2- "أأ سيف الدين قطز!"

317 29 14
                                    

أُيقنت كل ظنونه حينما رأها تسترق السمع إلي مجلسهم، تحدث بصوتٍ حاد يكظم خلفه جبال من الغيظ:
"كنت أظن أنك علي مهارة عالية من الدهاء، أليس كذالك؟"

نظرت إليه بصدمه تهز رأسها نفيًا لما يقول، فنبس بابتسامه يشع من ثنايها الشر:
"فقد تعجلتي علي قدرك يا فتاة"

ثم جذبها من معصمها بقوه يسير بها في طرقات القصر بخطوات واسعه جعلتها تتعثرة في كل خطوة تخطوها خلفه، حاولت جمع شتات نفسها كي تنطق بكلمة واحدة تبرر موقفها؛ لعله يعي سبب وجودها في هذا المكان، جاهدت طرد الخوف والصدمة اللذان لجما لسانها بالصمت، فحدثت بصوت مرتجف وهي تحاول أن تجذب معصمها من يديه:
"سيبني ارجوك، أنا مش جاسوسة"

لم يرد عليها بل ضغط علي معصمها أكثر وازدادت حدة خطواته، فنبست بصوت يشوبه البكاء ممتزج بالرعب:
"ارجوك افهمني، اديني فرصة أنا ما اعرفش اي اللي جابني هنا"

جاهدت مرارًا أن تسحب يداها من قبضته، فباءت بالفشل، فقالت بصوت حاد:
"سييييف"

توقفت قدماه عند ذكرها لاسمه، فنظر إليها باستغراب، ونبس:
"من هو رب عملك؟"

نبست بحدة:
"ما اعرفش، ولا حتي أعرف أنا جيت هنا ازاي، أرجوك اديني فرصة واسمع مني"

"تحدثي، ماذا لديك؟"

"أنا مش جاسوسة، ولا جاية أقتل حد، أنا آخر ما اتذكره إني كنت في الميكروباص راجعه من الجامعة"

بانت علامات الاستغراب علي قسمات وجهه، فنبس باستفهام:
"ماذا تقصدين بذلك الشيء؟"

"وسيلة مواصلات، بنركبها نروح بيها أي مكان في المدينة"

"من أين جئتي إلي هنا؟"

"من مصر."

استنشق نفسًا عميقًا، جاهد فيه كتمان غضبه، ثم نبس بسخرية:
"حسنًا، عدنا إلي الكذب مرة أخرى"

ثم تحدث بصوتٍ حاد:
"أتظنين أنني أبله يا فتاة!"

ثم جذبها مرة أخرى وسار بها نحو هدفه بخطوات واسعه أكثر من ذي قبل، كانت تتعثر خلفه وهي تبكي برعب من مصيرها الذي ينتظرها، تجاهد الدفاع عن نفسها ببعض الكلمات الغير مفهومة من بين شهقاتها، نبست بصوت مرتجف:
"أرجوك يا سيف، اديني فرصة أشرح"

دلف بيها بين الأشجار، ثم دفعها بقوة فسقطت علي العشب، أخرج سيفه الحاد من جانبه الأيسر، ونبس بهدوء علي عكس الغضب العاصف بداخله:
" تحدثي، لديك فرصة أخيرة قبل أن أزهق روحك"

حاولت النهوض ببطء وقدميها ترتجفان، لكنها لم تقوي علي ذلك، فجلست علي الارض تبكي لا تقوي علي الحديث فقط تشير إليه بيديها برجاء ألا يفعل، جلس القرفصاء امامها، ثم نبس بهدوء يثير الرعب بين ثناياها من الداخل:
"تحدثي يا فتاة، فليس لدي الكثير من الوقت لكي أنفقه علي الحمقوات مثلك"

وريث آريان | Aryan's HeirWhere stories live. Discover now