الفصل التاسع والثلاثون

11.3K 419 8
                                    

بداخل الغرفة الصغيرة كان مختبئاً .. يده على مقبض الباب المفتوح بمواربة .. حتى يستطيع سماع كل كلمة تقال من الثلاثة ..الملعونة يستمع لكلماتها الفرحة باختيار فستان الزفاف لغيره.. استطاعت ان تفعلها وتهرب منه وتظن ان بإمكانها الزواج منه ايضاً !!
صدره كان يعلوا ويهبط بسرعة رهيبة وهو يحاول السيطرة على اعصابه وكبح جماح نفسه من الخروج الاَن .. لكى يطبق بيديه الاثنتان على رقبتها .. ولا يتركها الا وهى معتذرة عما تفعل او يزهق روحها .. لكى تأخذ جزاء ما اقترفته فى حقه .
حتى جائت جملة" صافى " وهى تطلب منها الدخول الى غرفة القياس.. حتى ترتدى الفستان امام المراَة .. توقفت دقات قلبه فى انتظارها لكى تأتى اليه الاَن فى وفى الغرفة وحدهم !!!
...........................
وفى الخارج وبعد ان تحركت قليلاً فى اتجاه الغرفة وهى ممسكة بهذا الفستان الرائع .. الذى رأته لأول مرة وهى معروض فى واجهة المحل .. فخطف لب قلبها فوقفت امامه مشدوهة بروعته وكان سبباً فى لقائها برؤوف .. الذى شاء القدر ان يجعله من نصيبها وتتحقق الاَن أمنية ارتداء هذا الفستان الرائع
وقبل ان تضع يدها على مقبض الباب الخاص بغرفة القياس تفاجأت به وهو يهتف عليها :
- استنى عندك يا"سمره " .
ردت مندهشة:
- نعم يا"رؤوف" في حاجة ؟
قال محذراً :
- عايز افكرك لما تلبسي الفستان .. تشوفيه وتقيميه مع نفسك .. ولما تخرجى تقوليلى رأيك .. لكن اياكى يا" سمره" اياكى تخرجى وانتى لابساه..
تبسمت " صافى " بتكلف :
- ليه بقى يا" رؤوف " ؟ هو انت مش عايز تشوف عروستك وهى لابساه؟
اجابها مبتسماً :
- ازاى بقى ؟ دا انا هاموت واشوفها لابساه ..بس اكيد لما يكون فى وقته .. حكم انا باسمع ان رؤية العريس لعروسته وهى لابسة الفستان قبل كتب الكتاب.. بيبقى فال وحش .
قالت "سمره "مذهولة :
- معجولة يا"رؤوف " ؟ انت بتصدق فى الخرافات دى ؟
- وما صدقتش ليه ؟ وحتى لو مش مقتنع .. انا اغامر ليه فى حاجة مهمة زى دى .. وانا بعد الساعات والدقايق عشان تتم .
قالت " صافى " مستنكرة بحقدٍ مستتر :
- مش لدرجادى يا" رؤوف " .. انت بتكبر الموضوع قوى .. انا كل يوم بتيجى عندى عرايس ويلبسوا فساتينهم قدام عرسانهم عادى خالص ومابيحصلش حاجة ؟
مال برقبته اليها يتفوه بردٍ ألجمها:
- وانتى بقى معاكى سجل بأسمائهم.. وبتعرفي ان كان جوازاتهم بتكمل ولا بيطلقوا ؟ انا خلينى فى السليم يا" صافى " .. اسمعى الكلام ياحبيبة قلبى .. الله يرضى عنك
كانت دقات قلبها تتراقص طرباً لكلماته .. ومع خوفه الشديد حتى من صدق الخرافات..
وضعت يدها على مقبض الباب ولكنها تراجعت فجأة تقول :
- بس انا كنت عايزة حد يقولى رأيه فى الفستان وانا لابساه يا" رؤوف" .. دى حاجة ضرورى
شعر بصدق حُجتها فخاطب " صافى " :
- ادخلى انتى معاها وقوليها رأيك.. وانتى طبعاً استاذة فى الموضة والشياكة.
اجفلت " صافيناز " من طلبه الثقيل على قلبها وارتبكت فى الرد.. ولكن انقذتها " سمره " وهى تعترض بزوق :
- لا طب خلاص يا" رؤوف " بلاها حكاية القياس دى اساساً .. انا هاخد الفستان واظبطه فى البيت لو لقيت حاجة ناقصة فيه .. متشكرين يا" صافى " .
- خلاص ياقلبى .. وانتى اساساً بيليق عليكى اى حاجة تلبسيها .. نتحاسب احنا بقى يا" صافى " .
....................... .

سحر سمره Where stories live. Discover now