5- "لماذا لا تُصَدِقَنِي!"

242 29 10
                                    


                             ..                          

"مرحبًا بعودتك أيتها الجاسوسة."

كانت تلك جملته التي نبس بها حينما رأها تجلس داخل السياج الحديدية، رفعت رأسها اتجاه مصدر الصوت، ونبست من بين شهقاتها:
"أنت لي مش راضي تصدق اني مش جاسوسة"

ضحك بسخرية وقال:
"كيف فعلتيها؟"

"عملت اي؟"

"خدعتِ الجنود وهربت من ذلك المكان دون أن يشعر بكِ أحد"

"الانسان لما بيتحط في الامر الواقع انه يحافظ علي شرفه وانسانيته ودينه بيعمل اي حاجة"

نبس بريبة وقال:
"ألست أنت من ذهبت إليه بقدميكِ"

"لا طبعًا، الحقير كان عامل نفسه شيخ بعمه وجاي بيقولي هشغلك في جمعيه خيرية"

صدعت منه ضحكة عالية قبل أن يعقب ساخرًا:
"عليان وجمعيته الخيرية!"

"والله قالي كدا"

"حسنًا ايتها الفتاة، اخبريني.. هل عليان متورط معك؟"

"مش فاهمه متورط ازاي يعني؟"

نظر إليها بجدية وهو يقول:
"الخائن الذي اعانك علي دخول المملكة، ولجأتِ إليه كي يخرجك منها"

نظرت إليه بغضب كبير وهي تتحدث بصوت شبه صارخ:
"قولتلك ميت مرة انا مش جاسوسةةة"

ثم اخذت تصرخ بهستريا قبل أن تصمت عقب انفعاله عليها:
"اصمتي"

صمت قليلًا قبل ان يقول بنوع من التهديد الصريح:
"يبدو أن القطة البرية بدأت بتخطي حدودها في الحديث إذن، ولن امررها مرور الكرام"

نظرت إليه بتحدي وقالت:
"مافيش مشكلة، عايز تقتلني اقتلني، بس ابقي وريني هتقابل ربنا بأي وش وانت قاتل نفس بريئة"

ابتسم من ثقتها في الحديث وقال:
"ليس القتل اسوأ عقاب يا هذه، هناك الاسوأ، تمني الموت."

ثم ابتسم إليها بتحدي وتركها وغادر المكان تحت صراخها بأنها ليست كما يدعي، وانه حاكم ظالم يطلق الحكم دون التبين.

لا جدوي من صراخها فقط تسمع صدي صوتها في المكان دون أن تلقي الرد، فجلست موضعها واتخذت وضعيتها السابقة وشرعت في البكاء، حتي عابت عن الوعي بسبب قلة تناولها للطعام منذ يومين.

_____________★"لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين"

في صباح اليوم التالي ألتف أبناء الملك وحفاده حول مائدة الافطار في صمت تام احترامًا للملك المنتصر بالله آريان، انتبه الجميع حينما نبس المنتصر بهدوء وهو ينهض عن الطعام:
"سيف الدين، اتبعني"

وريث آريان | Aryan's HeirWhere stories live. Discover now