عبثية الأقدار

88 4 0
                                    

لم أعلم كيف إنتهى الموعد دون أن أنهار كليا.
ماإن إستقام الطبيب شيدو وودعنا حتى أسرعت نحو الخارج  دون أن ألتفت خلفي.لا أريد أن يراني نامجون مجددا في حالة إنكسار..أو أن تراني زوجته وأنا خجلة من نفسي.
لحق بي الطبيب هانزو وعرض علي أن يوصلني لأرفض بكل أدب
"لا تتعب نفسك دكتور،أنا ذاهبة للقاء صديقتي بمكان قريب من هنا...شكرا على إهتمامك"
إبتسم لي بلطف وربت على رأسي كالطفلة ليقول
"أنتي شخص جيد يا روز..ولكنك تبدين مضطربة..أعلم أنكي بمشكلة ما وٱنتبهت أن الرجل الذي لحقكي للحمام شخص تعرفينه،هو لم يرفع بصره عنكي سوى ليقتلني بعينيه..آمل أن تكوني بخير .إن إحتجتي شيئا لا تترددي بطلب المساعدة"
قبل أن أتكلم لأشكره
"ولما قد تحتاج لمساعدة أحد و أنا هنا؟"
إلتفت كلانا بنفس الوقت لأجد تاي واقفا بكل هدوء أمام عيني.شعرت بالحرج لأجل الطبيب المسكين..همست بأني آسفة وسحبت تاي مبتعدة من هناك قبل أن يتهور أحدهما أمام الناس.
كدت أسأله كيف علم بأني هنا حين تذكرت نامجون..
بالتأكيد هو من أخبره..يا اللعنة،ألا يكف عن التدخل بحياتي؟
ركب كلانا السيارة وإنطلقنا نحو المنزل لأخبره
"بما أن أخاك المحترم يتناول غدائه مع زوجته وٱبنه و حماه أيضا أيمكنني الذهاب للقصر وإحظار أغراضي بسرعة،أيمكن؟"
صمت قليلا بينما يفعل شيئا بهاتفه
"هممم ..ولما قد تحتاجين شيئا..أنا ثري عزيزتي يمكنني شراء ما تريدين "
ضحكت بسخرية
"بالطبع عائلة كيم يمكنها شراء سكان المدينة بأكملها إن أرادو ولكن أنا لا أهتم..هناك أشياء تخصني و تعني لي الكثير ..أريدهم.إن كنت تظن أني أريد الأغراض التي أحضرها أخاك فلا تقلق ،لا أرغب بأي شيء منها."
تنهد مجيبا
"أشم رائحة الإهانة خلف كلامك الصحيح ذاك .أجل يمكننا شراء الكثير..إلا المشاعر الصادقة كالتي منحتها أنتي له.أنتي أحببته..بل تحبينه ولكنكي تحاولين التظاهر بكرهه وصدقيني لا ألومكي مطلقا..شاءت الأقدار أن تتقابلا بالوقت الخطأ ربما...المهم لا يمكننا الذهاب اللأن لأنهم بطريق العودة..أتركي الأمر لاحقا"

لم أناقشه بعدها لأنه واجهني بحقيقتي بدون تردد.
***
"روزي فلنتكلم لأشرح ماحدث وحينها حاكميني وعاقبيني لكن لنتكلم"
لم أحاول النظر لرسائله أكثر.لن أجيب.

منذ أن باشرت العمل اليوم وأنا لا أكاد أنسى منظر الولد اللطيف ،إبن نامجون..نعم إبن حبيبي الذي حرمني من طفلي.
الشعور الذي إبتلعني يومها كان الغيرة..الغيرة من أن يكون له طفل من إمرأة أخرى..الغيرة من أن تكون هي زوجته وليس أنا.ولكن مالعمل؟كرامتي لن تسمح لي بالتظاهر بأن الأمر طبيعي و أن أتقبل زواجه وأستمر في العلاقة..كان يمكنني الصمت والتظاهر بأني لم أسمع شيئا ولكن مالفائدة ؟بالنهاية لن أكون سوى العشيقة اللعينة.
لأكون صادقة أظن أنه من الأفضل أن أرحل من المدينة ...أرض الله واسعة ولابد أني يأجد عملا بمدينة أخرى..أو ربما لأعود لبلدتي الصغيرة وأعمل مع والدي بمحل عمله.
أجل هذا هو الحل الأنسب لي..مادمت أراه أو أسمع إسمه،فلن أنسى ولن أتجاوز.
بدأت بالبحث عن عروض عمل بالمدن الأخرى غير سيول.
لم أجد شيئا يستحق التجربة نظرا للمعاش القليل،لن يكفيني لدفع الأجار و المصاريف الأخرى.لن أيأس....سأجد شيئا بالنهاية.
ما إن خرجت من العيادة حتى وجدت جاكسون متكأ على غطاء السيارة كالعادة.
لوحت له ليسير نحوي
"آنسة روزي..مضى وقت طويل منذ أن رأيتكي فكيف حالكي."
"أنا بخير جاكسون كما ترى...المهم مالذي أتى بك اليوم؟"
إلتفت للسيارة ثم نظر نحوي
"هناك من يرغب في التكلم معكي"
تنهدت بملل لأجيبه "قل له أن يدعني و شأني..حبا بالرب توقفو...قل له أن يتوقف عن إرسال الرسائل و الأشخاص"
قاطعني جاكسون
"ليس هو ...بل هي،حان الوقت لتستمعي لقصة الطرف الثالث "
ما إن أنهى كلامه حتى نزل بلور الشيارة الأسود لأراها...إنها هي..يا إلاهي!

The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now