الفصل الثالث والأربعون

11.8K 461 16
                                    

ممدوح ! .. اوقف ثوانى انا عايزاك .
استدار اليها قبل ان يدلف لداخل القصر مُلبياً نداءها.. يتابعها بابتسامة متلاعبة كعادته .. وهى تتقدم نحوه وقلبها يرتجف من الداخل.. من هول ما يدور بعقلها من افكار وهلاوس.. تتمنى من الله ان يخيب ظنها وتثبت عدم صحتها.
قال لها متغزلاً :
- ياصلاة النبى عليكى وعلى جمالك .. أؤمر ياقمر و" ممدوح " ينفذ كل اللى انتى عايزاه .
وقفت امامه تسأله بتماسك :
- كنت عايزة اسألك الاول .. هو انت داخل القصر ليه دلوقتى ؟
اجابها ببساطة:
- ولا حاجة ياستى .. بس معايا مشوار عزا عند واحد صاحبى .. قولت استأذن من " رؤوف " باشا انى اقضيه .. مدام كده كده انا فاضى ومعنديش شغلانة اعملها .
اومأت برأسها تدعى التفهم :
- اااه .. طيب كويس ياممدوح .. انك بتفكر تعمل الواجب وانت سيد مين يفهم فى الواجب.. بس خلى كلامك يبقى براحة بقى معاه .. عشان " رؤوف " بيه موجوع قوى من موضوع اختفاء " سمره " المفاجئ ده .
زم شفتيه وهو يحرك رأسه باستياء :
- عنده حق صراحة وماحدش يلومه فيها دى .. الله يكون فى عونه الراجل .. دى البت هربت وسابته فى يوم الفرح .. دى مصيبة سودة .
- وانت اتأكدت منين انها هربت ؟ لسه مابانتش الحقيقة ياممدوح .
قال متشدقاً :
- حقيقة ايه ؟ مااديكى شوفتى بعينك الدنيا مقلوبة ازاى جوا؟ وماحدش عثر لها على اثر .. دا الرجل وقفنا قصاده واحنا الشغالين الغلابة ولا المذنين يسألنا ويحقق معانا .. وبرضك ماوصلش لنتيجة.
- يعنى هو دا رأيك يا" ممدوح " ؟
- طبعاً امال ايه ؟ هو دا رأيي فعلا .. المهم بقى انتى كنتى عايزانى فى ايه ياحلوة ؟
ضيقت عينيها قليلاً بتفكير قبل ان تقول بجمود :
- كنتى عايزة تليفونك يا" ممدوح " دقيقة اتكلم فيها عشان اطمن على الولاد مع الولية جارتى .. حكم انا تليفونى مافيهوش رصيد .
ارتبك قليلاً ثم قال بحماس:
- طب ومطلبتيش منى ليه ؟ ثوانى اروح اشحنلك وراجع هوا
اوقفته بيدها قائلة :
- تروح فين يا" ممدوح دلوقتى ؟ مش بتقول انك داخل للراجل تستأذنه؟.. عشان العزا اللى يخص واحد صاحبك ؟ هات التليفون ده ارن واكلم الولية على ما تدخل انت وتستأذنه .. روح يا"ممدح "روح .. هو انا هاسرقه؟
تفاجأ بها حينما جذبت الهاتف من يده على حين غرة .. وأكملت بدفعه للأمام للدلوف لداخل القصر .. فاضطر صاغراً تنفيذ رغبتها وسار من امامها باتجاه باب القصر .
بعد ان تأكدت من ذهابه .. ضغت على سجل المكالمات لتتبين رقم الهاتف في اَخر مكالمة !
............................

نهض " تيسير " عن مقعده فى غرفة المكتب امام " رؤوف " و" رفعت " قائلاً :
- طيب يا" رؤوف " انا قايم بقى اطل على الشغل وراجع تانى ان شاء الله.. ماهو ماينفعش انا وانت كمان نهمله.
اومأ برأسه دون ان ان يرفع رأسه :
- روح يا" تيسير " بس ماتنساش تنزل خبر تاجيل الفرح فى الميديا .. وياريت تلاقى حجة كويسة .. انا مش ناقص وجع دماغ .
تنهد " تيسير " بحزن على حالة ابن عمه وقال :
- ماشى يا" رؤوف " .. كل اللى انت عايزه هايحصل..عن اذنك بقى .. تشرفت بيك يا" استاذ " رفعت "
بكف يده على صدره رد التحية بصوت خفيض:
- العفو حضرتك .. الشرف لينا .
فتح باب الغرفة فتفاجأ به :
- لامؤاخذة ياباشا .. انا كنت عايز " رؤوف " بيه ..
لوح " تيسير " اليه بيده ليدلف وخرج هو .. ولكنه تفاجأ برنين هاتفه .. رفعه امام عيناه ليرى اسم المتصل وهو يسير بسرعة غافلاً .. فأجفل على سماع صيحة انثوية تزامناً مع اصطدامه بجسدٍ صغير :
- ماتحاسب ياجدع انت .. ايييه هو انت اعمى ؟
ترك الهاتف الذى مازال يصدح بأسم المتصل ورفع عيناه اليها منتبها :
- انت بتكلمينى انا حضرتك ؟
رفعت طرف شفتها باستنكار :
- امال بكلم خيالى يعنى ؟ داخل فيا بجسمك الطويل ده لما كنت هاتوجعنى .. مش ترفع عنيك الاول وتشوف وانت ماشى .
وقف متسمراً وهو ينظر اليها ببلاهة بعد ان امطرته بوابل من الشتائم .. حتى سمع من تنادي عليها :
- بت يا" رضوى " تعالى هنا يابت .
- حاضر ياما .. انا جاية اها .. جلة زوق
عوجت فمها وهى تنظر اليه مستنكرة قبل ان تذهب من امامه حانقة .. نظر هو فى اثرها مذهولاً قبل ان يستدير ويكمل طريقه.. وطيف ابتسامة على وجهه وهو يهز رأسه بعدم استيعاب.

سحر سمره Where stories live. Discover now