22 ) العزف على أرواحهم

57 6 3
                                    


إحظى بيوم جيد واستمتع

••


قبل أربع سنوات

_ وينص الخبر على مقتل فتاةٍ إجراء تهجم مجموعةٍ إجراميةٍ من الأيتام القتلى ___


هو والآخر في تلك الشقة المعتمة .. أمام التلفاز .. ربما ذلك أهم ما تركه لهم والديهم المتوفيان .. عيناه تناظر الأرض .. ببرودٍ أو لنقل .. بلا أي شعور .. عينان تعبتان فقط ..

أنفاسه لا تخرج صوتاً .. وهالته تفعل المثل .. كان عليه أن يبكي لكن المصيبة التي أحلت به جعلت من دموعه ثلوجاً لا تتساقط .. صوت الخبر يطرق أذنيه بقسوة .. جهاز التحكم بجانبه لكن يده لا تطاوعه على كتم الصوت .. يطوي بساقيه جالساً على الأرض .. ووجهه نحوها ..
ذلك الآخر بجانبه يراقبه بتوترٍ في عينيه ..
لم يجرؤ على قطع صمته ..  فكلمةً ستجعل من الثاني مجرماً إن نطق بها ..

...

فجأةً وسط سكونه وصوت الأخبار
أصدرت شفتاه كلماتٌ دبت روح الآخر .. بنفس وضعيته ونفس العينان .. نطق

" اقسم أنني .. سأنهي حياة كل يتيمٍ على هذه الأرض .. "

••

العتمة ما يشغل المكان .. هالة أربع أشخاصٍ يمشون ببطءٍ كيلا يُسمع لهم ما يُسمع  .. من طابقهم نحو الطابق الأرضي .. هذا هو الهدف !

" على مهلك ! على مهلك فيليبي !! "

همس وكأن حنجرته ستخرج من مكانها .. هو أولهم .. يخاطر بكل شيء .. حتى روحه ! هذه اللحظة .. ولما لن يهمس له بهذه الطريقة طالما الأمر يتعلق بالشرب ؟!

" ماذا إيفان !

قهقه بخفة

لن يرانا أحد ..  لن يرانا "

" حلّفتك بمارلين أن توقفه يا ديمري  .. سيكشفوننا إن بقي على هذا الوضع ! "

" فيليبي ! توقف !  "

زفر أنفاسه ضحكاً أثر قول الآخر وأردف للآخر مباشرةً يوقفه ! حلّفه بمارلين !

" هنا سأسكت قليلاً "

ملأت ضحكة المبهرج المكان وسعاله لحقها .. يسعل يسعل أثر قهقهةً سريعةً منه أثناء تدخينه لحبيبته السيجارة تلك .. حتى هي أطاح بها أرضاً ودهس عليها .. فلا حل أمامه سوى إسكات سعلته بيديه 

" اخر __ اخرس !! "

هجم على ظهره معشوق الكحول .. يكتم ضحكته ويُخرس ضحكة الآخر .. ولديهم المصيبة الأكبر .. ضحكة ديمري !

Maybe in .. another world Where stories live. Discover now