7- "سارقة الخيول."

368 24 35
                                    

..

صدع صوت أذان الفجر يعلن عن قدوم يوم جديد، نهض المعتصم بالله من نومته يمسح علي وجهه ليزيل أثر النعاس، يردد خلف المؤذن بصوت خفيض، نهض بتثاقل عن الفراش واتجه صوب المرحاض ليتوضأ كي يلحق بالمسجد قبل إقامة الصلاة.

انتهي إمام المسجد من أداء الفريضة، ثم جلس يتلو بعض آيات القرآن من سورة يس بصوت مسموع لدي الحاضرين، ردد المعتصم اذكار الصباح، ثم اتجه نحو صديقه فارس وهو يردد "سبحان الله وبحمده مائة مرة"، جلس بجواره فنبس الاخر بصوت ناعس بعض الشئ:
"صباح الخير يا صديقي"

تبسم له المعتصم وربت علي كتفه، وظل يردد في الاذكار حتي انتهي، نظر إليه وقال:
"كيف حالك!"

اتسعت ابتسامته قبل أن يجيب برضي:
"في زحام من النعم"

"أدامها الله عليك"

ساد الصمت قليلًا قبل أن يقطعه فارس بسؤاله:
"كيف حال الأميرة سلسبيل!"

"لا أدري، لم أقوي علي الذهاب إليها، أعلم أنها منهارة بعد وقع الخبر عليها"

عاتبه فارس برفق:
"كان يجب عليك مواستها ولو بكلمه، حتي تشعر بأن شأنها يهمك، جبران الخاطر ولو بكلمة تحسبه هين وهو عظيم"

تنهد بحزن واسند ظهره علي الحائط، ثم نبس بهدوء:
"صدقت، ولكن.... لا أدري فيما يفكر أبي، أحيانًا أود لو أمتلك قدرة قراءة العقول، لتسللت إلي عقله وعلمت ماذا يجول في ذهن هذا الرجل"

تبسم فارس من حديث صديقه:
"حسنًا أَصْبر، المنتصر بالله يدرس كل خطوة يخطوها جيدًا، رجل بعقل يزن بلاد"

نظر إليه المعتصم ونبس:
"أعلم جيدًا، ما يثير شكوكي حقًا الظاهر يعقوب، استسلم بهذه السهولة!"

صمت قليلًا قبل أن تصدع منه ضحكة صغيرة:
"العاشق المتيّم تخلي عن أميرته!"

حانت ابتسامة صغيرة من صديقه وهو يربت علي كتفه:
"لا تستهون بالعاشقين يا فتي، فإن مس الأمر معشوقته قلب علي أسد جريح، أو قائد داهية، لا يبلغ حتي يبرح معشوقته"

نظر إليه المعتصم مستنكرًا حديثه، قبل أن يهتف بخبث:
"يبدو أن أحدهم وقع في شباك أحداهن حد النخاع!"

ضحك بخوفت قبل أن ينبس مغيرًا مجري الحديث:
"هيا فقد حان وقت التدريب الصباحي، فاليوم مشحون، اليوم استقبال خطاب شقيقتك"

نظر إليه المعتصم مستنكرًا، قبل أن ينبس بتلاعب:
"حسنًا أيها الفارس المتيّم، بضعة أيام وستأتي إليّ تخبرني عن تلك التي سرقت فؤاد أحدهم، حينها سأري إن كان لدي متسع من الوقت لاستمع إلي تفاهاتك"

وريث آريان | Aryan's HeirWhere stories live. Discover now