمغامرة سأرويها لأحفادي"

نظرت إليها الأخري مستنكرة وقالت:
"شام!.... عساكِ بخير... ما أصابك؟"

عانقتها وقبلت أحد وجنتها ونبست:
"سأحكي لك ولكن بعد العمل"

ابتسمت رحيل من فعلتها وظلت نتظر إليها باستغراب وهي تتابع عملها بذهنٍ شارد، ولكن انتبهن الاثنتان إلي صوت العم صُبيح، فتوقفتا عن العمل تتابعنه في صمت وكلٌ منهن تخفي وجهها بوشاحها، فقد كان العم يرحب بضيفه بحرارة وكأنه أحد الأمراء، ولكن فقد كان حقًا أحد الأمر، نبست رحيل بابتسامه حانية:
"لقد جاء"

نظرت إليها شام باستغراب ونبست:
"من هو!"

"الأمير فارس مندور"

"هل تعرفينه!"

نظرت إليها مستنكرة وقالت:
"ومن لا يعرف ابن وزير الخارجية"

وقفت شام تنظر إلي الحوار الدائر بين الطرفين في ملل دون أن تدقق في ملامح الضيف، علي عكس الواقفة بجانبها فقد كانت تتابع الحديث باهتمام شديد، وتزداد خفقات قلبها كلما حانت منه إلتفاته إليها ليري عينيها البارزة من الوشاح، فقد بات أسيرًا إليهن.

وريث آريان | Aryan's HeirDonde viven las historias. Descúbrelo ahora