الفصل الواحد والخمسون "مراسـم الخـداع"

Start from the beginning
                                    

لطالما كان الطعام أحد أهم وسائل إدخال السعادة على حياة أفروديت البائسة، لذلك قد تنسى نفسها أحيانًا أمام طبق من الطعام اللذيذ أو الحلويات الشهية، حيث يمتلكون القدرة على جعلها تنسى كل جروحها.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

(بعد ساعتين كاملتين بداخل قلعة آل ساندوفال بمدريد؛ إسبانيا)

كان زافير يهبط الدرج في ظلام الليل ما عدا ضوء القمر الذي تسلل من نوافذ القلعة تمامًا كما تسللت امرأته من القلعة من خلف ظهره.

أغمض عينيه وفتحهما مرة أخرى أثناء رفع يده يبعثر شعره محاولاً احتواء هذا الصداع الذي ينبض في رأسه في نوبات من الألم المحض، إذ استيقظ ليجد نفسه نائماً على الأرضية الباردة في غرفة أفروديت التي دمرها عن بكر أبيها في إحدى نوبات جنونه.

 رفع هاتفه وثبت عينيه على شاشته وضيقهما محاولاً السيطرة على ذلك التشوش الذي برؤيته والاتصال بشخص ما، لأن السينيورا أفروديت لم تعد إلى هذه اللحظة!

نزل الدرج الأخير وكاد أن يضغط على الزر لإجراء مكالمة، لكن عينيه وقعتا على ذلك الجسد الملقى على الأريكة الكبيرة في قاعة المعيشة. 

قام ببطء بخفض يده التي كانت تحمل الهاتف بينما أخذ يتقدم بخطوات مترنحة ومتثاقلة نحو ذلك الجسد.

خطى خطوتين وتوقف يهز رأسه بقوة يمينًا ويسارًا وهو مغمض عينيه محاولا الاستفاقة، لأنه لن يتحمل الوقوع في فخ جنونه وهلاوسه مرة أخرى!

ولكن عندما فتح عينيه مرة أخرى كانت لا تزال هناك، ترقد بهدوء.. لذاك؛ تابع السير نحوها بخطوات بطيئة، وعيناه لا تفارقان جسدها ولو للحظة. 

وبعد ما بدا وكأنه الأبدية، تمكن من الوصول إليها ورآها مستلقية على ظهرها على تلك الأريكة بينما بدت وكأنها تغط في نوم عميق.

خارت قواه وتخلت عنه ساقيه ليسقط بعنف على ركبتيه أمامها وهو يحدق في ملامح وجهها النائم.. اتسعت عيناه وهو يرفع اليد التي ضربتها الرعشة يقربها من وجهها خوفا من أن تكون سراباً، كما حدث له قبل ساعات عندما وصل جنونه إلى عنان السماء وكاد يدفعه إلى قتل نفسه.

لكنه سرعان ما سحب يده بعيدا مرة أخرى، وهو يدير عينيه على ملامحها بسرعة جنونية.. كان يخشى أن تكون مجرد سراب، لكن رغم خوفه من أن تختفي بمجرد لمسه لها ولكنه فعلها، وبمجرد أن لمست يده جلد خدها ولم تختف عن الأنظار.. أطلق السراح لنفساً لم يكن يدرك أنه يحبسه منذ البداية، كما اُغرقت عيناه بالدموع التي طمست رؤيته لملامحها.

خدعة الحقيقةWhere stories live. Discover now