▪︎الذِّكْرَيَاتُ دَائِماً تَنْبَعِثْ▪︎

19 3 0
                                    

129597_129598_126599_129600...توقف الصوت المنخفض عن العد ثم بدأ يسعل بإختناق من نقص الهواء داخل الغرفة المغلقة
أراد أن يستأنف العد لكنه توقف لأن بالعادة  سيفتح الباب بعد أن يصل للعدد 130000 أي بقيق فقط بضع دقائق قبل إنتهاء مدة عقابه

بينما ينتظر الفتى الصغير سجانه لبفتح الباب تذكر أول يوم عوقب بالحبس داخل هذه الغرفة آنذاك قضى ثلاث  ساعات فحسب لكن لطفل بالثامنة بدت كدهر مكتمل

الآن بعد خمس سنوات مازالت مرعبة بنفس القدر بل و قد تضاعفت ساعات عقابه،لكنه كان دائما يجد طرقا ليتناسى خوفه، مثلا في الأيام التي لا يجافيه النوم يعد دقات قلبه و يحسب الساعات المتبقية من عقابه،أحيانا كان يسمح لنفسه بأن يحلم و يبني لنفسه عالما آخر،عالما خارج الميتم في منزل دافئ يشاهد تساقط الثلج بينما يختبئ بحضن أحد والديه
أحلام كتلك لم يسمح لها أبدا بأن تكبر مخافة أن تتلاشى و يخسر النشوة التي تمنحها له

غرفة العقاب تلك كانت غرفة صغيرة ربما لم يتجاوز مساحتها أربعة أمتار مربعة فقط، لم يصلها شعاع ضوء واحد بفتحة تهوية واحدة بحجم كف شخص بالغ،كان الباب هو المخرج الوحيد و الذي يقفل من الخارج فقط
لكن المدير غالبا ما تركه دون أن يقفله بمفتاح أو مزلاج ربما لأنه كان واثقا أن أحدا لن يحاول الخروج خوفا من عقاب إضافي، لذلك و رغم أن أغلب من بالميتم قضى بها ساعة على الأقل  إلا أن أحدا لم يعرف مكانها أو كيف يصل لها،لكنهم جميعا كانو خائفين من وجودها أو ربما من حارسها

••••••••••••••

«ما الذي تعنيه بإغلاق القضية؟» إرتجف صوت سيلين بغضب بينما تسأل رئيس القسم بإستنكار، لم تعتقد أن أول شيء يواجهها بعد أن حصلت على طرف خيط من القضية سيكون إشعارا بغلق القضية بسبب قلة الأدلة و كونها قد حدثت منذ عقدين من الزمن

«لقد مر ما يقارب العشرين سنة على وقوعها،الإستمرار بالتحقيق سيكون مجرد مضيعة للوقت و الجهد» كان رده متوقعا هي نفسها قد فكرت بذلك قبل أن تعثر على رسالة جاك و الدليل الذي يمتلكه،لذلك الآن كل ما تحتاجه كان الوقت فقط لتكتشف ما حدث آنذاك

«بالضبط لدينا نصف سنة قبل إنتهاء قانون التقادم،و لم يمر سوى أسبوع على إعادة فتح القضية مرة أخرى فما الذي تعنيه بغلق القضية؟» جادلت سيلين أملا في تغيير رأيه

لكنه ظل عازما «لقد كانت أوامر من الجهات العليا،كما أن هناك بالفعل من إعترف بأن لهم بد بحريق الميتم »

وزادت سيلين حيرة بعد ذكر الاعترافات: «ماذا تقصد بالاعتراف؟» وبدلا من الرد مباشرة، سلمها ملفا سميكا ملمحا بصمت بأن الإجابات التي طلبتها يمكن العثور عليها بداخله.

•••••••••••

الملف الذي أعطاها إياه رئيس القسم إحتوى ما مجموعه تسعة إعترافات من أشخاص مختلفين يترواح متوسط أعمارهم الخمسين سنة،أغلبهم كانو عجائز ينتظرون أجلهم إما في منازلهم أو خلف قضبان السجن
رغم أنها قرأت كل ورقة إعتراف حتى كادت تحفظها،إلا أنها لم تجد شيئا يفيدها كان ما كتبوه متشابها في مضمونه [أنا الشخص الموقع أسفله أعترف بأنني مسؤول عن أعمال التخريب التي حلت بميتم الفجر الذهبي يوم 15 نوفمبر 2004]،كانت مقالات فارغة من أي تفاصيل و مزينا ببعض العبارات النادمة و الآسفة و التي تجاهلت معظمها

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 16 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

القلوب دائما تتذكر Where stories live. Discover now