الفصل العشرون

12.4K 433 8
                                    

نظرت اليه بدهشة غريبه قبل ان تسألهُ بريبة رافعه احدى حاجبيها ؛
- وانتى مالك ومال سمرة ياممدوح ؟
اجابها متشدقاً :
- جرى ايه يا" سعاد " ؟ دا وقت غيره برضوا ؟ البنيه لما عرفت انها هربانه من اهلها وانتى مراعيها ، بصراحه صعبت عليا خصوصاً لما شوفت الواض ابن عمها ده اللى شكله مايطمنش .
- اه .. طيب ياخويا متحملش همها انت .. هى واعية وتعرف تتصرف كويس .
همت لتصعد الدرج ولكنه اوقفها مرة اخرى بيده ؟
- هاتتصرف ازاى بس وهى غريبة عن البلد؟ هى ليها حد هنا نازله عنده؟
زفرت بضيق هاتفة بحنق :
- وانت مالك يابن الناس ان كان ليها ولا ملهاش ؟ اهى قاعدة مع ناس كويسين وخلاص.. سيبنى بقى اطلع للعيال اوووف .
قالت الاخيره وهى تصعد الدرج .. وهو نظر فى اثرها يتمتم بصوتٍ خفيض .
- ماشى ياسعاد انا ليا صرفة برضوا
.................................

- لو سمحت انا مسمحلكش تكررها تانى .
قالتها بغضبٍ عاصف ووجها اصبح كتلة حمراء ملتهبة .. فتراجع هو رافعاً ذراعيه باستسلام :
- خلاص والله اهو خلاص .. اهدى بقى ومتزعليش.
هدأت انفاسها قليلاً وهى تحاول السيطرة على غضبها .. فتابع هو :
- انا مكنتش اعرف انك عصبيه اوى كده وغضبك سريع لدرجادى .. بس انا مش ماقصدتش حاجه وحشة .. انا بتصرف بطبيعتى .
حاولت احكام عقلها رغم شعورها بعدم الراحه من نظراته المتفرسة لها والغير بريئة فردت أخيراً بهدوء .
- ماشى حضرتك .. انا فهمت وجهة نظرك بس ياريت انت كمان تكون فهمت انى مبحبش الهزار بالأيد ولا غيره .
مال برقبته يردف مبتسماً:
- ولا غيره !! ازاى بقى فى حد ما بيضحكش ولا بيهزر !
ارتدت للخلف حينما وجدته عاود لأسلوبه مرة اخرى فقررت انهاء الجدال معه قائلة بابتسامة متكلفة
- على فكرة انا اتأخرت عن " لبنى " هانم .. عن اذنك بجى .
قالتها وتحركت على الفور دون انتظار رده .. كانت تسرع بخطواتها لشعورها بنظراته المتفحصه تخترق ظهرها .. حتى اصطدمت ب"رؤوف" وهو خارج للحديقة فتراجعت بحرج شديد :
- انا اسفه ماكنتش واخده بالى ..
حاول اخفاء ابتسامته ليسألها بجدية :
- بتجرى ليه فى حاجه ؟
هزت برأسها تنفى واستأذنته للدخول فشعر ببعض الحيرة وهو ينظر لأثرها ليفاجأ " بتيسير " وهو قادماً يصيح عليه كعادته :
- أؤوفه حبيبى وحشتنى ياغالى .
عقد حاجبيه سائلاً :
- تيسير !! انت هنا من امتى ؟
اقترب بخطواته قائلاً :
- انا واصل حالاً دلوقتى ليه فى حاجة ؟
اومأ براسه نافياً :
- لا مفيش حاجه تعالى اتفضل .

.............................

وفى الجنوب
كان جالساً على مقعده يتلاعب بهاتفها الذى اهداه لها حينما كان هائماً بعشقها وهو يبنى احلاماً سعيدة لحياتهم القادمه معاً .. كم مره هاتفها عليه واسمعها كلمات العشق والغزل وهى تبادله الرد بخجل فتزيد من اشتعال عشقها بقلبه .. لماذا جعلته يحلق فى سماء عشقها كالمغيب ودون سابق إنذار تركته يسقط على رأسه ليفيق على هذه الحقيقة المؤلمه والموجعة .. بهروبها قبل الزفاف بأيامٍ قليلة ..صاحبة القلب المتحجر
لقد دهست على قلبه ولم تبالى بجرحه ولا كرامته ، كتركها لهذا الهاتف ايضاً .. تنفس بعمق وهو يُغمض عيناه ويسأل نفسه هذا السؤال للمرة المائة
- لماذا تركته ولم تفصح عن السبب لماذا تركته فى هذا الوقت تحديداً لماذا.؟
اعتدل فى جلسته ليتفقد هذا الهاتف الذى فتحه سابقاً لفحص سجل المكالمات ومعرفة من يحادثة خلال رحلة بحثه عنها ليجده ينفتح مرة اخرى تلقائيا دون عناء ..فيبدوا انها لم تضع كلمه سرية لفتحه .. تعجب داخله ان امرأة فى ذكائها ولا تضع باسورد لهاتفها لحمايته من التطفل والسرقة .
تصفح مابداخله فوقعت عيناه على صورتها.. فتسمرت نظرته عليها فهى جميلة بشكلٍ مبهر وسارق للعين .. ولكنها غدارة وخائنة ..هم ليدخل فى الرسائل علٌه يجد دليل على خيانتها ولكنه استوقفه صياح شقيقته التى دلفت اليه فجأه :
- تعالى شوف ابوك يا" رفعت" .
رفع انظاره اليها مجفلاً :
- مالوا ابويا يا" مروة" ؟
- بيزعج ومبهدل الدنيا جوا مع امى !

سحر سمره Where stories live. Discover now