الفصل الرابع والأربعون

12.8K 442 9
                                    

بنظرة تقيمية سريعاً القاها على المنزل من الخارج .. وهو جالس داخل سيارته بجوار حارسه المخلص " صفوت " وهى مصطفة باحدى الزوايا المظلمة فى الحى الراقى والقديم ايضاً فقال :
- من الواضح كده انه حذر اوى وواخد حرسه .. بدليل انه مطفى انوار الفيلا من الخارج..
قال " صفوت " بجدية :
- دا حقيقى فعلاً حضرتك .. ودا لأنه مابيخرجش نهائى منها .. وحتى العلاج اللى كتبه الدكتور ل" سمره " هانم ماقدرش يجيبه بنفسه وكلف " ممدوح " يجيبهولوا .. دا انا لولا انه شفته صدفة وهو بيشد الستاير ويقفل الشباك .. مكنتش هاعرف انه هنا .
- انت لمحته في أي شباك قصادك بالظبط ؟
اشار بيده على احدى النافذات وهو يجيب:
- اللى هناك ده حضرتك .. وبعدها ماتفتحش تانى نهائى .
خفق قلبه بسرعة وهو ينظر على النافذه الخشب والمحكم اغلاقها جيداً يتمتم :
- مش عارف ليه حاسس انى دى اؤضة " سمره " .
نهض سريعا يترجل من السيارة .. ويخلع عنه سترته وهو يأمر حارسه :
- عايزك تقوم بشغلك دلوقتى وتلهيه على ما اقدر امشط انا البيت من الداخل .. واعرف اؤضتها فين؟
خرج " صفوت " خلفه من السيارة يقول بتحذير :
- طيب ما تستنى ياباشا ادخل انا معاك .. ولا اجيب بقية الحراس معايا احسن ونعمل عليه كماشة
قال بجدية وهو يثنى اكمام قميصه الابيض :
- ماينفعش الكلام ده دلوقتى يا" صفوت " .. دا واد مجنون وممكن يضرها .. انا اهم حاجة عندى حالياً هى سلامتها .. اخرجها الاول وبعدين اشوف هاتتصرف معاه ازاى؟
قال " صفوت " بتردد:
- ماتزعلش منى يا" رؤوف " باشا .. بس احنا كان لازم نبلغ البوليس
- لا مش زعلان منك يا" صفوت " .. بس يعنى ترضهالى انت ..  يتقال عنى .. ان مراتى اتخطفت  منى فى يوم فرحى عليها .
شعر " صفوت " بالحرج فقال
- عندك حق ياباشا .. انا اسف فعلا .. بس يعنى انت هاتتصرف ازاى دلوقت .
- انا هالف على ناحية الجنينة .. وهحاول ادخل من الباب القديم فى الخلف .. دى فيلا عمى " رياض " وانا عارف مداخلها ومخارجها .. دى ياما لعبت فيها وانا صغير مع الزفتة " صافيناز" ......
صمت قليلاً وهو يشيح ببصره بعيداً .. يحاول منع خروج سبه من فمه امام حارسه .. والذى استشعرها الاَخر بفطنته فقال :
- خلاص ياباشا متزعلش نفسك .. انا هاروح معاك الاول عشان اساعدك فى فتح الباب اللى قولت عليه .. مدام قديم يبقى اكيد هايبقى مصدى .. واحنا فى عرض الوقت .
اومأ برأسه موفقاً وقال :
- تمام يا" صفوت " ياللا بينا بقى خلينا نخلص مشوارنا دا بسرعة.
.............................

ياباشا ونعمة ربنا .. انا ماعرف اي حاجة من اللى انت بتقولها دى.. هو انا هاعمل كده ليه بس ؟
هذا ما تفوه بها " ممدوح " وهو مقيد بالحبال على كرسي صغير بداخل موضع اصطفاف السيارت ( الجراش ) بداخل القصر .. امام " رفعت " الذى صاح بقوة يرد على كلماته :
- عشان خاين وقليل الاصل .. خونت الراجل اللى استئمنك على مرته وبيته.. لجل شوية فلوس زيادة .. ممكن تجيبها اكتر منها بالحلال .. بس لو صبرت وراعيت ربنا.
شعر " ممدوح " بالخوف مما سيحدث لاحقاً يغزو صدره ولكنه كالعادة يحاول الخروج من مأزقه بالكذب والخداع .
- ياسعادة البيه .. بس انت لو تفهمنى كويس انت جايب الكلام ده منين ؟.. انا هارد عليك واعرفك انى برئ ..مش ترميني بالتهم جذافاً .. ولا عشان غلبان يعنى ؟
لا مش غلبان يا" ممدوح " .. انت فعلاً خاين .
التفت " ممدوح " مجفلاً على صوتها .. وهى تتقدم نحوه بوجه شاحب وحزين .
- سعاد !
- ايوه " سعاد " يا" ممدوح ".. اللى فضلت متحملة وصابره عليك سنين .. على امل انك تتغير وترجع لها انسان كويس .. بعد ما اطلقت منك واتمرمطت فى الدنيا واتمسح بكرامتها التراب.. وانت برضك مافيش فايدة فيك .. الحرام بقى بيجري فى دمك .
هتف عليهم بدراما مصطنعة
- حتى انتى كمان يا" سعاد "؟ .. دا ايه الظلم دا بس ياربى ؟
ضحكت بمرارة تقول :
- هو انت لسة مش مستوعب المصيبة اللى انت دخلت نفسك فيها ؟.. وعايز كمان تكدب عليا من تاني ؟ انا اللى كشفتك ليهم يا"ممدوح " .. لما سمعت " صافى " بتكلمك وتأمرك تروح ل" قاسم " بالدكتور ..
انسحبت الدماء من جهه وحل الرعب المرتسم على ملامحه بقوة ..وهو ينظر اليها . فتابعت .
- مكنتش مصدق ان دا ممكن يحصل وبالسرعة دى صح ؟ بس اهو حصل يا"ممدوح " و" رؤوف " بيه عرف مكان " سمره " وعرف باللى عملتوا انت و" قاسم " و" صافيناز " ربنا كشفك يا" ممدوح " .. عشان ماانخدعش فيك من تانى واقبل ارجعلك تانى وتأكل عيالى من الحرام.
اطرق بوجهه ارضاً صامتاً لا يقوى بالرد عليها بكلمة .. فباغته " رفعت " بسؤاله :
- ودلوك يااخينا انت .. عايزك تحكيلي كل اللى حصل بالترتيب ..من طق طق لسلام عليكم
................................

سحر سمره Where stories live. Discover now