1-حارس شخصي

176 8 7
                                    

الفصل الأول:

1-حارس شخصي
_

____________________

**********************

ماذا لو استيقظت لتجد أنك تعيش داخل فيلم قديم

ترى كل شئ حولك بالأبيض والأسود فقط

حتما ستشعر بالملل

لا شئ جديد

ليس هنالك ما يستحق الاهتمام

أو يثير الفضول

أعيش دائما داخل تلك المنطقة الرمادية

وسط عالم مليئ بالابيض والأسود

أحيانا كنت أتمنى رؤية لون عيناي في المرآة

فقد كانتا تبهران الجميع

باختلاف لونيهما على_ حَد قولهم_

أن إحداهما بلون السماء

والأخرى بلون ورقة الشجر بعد انسياب قطرات المطر عليها

فأنا حتى ولو علمت اللون

لن اتمكن من تخيله

فكل لون بالنسبة لي..

هو مجرد اسم لا أكثر

كنت اكره المواقف التي تجعلني اضطر لعبور الطريق

لا يمكنني تمييز ما إذا كانت إشارة المرور باللون الأحمر أو الأخضر

كل خطوة أخطوها خارج غرفتي

كانت بمثابة مخاطرة كُبرى

قد يظن البعض أنها حياة مشوّقة

ولكن إذا جعلتهم يختارون ما بين أن يروْ الكون بدرجات ألوانه اللانهائية

وان تنحصر رؤيتهم في لونين فقط

أجزم أن أحدا لن يختار الخيار الثاني

****************

لحسن الحظ أني لم أذهب إلى المدرسة ذلك اليوم

فقد تسنى لي رؤية ذلك الشخص الذي أحضره والدي إلى البيت

ظننت أنه ربما صديق قديم

أو كأي ضيف آخر كالذي اعتدت رؤيتهم

وسماعهم يتحدثون من وراء جدران غرفتي

ولكنه كان مختلفا

ما دفعني للنزول واستكشاف الأمر عن قرب

شخص بهذا الطول والمنكبين العريضين

وابتسامته التي تلوح في الأفق

وملابسه المهندمة

الأنيقة رغم بساطتها

يصلح لأن يكون عارض أزياء

أو ربما مغنٍ مشهور

كنت في طريقي إلى الثلاجة لإحضار الماء

فتوقفت لإلقاء التحية

لن أخسر شيئا بما أنه في طريقي

"لابد وانك جونغكوك.. صحيح؟"

تفاجأت من أنه يعرف اسمي

فأومأت في صمت

ثم أكملت طريقي لإحضار الماء

لم أفكر في أن الأمر قد يكون له علاقة بي

إلا بعدما أخبرني والدي بأنه سيقيم عندنا لبعض الوقت

سيعمل كمساعد لي

شئ أشبه بالحارس الشخصي

نظرا لأني بحاجة إلى من يكون برفقتي طوال الوقت

خاصة ذلك الوقت الذي أقضيه بالخارج

أقلها لن أخشى التحرك أمام السيارات

*********

لم أكن متلهفا جدا لهذا التغيير

لذا ففي لقائنا الأول

لم أظهر حماسي للأمر

بإمكانه فقط أن يكون كالباقين

وجدته فجأة يحدق في عيناي بعينيه المتسعتين

"عجبا! عيناك..لم يسبق لي ان رأيت مثلها من قبل"

كنت معتادا على ردة فعله

فقد تكررت تلك الجملة على مسامعي مئات المرات

كنت أتمنى لو أني أيضا أستطيع رؤيتهما

لأرى ما المميز فيهما إلى هذا الحد

كنت على وشك المغادرة وهو لاحظ ذلك لذا أردف:

"انا تايهيونغ.
كيم تايهيونغ.

نادني تايهيونغ فقط.. أو أي شئ تريده"

كان حماسيًا جدا

ويمتلك صوتا مميزا

ورغم اني لم أعرف قط كيف تبدو الألوان

فقد شعرت بأن لابتسامته لونًا ما

فلم تكن رمادية_

**********************

_______________________________

Gray || رَمادِيّ || TK✔️Where stories live. Discover now