- امري لله.
- يا حبيبي يا رؤوف.
تمتمت بها تقبله على وجنتها، ثم همت أن تنهض من جواره بحماس:
- اروح اجهز نفسي بقى.
- استنى هنا

اوقفها يعيدها للجلوس مرة أخرى، حتى اجفلها لتشحب مرددة بقلق:.
- استنى ايه؟ ليكون رجعت في كلامك تاني؟

تبسم يجذبها من خصرها اليه، يتمتم بخبث هامسًا:
- بقى هي دي كلمة الشكر اللي استناها منك، بعد ما جيت على نفسي، وهضحى براحتي طول الفترة اللي هتفضلي فيها هناك.

- امال عايز اشكرك ازاي يعني؟
قالتها بعفوية قبل ان تستدرك بهذه النظرة التي باتت تعرفها منه؟

- عايز ايه يا روؤف؟؟
زاد اتساع ابتسامته، ليزيد بضمها حتى عانقت شفتيه شفتيها، بقبلة متريثة قليلًا في البداية حتى يقمع رفضها ويسحب منها استجابة بمكره، فشعور بالغيظ يتملكها، ويجعلها تود ضربه بقبضتيها، من وقت زواجها به، وهو لا يكف عن العابه معها، يعرف كيف يستغل سذاجتها معه، او كما يقول المثل الدراج ، يأخذها للبحر ويعيدها للبحر عطشة.

حينما تركها اخيرًا نظر اليها لاهثًا يقول:
- احنا كنا بنقول ايه بقى؟ بتقولي عايز تروحي فين؟
- يا باي عليك.....

تمتمت بها لتخرج حنقها بضربه بقبضتيها، وينطلق هو  بضحكاته مستمتعًا بمناكفتها الأحب على قلبه، حتى قيد ذراعيها بيد واحدة منه، ليخمد ثورتها بقبلاته مرة أخرى

❈-❈-❈

دفع الباب ليدلف داخل منزله عائدًا من العمل ، ليتفاجأ بها، تقف في وسط الصالة واضعة يدها على خصرها، بتحفز بدا جليًا على ملامحها، وكأنها على استعداد للشجار، القى المفاتيح من يده على المنضدة الصغيرة في المدخل، ليردف التحية بهدوء يقارب البرود:

- مساء الخير.
قابلت التحية بانفعال قائلة:
- مساء النور، نورت بيتك يا مستر تيسير، يارب تكون السهرة عجبتك برا؟
ضيق عينيه واضعًا كفه في جيب بنطاله سائلًا:
- سهرة ايه بالظبط؟ في ايه يا رضوى مالك ؟

صاحب به غاضبة:
- في انك ماشي على كيفك، بتسهر مع العملا وانا جاعدة في البيت زي الخدامة، اطبخ واكنس واربي في جوز التوأم اللي هدين حيلي ليل نهار، حتى نوم مبنامش منهم وانت ولا على بالك يا تيسير.

- اه دي الهرمونات هابة عليها بقى.
غمغم بها يشيح بوجهه عنها، ليزيد من سخطها:
- رد عليا يا تيسير وعبرني، ولا انت فالح بس تسيب البت السوسة ام شعر اصفر دي هي اللي ترد وتحرق دمي، انا اللي مراتك يا تيسير مش هي.

قالتها لتسقط على الاَريكة خلفها، غارقة في نوبة من البكاء
جعلته يقف مزبهلًا لحظات حتى استدرك يزفر ببطء، ثم تحرك ليجلس جوارها كي يهدهدها، زوجته العزيز منذ أن أصبحت ام زوج صبيان من التؤام، تحولت لامرأة عاطفية وتبكي على اتفه الأسباب، رغم علمه بشخصيتها القوية قبل الزواج.

سحر سمره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن