المنطق

المفرد والمركب

[3] المفرد والمركب

(1) ينقسم اللفظ مطلقا - غير معتبر فيه أن يكون واحدا أو متعددا - إلى قسمين:

أ - المفرد: ويقصد المنطقيون به:
أولا: اللفظ الذي لا جزء له، مثل " الباء " من قولك: كتبت بالقلم، و " ق " فعل أمر من وقى يقي.
ثانيا: اللفظ الذي له جزء إلا أن جزء اللفظ لا يدل على جزء المعنى حين هو جزء له (2) مثل: محمد، علي، قرأ، عبد الله، عبد الحسين. وهذان

______________________________

هامش:

(1) راجع الحاشية: ص 24 وشرح الشمسية: ص 33، وشرح المنظومة: ص 14، وشرح المطالع: ص 37، واللمعات (منطق نوين: ص 5) والجوهر النضيد: ص 7، والإشارات وشرحه: ص 31، والنجاة: ص 5، والتحصيل: ص 8، وتأمل في الاختلافات الموجودة بين المراجع من حيث دخل الإرادة فيهما وعدمه.
(2) أي حين يكون جزء اللفظ جزءا له، وإن كان حين لا يكون جزءا ويستعمل مستقلا دالا على معنى أو على جزء المعنى (شرح الإشارات ص 32 و 33) مثل " ان " من " إنسان " حيث يدل على معنى الشرط حين يستعمل مستقلا، ومثل " يد " من " يد الله " علما حيث يدل على جزء المسمى.

______________________________

الأخيران إذا كانا اسمين لشخصين فأنت لا تقصد بجزء اللفظ " عبد " و " الله " و " الحسين " معنى أصلا حينما تجعل مجموع الجزءين دالا على ذات الشخص، وما مثل هذا الجزء إلا كحرف " م " من محمد وحرف " ق " من قرأ.
نعم، في موضع آخر قد تقول: " عبد الله " وتعني ب‍ " عبد " معناه المضاف إلى الله تعالى كما تقول: " محمد عبد الله ورسوله " وحينئذ يكون نعتا لا اسما ومركبا لا مفردا. أما لو قلت: " محمد بن عبد الله " فعبد الله مفرد هو اسم أب محمد.
أما النحويون: فعندهم مثل " عبد الله " إذا كان اسما لشخص مركب لا مفرد، لأن الجهة المعتبرة لهم في هذه التسمية تختلف عن الجهة المعتبرة عند المناطقة، إذ النحوي ينظر إلى الإعراب والبناء، فما كان له إعراب أو بناء واحد فهو مفرد وإلا فمركب، كعبد الله علما، فإن " عبد " له إعراب، و " الله " له إعراب. أما المنطقي فإنما ينظر المعنى فقط.
إذا المفرد عند المنطقي هو: اللفظ الذي ليس له جزء يدل (1) على جزء معناه حين هو جزء.
ب - المركب: ويسمى " القول " وهو اللفظ الذي له جزء يدل على جزء معناه حين هو جزء، مثل " الخمر مضر " فالجزءان: " الخمر " و " مضر " يدل كل منهما على جزء معنى المركب. ومنه " الغيبة جهد العاجز " فالمجموع مركب و " جهد العاجز " مركب أيضا. ومنه " شر الإخوان من تكلف له "

_______________________
تنبيه:

ليتنبه الأساتذة أنا لم نأخذ في الدلالة قيد القصد كما صنع بعضهم، لأنا نعتقد أن الدلالة لا تحصل بغير القصد، وتعريفنا للدلالة فيما مضى كفيل بالبرهان على ذلك، فمثل " الحيوان الناطق " لو جعل علما لأحد أفراد الإنسان لا يدل جزؤه على جزء معناه، وهو مثل " عبد الله " لا فرق بينهما.
_______________________