2 ) الوداع الأول

251 14 5
                                    

احظى بيوم جيد واستمتع

•••

حياة الجزيرة ليست رائعة بالنسبة لي ..
إنها مليئةٌ بالسكون .. لكن صوت البحر الهادئ من أكثر الأشياء المحببة الي
هل سأستطيع سماع أصوات الأطفال وضحكاتهم عندما أذهب بعيداً ؟
هل سأراقب السماء مع والدتي مجدداً ؟
هل سوف يحدث وهل سوف يحدث ؟!
كل هذه الأسئلة كانت ما يراود تفكيري مؤخراً
لم يبدو الأمر جيداً البتة .. لأنني حلمت بحياةٍ مليئةٍ بالأنام والأصدقاء لكن هذا لا يعني شيئاً بلا والدي !
إنهما الحضن الدافئ الذي آتي إليه ..
واليد الباردة التي أمسك بها في فصل الصيف
إنهما .. مارلين بذاتها !
مع أنني أرغب بشدةٍ بخروجنا من هنا نحو المدينة .. أقول هذا فقط لمعرفتي بإشتياقي لهما ..
لذا .. اقتراب الموعد هذا هو حلمٌ مزعجٌ لليلٍ طويلٍ هذه المرة .. صوت سفينةٍ يطرق على هذا الحلم ولا يمنع توقفه ! .. إن الصوت داخل الحلم هذه المرة .. إذاً ! سيستمر الحلم !

متى ستأتي والدتي لإيقاظي ؟

لا أستطيع الإحساس إن كنت أتحدث داخل الحلم أم أنني لست نائمة بشكل كلي !
ما هذا بحق ؟!

" مارلين .. مارلين ! "

"  أأ .. أمي ! "

بنبرةٍ هادئةٍ يعلوها الاستغراب 

" ما بك ؟! هيا ناوليني الحقيبة الأخيرة "

" مم .. ماذا ؟! انتظري أين نحن ؟ "

بينما أحدق بقوةٍ بها وكأنني رأيت شيئاً مفاجئاً .. نحن أين ؟! وعن أية حقيبة ؟!

" ماذا تقولين !! هل أنت مجنونة ؟ علينا بالصعود إلى السفينة الآن ! "

!!


( لحظة الإدراك )

أصوات الناس تضج بالمكان .. بعضهم يحمل حقائباً مليئةً بالذكريات وبعضهم يمسح دموعه بمناديل
الحزن للفراق
لكني هنا أحمل حقيبتي المدرسية الجديدة الغبية ! وحقائب والديَّ المتبقية .. أراقب بإستعجابٍ وأدرك أن حلمي المزعج بات حقيقةً الآن  لا أكثر !

"  مارلين .. سيوصلك السيد سميث إلى مدرستك الجديدة ..  لا تقلقي أعلم أن الطريق طويل لكن بقيت ساعتان حتى بدء الدوام ومن حسن حظنا أن السفينة تبحر باكراً اليوم لنستطيع رؤية بعضنا "

" آ.. آآآه "

لا اعلم ما أقول لها .. صدمتي مازالت في محلها

" عزيزتي مارلين .. "

دخل أبي مستعجلاً الحديث

" ركزي جيداً يا مارلين ولا تبكي يا عزيزتي
اتفقنا ؟ "

بينما يأخذ الحقائب المتبقية مني

" بالطبع أبي لا .. لا تقلق ! "

ابتسامةٌ متوترة .. 

" كلما نظرت للسماء تذكري أننا نحبك للأبد يا مارلين .. تذكري ذلك جيداً يا بنتي ! "

كانت عينيّ تلك اللحظة على وشك البكاء  .. وسمعت تلك الكلمات ..

" نعم يا والدي "

أنهمرت أملاحٌ ربما باردة .. كانت تنهمر بقوة .. وصوتي مكتومٌ رغم ذلك .. مكتومٌ لجعل الأمور أسهل ونسيان هذا التفكير

ابتسمت أمي بلطف .. وسقطت دمعةً مليئةً بالحب من عينها ..
كلاهما .. كلاهما يخفيان هذه الدمعة .. باحتضانهما لي بقوة ..
الحضن الدافئ واليد الباردة !

ارتفاع الأيادي يعلو ويعلو من داخل السفينة للجهة المرتحل منها .. كلٌ منهم يصرخ بإسم من يحب آملاً رحلةً سعيدةً له ..
فيعلو الصوت المكتوم داخلي ..

" أمي .. أبي !! رحلةً سعيدة .. تمنيا لي رحلةً سعيدةً أيضاً إلى مدرستي الجديدة " 

•••••••••

أهلاً من جديد ..

حالياً بدنا نوضع بكل تركيزنا على وصول مارلين للمدرسة وحدوث موقف معين معها مارح أحرقه عليكم الآن ~~

لكنكم رح تقدروا تكتشفوا شي بسببه ..

لذلك .. بانتظاركم ❤️

Maybe in .. another world Where stories live. Discover now