الفصل الاول

25.9K 634 19
                                    

جالسه على ارضية الشرفه الصخريه .. وهى ضامه ركبتيها الى صدرها .. ومستنده بظهرها على حائط الشرفه .. مغمضه عيناها وتاركه وجهها لهذه النسمات البارده .. تود لو انتقلت هذه البروده لخلايا عقلها .. فتوقف هذه الماكينات الدائره بالتفكير .. او تتوقف اذنها عن الاستماع لهذه الاصوات المزعجه .. او يحدث شيئاً ما وينقلها من عالمها نهائياً !!..
فتحت عيناها مجلفه لصوت الباب وهو يفتح ويغلق بعدها .. لتراها وهى تتقدم بخطواتها نحوها بجسدها الهزيل وعيناها التى لا يخلو منها الكحل الاسود .. رغم تقدم سنوات عمرها اللى قاربت الخمسين .. سبب شقائها وعذابها !!!
- انت لسه يابت مالبستيش ولا جهزتى نفسك !.
اشاحت بوجهها للجهه الاخرى .. دون ان تنطق بحرف
اقتربت المرأه اكثر منها لتهدر بصوت خفيض
- يابت جومى وبلاش عمايلك دى .. الضيوف على وصول .. جاعدالى على الارض البارده .. مش خايفه لتمرضى .
اعتدلت بوجهها وهى ترمقها بلامبالاه
- وافرضى مرضت ولا تعبت يعنى .. ايه هايحصل ؟!.
زفرت المرأه بضيق ثم اردفت
- وبعدين معاكى يا" سمره " ؟!.. انتى كان حد جبرك !!... مش انتى اللى جولتى امين !.. لزوموا ايه بجى الكلام الماسخ ده بس ؟!..
- اكيد مالوش لزوم الكلام .. انا عارفه لو اتكلمت من هنا لبكره .. كأنى بأدن فى مالطا !.
قالتها وهى تنهض عن الارض .. وتترك الشرفه .. لتتبعها الاخرى بداخل الغرفه .
- يعنى خلاص هاتلبسى وتجهزى نفسك ؟! .. حريم عمامك بيستعجلوكى تحت وبيسألوا عليكى .
"سمره" وهى جالسه على طرف الفراش
- انزلى يا امى .. انا هالبس واتعدل واتزوج .. وانزل تحت وسطيهم اضحك واهزر كمان !.. راضيه يا امى ؟!.
المرأه وهى ترمقها بنظرات حانقه قبل ان تتقدم من باب الغرفه
- البسى ياختى وهازرى واضحكى .. لهو انتى اجل من بت خالك " رضوى " اللى عاملاها فرح فى اؤضتها مع صحباتها ..فرحانه بخطوبتها ب" قاسم ".
اؤمات برأسها باستخفاف وهى تتمتم بصوت خفيض
- قاسم .. اممم !!!
المرأه بضيق
- ماشى يا" سمره " .. اما اشوف اخرتها ايه معاكى يابت" بسيمه " .. انا هابعتلك "شيماء "بت خالك
.. تونسك وانتى بتلبسى .
نظرت اليها " سمره " بخواء وهى تخرج من باب الغرفه وتصفقه بقوه ..
................................

وفى الغرفه الاخرى كانت تلتف بفستانها امام المراَه بسعاده وهى تضحك مع الفتيات صديقاتها
- ها ايه رأيكم يابنات ؟ .. حلو الفستان عليا .. طب اللون لايق على وشى ؟!
اردفت " سميه "صديقتها
- يابنتى اهمدى شويه .. خوتينا .. كام مره تسألينا من ساعة ما جينا .
نقلت انظارها من المراَه اليها
- طب اعمل ايه طيب ؟! .. جلجانه يا " سميه " .. طمنونى يابنات .. انا مش عايزه اطلع اقل منها .
زفرت الفتاه بضيق فأردفت الاخرى
- مش كده يا " رضوى " .. ماتحطهاش فى مخك .. عشان تعرفى تفرحى .
- افرح ازاى انتى كمان ؟! .. وهى هاتعيش معايا فى نفس البيت .. هو انا متحملاها فى بيت ابويا .. عشان اتحملها كمان فى بيت جوزى .
قالتها وهى تتقدم بخطواتها وتجلس على طرف الفراش .. فجلست بجوارها " سميه " لتسألها
- جوليلى يا" رضوى " .. هو انتى خايفه من " سمره " ل" قاسم " يبصلها تانى ويرجع فى كلامه .
خرجت منها تنهيده مثقله قبل ان تقول
- خايفه !!! ... دا انا بموت كل دجيجه وانا بفكر فى الموضوع ده .. انا عارفه من زمان انه هايموت عليها .. وياما اتجدملها وساق عليها ناس عشان ترضى وتجبل بيه .. وهى دايماً ترفض .. وانا طول عمرى بموت على نظره منه .. جوم لما يجى اليوم ده اللى بتمناه يحس بيا فيه ويطلبنى للجواز .. يجى بعد هى ما تقبل باخوه ويبجى جوازى انا وهى فى يوم واحد و بنفس العماره وشقتها جصادى .. عشان تبجى عقده ليا العمر كله .
قالت الاخيره بصرخه .. لتلفت بعدها وترى الفتيات ينظرن اليها بأشفاق فتنهض مسرعه نحو المراَه وهى تردف
- جومى انتى وهى ساعدونى .. انا عايزه ابجى احلى منها مية مره الليله .. عايزه مايشوفش حد غيرى فى الفرح كله .. فاهمين !!!.
.........................................

سحر سمره Where stories live. Discover now