02

13 8 0
                                    

.
.
.
.
.

الفصل الثاني
.
.
.

نظرتْ إليه لتختفي إبتسامتها و تتحول مشاعرها من السعادة إلى الخوف فور رؤيتها له .
نظرتْ إلى القاعِ بخيبة أمل كبيرة و من ثم أخذتْ نفساً عميقاً بعد أن كانت تأمل وجود شخصٍ آخر .
تحدث إليها قائلاً و هو يشيرُ بيده لتجلس أمامه قائلاً : تفضلِ .
لم تحرك ساكن و كأنه لم يكن موجوداً أمامها و يقوم بالتحدث إليها .
تحمحم ليقول : آنسة كلاودي من فضلكِ تفضلِ هنا .
إقشعرَّ بدنها فور سماع اسم عائلتها القديمة لتمشِ و تجلس بالكرسيّ أمامه لتفصلهما طاولة على سطحها أوراقٍ موضوعةٍ بعشوائية .
كانت تنظرُ للطاولة و الأوراق التي فيها بهالة من الخيبة و الكآبة .
كانت موجودة هنالك و لكن و جودها عبارة عن جسد فقط بدون روح ، كانت تسمع ما يقوله
لها الرجل و لكن عقلها و تفكيرها التام كان موجوداً بمكان بعيدٍ عن هنا .
بعد دقائق من الحديثِ و الحديثِ إليها بدون أية إجابة أو دليل على الإستماع إليه ، تحدث بعد أن ضرب الطاولة بعصبية بقبضته و الغضب يشتعلُ في عينيه ليقول لها : هل أنتِ تستمعين إليّ حتى؟.
أفاقتْ من سرحانها على ضربهِ للطاولة لتقول : آسفة لقد كنتُ أسرح قليلاً ، أنت تعلم ، بسبب النهوض باكراً من على السرير .
. أكملتها بضحكة خرقاء مصطنعة .

تحدث بإرتياحيه بعد أن تنفس بعمق بعد أن هدأت أعصابه التالفة سابقاً ليقول لها : وقعِ على هذه الأوراق و عودِ إلى سريركِ الحبيب .
وقعتْ على الورقة دون أن تنظر لما تقوله حتى ،
و بعد إكمال توقيعها نهضت مسرعةً
متجهتاً إلى زنزانتها .
تنفس الرجل أخيراً و قد تخلص من الحمل الذي كان فوق كتفيه و نفذ أوامر الرجل الذي كان يهدده لأيام من أجل هذا .
دخلَ عليهِ الضابط والتر بعد أن أرجع كايسي إلى زنزانتها ليقولَ للدكتور وينسون : ألستَ خائفاً من ان
يصيبها مكروه و هي في هذه الحالة ؟
ابتسم وينسون ليقول و هو ينظر للضابط والتر : لا يهم منذ متى و نحنُ نهتم لحياة سجنائنا بعد إطلاق سراحهم .
تنفس بعمق ليخرج من الغرفة
و يتجه إلى زنزانتها .
نظر إليها من وراء القضبان نائمة على السرير .
أخرج المفتاح من حزامه ليفتح باب الزنزانة
و يدخل و هو ينظر إليها بحزن ، ليغلق الباب و يقترب منها .
قام بسحب الغطاء من وجهها لتعبس في وجهه و تقول : أغرب عن وجهي ألم أوقع أوراقكَ الغبيةِ تلك؟
والتر : الأمر ليس كذلك .
رمقتهٌ بنظرةِ إستنكار و إستغراب مما يقوله ،
ليردف قائلاً : إجلسِ و لنتحدث .
سحبت الغطاء من يديه و غطتْ وجهها لتقول له : ليس الآن ، فالنتحدث بعد الفطور .
والتر إنزعج و سحب الغطاء بقوة من على جسدها كله و رمى الغطاء جانباً ، ليقول بحزم : كايسي فالتنهضِ و لتجلسِ بأدبٍ و حزمٍ حالاً .
أشار إلى وجهها بسبابته و أكمل قائلاً : أنا لا أمزح .
نظرتْ إليه بخوفٍ و بجدية و أبعدتْ مزحها جانباً لتجلس بحزمٍ و بأدب ، ليجلس بجانبها على السرير و ينظر إلى أمامه بجدية و حزن ليقول : كايسي ، إنظرِ إليّ و خذِ الأمر بجدية و لو لمرةٍ واحدة .
أكمل حديثه و نظر إليها لتبتسم و تهز رأسها بالموافقة .
ليبتسم بإرتياح و يقول : إنظرِ أنت الآن في 16 من العمر .
هزت رأسها لتوافقه رأيها و ليكمل حديثه ليقول : و الأطفال بعمرك الآن ...
انزعجت كثيراً و اختفت إبتسامتها من حديثه عن الأطفال الذين بعمرها ليكمل هو حديثه و يقول : في الثانوية يدرسون لتحقيق الأحلام السامية ، إنظرِ إليكِ الآن لابذ بأن تصبحِ فتاة طبيعية مثلهم و تفعلِ مايفعلونه الآن .
نظر إليها ليرى إنزعاجها الواضح من ملامح وجهها ،
ليغير موضع جلوسه و يصبح مقابلاً لها ، و يمسكَ بيديها و يبتسم في وجهها .
نظرتْ إليه بإستنكار لتقول : لا أعلم لماذا فجأة بدأت بالحديث عن حياتي ، أنا لا أريد ترك هذا المكان و لكن هذا سيحدث عندما أصبح في 18 لذا لا أرى ضرورة للحديث عن ذلك الآن .
أكملتْ حديثها لتنظرَ إلى الأرض بغضب .
أخذ نفساً عميقاً ليتحدث مجدداً و ليقول لها : أنظرِ إلي و دعيني أكمل حديثِ معكِ .
قضمتْ شفتها السفلية لتنظر إليه و هي مستنكرة مما سيقوله لها .
أكمل حديثه فور أن نظرتْ إليه ليقول : لابذ أن تخرجِ من هنا و تكملِ حياتكِ كأيّ فتاة طبيعية بنفس عمرك .
تحولت ملامحها من الإستنكار إلى الغضب لتقول له بإنزعاج كبير : أنا أعلم هذا مالجديد الآن فالتتركني أنام براحة .
إنزعج هو الآخر و صرخ بوجهها ليقول : إخرسِ ، إياكِ و رفع صوتكِ بوجهي !! .
إتسعتْ عيناها بخوف و قامتْ بسحب يداها من يديه بخوف ، ليأخذ هو نفساً عميقاً ، و يعود لإمساكِ يديها و ابتسم ليقول : و الآن حدث هذا و حان هذا الوقت لخروجكِ .
اتسعتْ عيناها بصدمة كبيرة
لتقول بعدم تصديق : م_ م_ك_كي_ف .
لتملئ عيناها بالدموع و بدأت بالإنهمار من عيناها .
رأى الدموع التي بدأت بالتساقط من عيناها ليحضنها بفرح كبير ، إنزعجت كثيراً و بدأت بضرب صدره ليتركها و هي تقول : إتركني أنا لا أريد هذا لا أريد الخروج من هنا ، ابتعد عني و دعني أكمل
نومي رجاءاً .
رفع يده ليمسح شعر رأسها و يقول : لا تفعلِ هذا ، أنتِ مجبرة على الخروج من هنا الآن وقد قمتِ بالتوقيع على إطلاق سراح مشروط .
توقفتْ عن ضربه لتبادله العناق بإنكسار لتقول : لماذا علي ترك هذا المكان ! أنا لا أريد الخروج من هنا !! هذا هو بيتي الوحيد الذي ألجأ إليه .
والتر ابتسم ليقول لها : عزيزتي كايسي ليس عليك ترك هذا المكان للأبد فبإمكانك الذهاب لسنوات فقط و من ثم العودة إلى هنا بشكلٍ دائم .
كايسي : كيف هذا كيف سأعود إلى هنا مجدداً .
والتر حضن رأسها ليقول : بإمكانك الذهاب و الدراسة لتصبحِ شرطية و تعودِ إلى هنا بعدها ، إليّ و إلى باقي الضباط و المساجين و إلى غرفتك حتى .
أكمل حديثه ليقبلَ رأسها و يبتسم بحب .
أغلقتْ عيناها لتتذكر أصدقائها ، جاين التي خرجت من هنا قبل ثلاثة أشهر و جيمس الذي خرج من هنا قبل تسعة أشهر و ليندا التي خرجت من هنا قبل أيام و خصوصاً رافاييل الذي خرج من هنا قبل سنة ، و بالتأكيد هم ينتظرونها لتخرج و يجتمعوا من جديد مع بعض ، ابتسمت لتبتعد عن والتر وتقول : أقنعتني جداً ،
هيا ابتعد و دعني أوضب أغراضي و أهرب من هنا قبل أن يتغير رأي وينسون الأصلع .
ضحك بخفة ليقول بعدها : أنتِ بالنسبة لكِ الجميع هنا أصلع .
أخرجت ثيابها من الدولاب لتضحك و تقول : بالطبع و أولهم أنت .
والتر ابتسم ليقول : أنا صاحب أفضل صلعه .
كايسي إكتفت بالضحك .
.
.
.
.
بعد ذلك ....
.
.
.
بعد الفطور ...
.
.
أمام البوابة الرئيسية'

عانقها و هو يبكي قائلاً : سأشتاق لكِ كثيراً .
بادلتهُ العناق و هي تبكي أيضاً : و أنا كذلك سأشتاق لك كثيراً .
مسح مُخاطه بيده اليمنى أثناء عناقهما ليقول بعد أن يمسحه في بدلة والتر : إياكِ أن تنسينني مثلما فعلتْ جاين .
دخل في حالة البكاء الهستيرية و الصراخ ليقول : لعينة لقد كنتُ أحبها من أعماق قلبي الأسود لكنها فور خروجها من السجن نسيتْ أمري ولم تزُرْني مطلقاً !!
طبطبتْ كايسي على ظهره وهي التي لاتزال تعانقه لتقول له : إطمئن لن أنساك و سأزورك كل يوم .
تحمحم والتر لتنظر إليه و هو يحرك رأسه بالنفي لتغير رأيها و تقول بسؤال لوالتر : كل أسبوع؟
حرك رأسه بالنفي مجدداً لتقول بعدها : كل شهر؟؟.
حرك رأسه بالموافقة ، لتقول هي بفرح : كل شهر .
تركا بعضهما ليقول واين الذي كان يضع كفاه على كتفي كايسي بعدم تصديق : حقاً ؟!!
كايسي ابتسمتْ بفرح لتقول : نعم .
احتضنها مجدداً ليقول لها : أنتِ أفضل صديقة حصلتُ عليها في حياتي .
بادلته الحضن لتقول : و أنت أفضل صديق قد يحصل أحدٌ عليه بهذه الحياة .
أنزعج من حديثهما و عناقهما المتكرر لبعضهما ليتقدم إليهما ليبعد أحدهما عن الآخر و ليقول : يكفي عناقاً لليوم .
نظر إلى كايسي ثم قال : كايسي لا وقت لدي عندي عمل أهم من أنتظاركما لتنتهيا من توديع بعضكما .
رمقته بنظرة إشمئزاز لتحرك رأسها بعدها بالموافقة . ثم نظر إلى واين ليقول : أنت أذهب للساحة .
واين ضحك ثم بدأ بالرجوع خطوة تلو خطوة للوراء و هو يرسل القبل و التوديعات بيداه ،
و هكذا فعلت كايسي أيضاً .
أراد الحديث و وداع كايسي بمفردهما فقط ليظهر لها مشاعره إتجاهها ، لينظر إليها و ليبدأ بالتحدث و لكنه توقف عندما شاهدها تفعل ما تفعل .
ليستشيط غضباً و يصرخ في وجهِ واين قائلاً و هو يؤشر بسبابته لمبنى السجن : ماذا تنتظر هيا
أغرب عن وجهي و إلّا فعلتُ شيئاً لن يعجبك
أيها الأحمق البدين !!
واين ركض للخلف و هو يصرخ قائلا : وداعاً كايسي أراكِ بعد شهر .
صرخت مجيبةً عليه لتقول : وداعاً إنتبه لنفسكَ جيداً .
نظرتْ إليه بغضب و إنزعاج شديد لتقول له بصوت أعلى قليلاً : ماذا دهاك !!!
أنهت حديثها و هي التي قد مدت يدها في وجهِ والتر محاولةً ضربه .
و لكن هو أمسك بيدها أولاَ .

يتبع..،

قَدَرُكِ اْلْغَوْصُ فِيْ اْلْجَحِيْمِ بِرِفْقَتِيْ |للكاتبةجانيت|Where stories live. Discover now