٤؛ الصِّراعْ : صَفيرُ الرِّيَـاح.

8 2 3
                                    



كانت أدهميتهِ ترقصان داخل جفنيهِ بحماسٍ و لهفة؛ اجتاحهَا هي و صَاحبها ما لم يزرهُم منذ مدةٍ، و كأن سؤاليّ منتظرًا منذ الأزل، و جوابهُ كان مُجهزًا له بمثاليةٍ تحسبًا لوقته.

" هل كان سؤاليّ معقدًا لفلسفيّ مثلك؟ "

"هل ابدوا كفلسفيّ بالنسبةِ لك؟"

لم يُفكر حتى لثانية واعطى جُل اهتمامهِ لوجهةِ نظريّ عنه، و يبدوا ان المراوغة في هذا النوع مِن الحَّديث اختصاصهِ، كنت في صددِ افراغ ما تردد في مخيلتي من كلامٍ في وجهه، مهما كان وقحًا لولا احتراميّ لعلاقتهِ المشبوهة مع ابي، كما أن ڤيرا قد شحُب لونها عند الباب منتظرةً فرصة الصعود عند هدوء مَا بيننا.

" لنقم بتجاهلِ فقرةِ التعارف هذه، افتح لها الباب"

اصابعهُ لم تتحرك على لوحةِ التحكم، بل عدل من وضعيةِ جلوسهِ اكثر؛ اتجاههُ مال بزاويةٍ لي، ينتظر تلقي احترامًا يليقُ برجلٍ ذو وقار مثله، او يليق بالشعرةِ البيضاء الذي تنامُ داخل خصلاتهِ.

"من فضلك افتح لها الباب، الفتاةُ تراقص الموت فِي الخارج"

التف وجهه مقابلاً للطريق الذي امامنا بدونِ اي تعليق؛ كما ان صَديقتي فور ما صعدت اختارت الزاوية ورائهُ كفأرٍ هرب لجُحره خوفًا مِن من قد ينقضُ قطٌ عليه فور اهمالِ دفاعه.

تغير لون اشارةِ المّرور الى الاخضَر تزامنًا مع عودةِ اصوات المحركات، السيد الذّي بجانبيّ لم يتفوه بحرفٍ واحد؛ بل حتى اني ظننته بدون انفاس نظرًا لكون صدرهُ لم يرتفع منذ اثنيّ و خمسين ثانيةً بالضبط، توجه مباشرة نحو الطريق الغربيّ، هو لم يسأل عن عنواني، و انا لم انتظر سؤاله، الواضح انه كان على معرفةٍ به من قبل، و هل انا فضوليةٌ حول ما يعرفه اكثرمن مجرد عنوان؟ بالطبع لا.

"عذرًا سيدي النبيل، لكن منزليّ في الجهةِ المعاكسة"

استقطبت ڤيرا اهتمامهُ بعدما كان كله موجهًا للطريق السريع، و ما كان صادمًا لي و لها هو انه لم يستدر بالسيارة و تجاوز المنعطف الوحيد و التالي يبعد بساعة الا ربع من موقعنا الحالي!

نظرت لي الخائفةُ من ورائي بنظراتٍ تشرحُ ما لا يستطيعُ لسانها النطق بهِ في هذه الحالة؛ اشرت لي برأسها بعد قرصها لذراعيّ متوعدةً لي بقتلي بحركات يدها، و الحقيقةُ المرة الرجل الذي بجانبي لا يبدو انه سيتوقفُ بمجرد سماعِ كلماتٍ عقيمة مني، كما لا شك انه اتخذ مسبقًا نظرةً سيئةً عِني.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 14 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الغِّلاسْ: عَودةُ الرّوحWhere stories live. Discover now