8- "بائع الفخار"

156 15 16
                                    

..

اجتمع الملك بصحبة ابناؤه وزوج ابنته إمام بعد أن تم عقد قرآنه عليها، وجهه الملك حديثه نحو ابنه الاكبر:
"اذهب إلي شقيقتك وأخبرها بأنه تم عقد قرآنها علي من إرتضينا"

نبس إمام بسرعة:
"عذرًا جلالة الملك علي المقاطعة، اتسمح لي بأن اذهب أنا لأخبرها"

نظر إليه الملك قليلًا يفكر في الأمر، ثم نبس:
"حسنًا، ولكن إن لم تتقبل الأمر فدعها لسيف الدين"

"حسنًا جلالة الملك، السلام عليكم"

"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"

_____________★ "لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم"

طرقات خفيفة علي الباب، انتظرت بعض الوقت ولم تجد إجابة، دفعت الباب بهدوء ودلفت في خطوات متآنية تبحث عنها بعينيها في أرجاء الغرفة، فوجدها جالسة أمام الشرفة تحتضن مصحفها إلي صدرها شاردة في اللاشيء، وضعت الطعام علي المنضدة واقتربت منها، جلست بجوارها بهدوء ونبست:
"سلسبيل"

لم تجد رد علي ندائها، فوضعت يدها علي يد الأخري ونبست:
"صمتك وحزنك مش هيحل شيء.. لازم تكوني أقوي من كدا.. علي الاقل واجهي والدك وأخوكي... بدل الحزن والاكتئاب اللي أنت فيه دا يابنتي"

طال الصمت قليلًا حتي قطعته سلسبيل بصوتها المبحوح من كثرة البكاء:
"تحدثت إلي سيف الدين"

نبست إليها باهتمام:
"قالك اي!"

نبست بسخرية:
"قرار الملك لا رجوع فيه.. فقد قضي الأمر.. سأتزوج من شاب فقير مجهول الهوية.. لا أردي من يكون وماذا يعمل.. لا أعلم عن شخصه شيء.. لا اعلم أين سيكون مصيري من الغد"

اقتربت منهتا حليمة واحتضنتها بحنان تحاول مواساتها علي ما حل بها، نبست بصوتٍ خافت تحاول منه بث الامان إليها:
"لا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا"

قاطعهم صوت فتح الباب، ودلوف أحدهم إلي الداخل في هدوء، حمحم بخشونة عقب رؤيته لفتاة غريبة تجالس زوجته، فانتفضتا الاثنين من الطارق المجهول، ولكن سرعان ما خمنت حليمة هويته فأحست بالاحراج من الموقف وكادت أن تخرج ولكن منعها تشبث سلسبيل في يدها كمن يختبيء خلف أمه خشيةً من الغرباء، نبس إمام بهدوء موجهًا حديثه صوب حليمة:
"تستطيعين الذهاب"

أومأت بهدوء وسحبت يدها بلطف من الأخري وربتت علي كفها وخرجت في خطوات سريعة، بينما اقترب الأخر من تلك الواقفة جاحظة العينين من فرط الصدمة، فقد كان طويل البنين عريض المنكبين، ذو جسد رياضي يليق بفارس، ذو عينين عسليتين ترتسم عليهم ابتسامه هادئة، يضع يديه خاف ظهره في مظهر وقور، لاحظت نظراته المسلطة علي شعرها المسترسل فجذبت وشاحها بسرعة لتستر عورتها عن عينيه، لتتفاجأت بابتسامته الهادئة، وجذب منها الوشاح ليظهر شعرها مرة أخري من خلف الحجاب، ابتعدت عنه بتوتر وقالت بلهجة صارمة:
"كيف تجرؤ!... من ذا الذي سمح لك بالدخول إلي حجرة الأميرة سلسبيل!"

وريث آريان | Aryan's HeirDonde viven las historias. Descúbrelo ahora