01

34 14 4
                                    

.
.
.
.
.
.
صرخ قائلاً : دانييلا لاا ، ارجوكِ توقفي !!!
لم تتوقف دانييلا حتى سقط الجميع ارضاً و سبحوا في بحيرة الدماءِ تلك .
بدأت تتنفس بإنقطاعٍ و سرعة ، نظرتْ بخوف شديد إلى الدماء التي وصلتْ إلى قدميها لتصرخَ و تهربَ للغابة لتمسكَ بها أثناء جريها يدُ رجلٍ بلا وجه و تسحبها - وهي تصرخ بخوف و تطلب النجدة - إلى بحيرة باللون الأحمر و تغرق فيها .
أستيقظتْ من كابوسها المريع و تنفستْ بسرعة شديدة و هي تنظرُ إلى السقف و الظلام الحالِك قد غطى الغرفة الصغيرة ، نظرتْ إلى القضبان براحة و بعدها لتستلقِي على الجهة الأخرى و تعود للنوم .

''"''''''

في الصباح الباكر
كنتُ قد قضيتُ سبع سنواتٍ في سجنِ الأحداث و قد أصبح عمري الآن في الخامسة عشر ، لم أعش طفولة عادية فلقد عشتُ طفولتي داخل سجن و برفقة مجرمين ، تعرفتُ هنالِك على مجموعة من الرفاق كنا نشكلُ ما يسمى بالعصابة آنذاك ، أتذكر أنها كانت الأولى في السجن ، لم أفكر بتاتاً في أنني سأخرج من هذا السجن فأنا أعدهُ بيتي و لا أعرف مكاناً غيره .
و بخصوص عائلتي المتبقية لم أعد أعلم ماهي أخبارهم و لم أقابلهم من وقتها .
كان لديَّ وشمٌ في يدي اليمنى باسم العصابة التي كنتُ أنتمي إليها ، قد تم تغيير اسمي إلى كايسي مثلما حدث لكل طفلٍ هنا عندما تدخل تصبح شخصاً آخر وتنسى الماضي .

مددتُ يدي إلى فتحةٍ في باب غرفتي و كذلكَ فعلتْ زميلتي في السكن جاين .
تم رُبِطْت يدانا بالاصفاد و السلاسل و بدأنا بالمشي في طابورٍ خلف ضابط ، لنصل إلى قاعة الطعام .
هناك تزال الاصفاد و جميع السلاسل و تشعر اخيراً بالراحة الشديدة و لكن الحراس لا زالوا
واقفين حولك .
اخذتُ فطوري و اتجهتُ إلى طاولة رفاقي و أنا أنظر بتعالي إلى السجناء الآخرين و فجأة لا أعلم كيف حدث هذا ولكنني وقعتُ على وجهي بقوة و تناثر فطوري في أرجاء القاعة و سقط الصحن على رأسي ، ربما هي رغبة الرب .

وضعتْ يدها على أنفها و أبعدتْ الصحن من على رأسها و هي لاتزالُ مستلقية على الأرض لتتحدث
و تقول : احح اللعنة ، أنفي الجميل .
أتت إليها جاين مسرعة و هي تقول : يا إلهي أخيراً .
رفعتْ دانييلا لتجلس ثم أردفتْ قائلة : يإلهي أنفكِ إنه ينزف دعيني أعالجه .

إنها رفيقي جاين هذه الفتاة دائماً ماتنتظر و تتمنى أن يصاب أحدهم لتتمكن من ممارسة هوايتها الطبية .

مسحتْ الدم من على أنفها لتنظر حولها و تصرخ بحدة قائلة : إياكم والضحك اعتنوا بشوؤنكم الخاصة .
تحدث أحدهم قائلاً : لم يضحك أحد .
دانييلا : هااااه؟ .
ومن ثم إلتفتت من حولها لتعلم من أين أتى هذا الصوت .
وقفتْ هي و جاين و نظرت حولها مجدداً
لتقول : و اللعنة عليكم انتم و أعينكم الحاسدة .
جاين سحبت دانييلا من يدها و اتجهت الى الطاولة التي كانت تجلس عليها هي و الرفاق .
جلستْ هيَّ و دانييلا بجانب الرفاق ليضحك رافاييل و يضرب الطاولة بجنون قائلاً : لقد كانت وقعةً جميلةً منكِ كايسي .
كايسي مدت يديها بعدم القدرة على فعلِ شيء لتضحك و تقول : ماذا عساي أفعل لقد كدتُ أن أنفجرَ من الضحكِ على نفسي بوسطِ القاعة .
جاين أكلت لقمةً ثم أردفت بحزنٍ قائلة : كنت أتمنى أن تكون الضربة أقوى أكثر لأعالجَ شيئاً فكايس لم تصبَ بخدشً واحدٍ للأسف .
طبطب على كتفِ جاين و قال بنبرة حزن : في المرةِ القادمة ياجاين سوف أدعوا للرب أن يصاب أحدٌ ما كثيراً لكي تتمكنِ من علاجه .
جاين أمسكتْ بيدِ واين و قربتها إليها ، لتحضن ذراعه
و تقول بحب : اوووه واين كم أنت شخصٌ لطيف .
ليندا بصدمة : شخصٌ لطيففف؟!! يالا هذه الحماقة .
جون وضع يده أسفل دقنه بتأمل وهو ينظر إليها بحب وهيام قائلاً : نعم أنتِ دائماً محقة يا لين .
ليندا نظرت إليها بإشمئزاز و تقزز و رفعت يدها لتغطي وجهها من جهة جون لكي لا تلمحه أو ينظر إليها أكثر .
عبس وجهَهُ و أكمل فطوره .
أتى إلى طاولتهم و هو يحمل صحناً مليئاً بالطعام ليضعهُ أمامها و يقول : عليكِ تناوله كله .
أبتسمتْ بحب و سعادة لتقول : هل تعلم كم أحبك .
أبتسم ليقول : لا يهم مقدار حبكِ هذا ، تناولي طعامكِ وحسب .
دانييلا لازالت تبتسم لتهز كتيفيها و تنظر إليه و هي تحرك حاجبيها قائلة : لكنني أحبك .
تصنع الإنزعاج و قال : تناولي طعامك وحسب فهذه القوانين فيجب على كل سجين تناول طعامه كاملاً .
أنزعج كثيراً من كايسي فهي لا تفهم أنها له وحده و لا يجب أن تنطق كلمة أحبك لشخصٍ غيره لكنه تصنع الإبتسامة و ضرب كايسي بخفة قائلاً : أيتها المجنونة تناولِ طعامكِ و دعِ الشرطيَّ في حالِ سبيله .
الضابط أبتسم قائلاً : شكراً يا رافاييل فما كانت ستتركني لو لم تتدخل .
أبتسم بمجاملةٍ له و فور إعطائه ظهره عبس بإنزعاج و بدأ بشربِ عصيره .
حل الصمتُ لثواني ثم أردفَ بعدها قائلة بتلذذ : اووه يإلهي متى سيكون خمراً بدل العصير .
ضحك جايمس ليقول : هذا في أحلامك فقط هل نسيتَ فأنت سجينٌ مؤبد .
رافاييل ضرب الطاولة بصدمة ليقول : ياللحسرةِ من قال لكَ هذا .
جايمس : هيَ مجرد سنة لكنها ستتحول بعدها إلى مؤبد فور بلوغك .
رافاييل : كم هذا محزن لن أحضر جنازة جدتي .
تحدثت و الطعام في فمها قائلة : لا تقلق فأنا سأخرجك من هنا قريباً .
حرك رأسه يمناً يساراً بسعادة و بسرعة كبيرة ليتوقف بعدها و يقول : كايسي أنتِ رائعة و ستتمكنين من إخراجي بكلِ سهولة .
أبتلعتْ الطعام الذي كان في فمها لتقول بصدمة و استنكار : ح_ح_حقاً ؟!
رافاييل ببرود و هو يضع يده على خذه بملل ليقول بعدها : لا يستحيل ذلك أراهن على أن الضابط سيخرجني بنفسه على أن تخرجيني أنتِ .
كايسي أخرجت الملعقة من فمها لتحرك رأسه أعلى و أسفل ببطئ و تقول بإبتسامة خبيثة : إذاً ستراهن .
رافاييل بإستغراب : نعم سأراهن .
كايسي أبتسمتْ لتقول : نعم و كم المبلغ الذي ستراهن عليه؟
رافاييل بتفكير : دعيني أرى .... لا أعلم أظن أنني سأراهن بظرسي .
كايسي بإستنكار : أيّ واحد ؟.
رافاييل : هذا الأمامي .
قالها و هو يُأشِرُ إلى إحدى ثناياه الأماميتين العلويتين .
كايسي : هذا رائع !
جاين ضربتْ كف كايسي لتقول بإنزعاج : هيه كايسي هيا فالتنهِ طعامكِ و لنذهب لنضرب أحدهم و نعالجه .
.
.
.
.

.
.
.
.

مرت سنة على أبطالنا دون أحداثٍ مثيرة

بعد عام...،

بدأ يطرق الباب بفنجانٍ حديدي ،
و أقبلَ بالصراخِ منادياً إسمها : كايسي والتر ، كايسي والتر .
أفاقت من النوم لتنظر إليهِ بإنزعاج و تقول : هيه أنت ماذا ذهاك أتعلم أنني كنتُ أحلم بحلمٍ جميل هاا؟
نظر إليها ليقول : أنا أقومُ بعملي وحسب .
كايسي نهضتْ من على السرير و تقدمتْ إليه ، ليصيبهُ الجزع واضعاً يدهُ في مكان وضعهِ لسلاحهِ تحسباً ،  لتقِفَ أمامهُ لا يفصلها عنه سوى قضبانٍ حديدية لتمسك يده بقوة و تمنعها من الحراك لتتثاوب و تقول و النعاس يغلبها : أثبت لا تتحركْ و دعني أرى الساعة .
سحبَ يده من قبضتها بإنزعاج ليقول بعدها : ابتعدِ عني .
و يأخذ نفساً مهدِءاً أعصابه ليردف بعدها : إنها الساعة ال5 صباحاً .
إنصدمت و أنزعجت من قولهِ هذا لتمسكَ بياقتهِ بإنزعاج لتقول بعدها : هل أنت مجنون؟ أتقومُ بإيقاظي في هذا الوقت ؟ أتعلمُ أنه يمكنني النوم لساعةٍ كاملةٍ أخرى قبل موعدِ الإستيقاظ ؟ هاااه أيها الأصلعُ الأهبل .
دفعها عنه ليقول بإنزعاج و بصوتٍ هامس كما لو كان يحدثُ نفسه : يالها من فتاةٍ عنيدة تلتصق بالأشخاص و لا تتركهم بسهولة بل تجعلهم ينفجروا غضباً و هم في قمةِ السعادة .
أخذ نفساً عميقاً حتى لا ينسى نفسه و يصعقها بالصاعق الذي لديه و أقبلَ بالنظر إليها و هي تمسكُ بياقتهِ مجدداً و تقومُ بهزه ، تحدث أخيراً و قال : لديكِ زائر .
تركتهُ بدهشة و إستغراب و تفكيرٍ بأنه يمكن أن يكون هو ، لتمدَّ يديها خارج القضبان من أجل القيود و تقول له أن يقيدها ، و هي التي كانت في عجلةٍ من أمرها لتراه .
أبتسم الضابط و هو الذي تعايش مع عجلتها الدائمة في كل الأشياء ، ليبدأ بتقييدها و فتح الزنزانة لتخرج كايسي و تنظر إليه بنظرات الفتاةِ الخائفة من فقدان شيء عزيز عليها .
وضع يده على كتفها و بدأ بالمشي معها إلى أن وصل إلى باب غرفةٍ أسود اللون ، و نظر إليها بإبتسامة و كأنه يقول لها إنطلقِ للحرية اللتي أردتها .
فتحت الباب و دخلت إلى الداخل بنظرات حبٍ و شوقٍ كبيرٍ له ، ليغلقَ الحارس الباب خلفها ،

يتبع...،

قَدَرُكِ اْلْغَوْصُ فِيْ اْلْجَحِيْمِ بِرِفْقَتِيْ |للكاتبةجانيت|Where stories live. Discover now