◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 15

59 5 0
                                    

" الـنِّـيـةُ لَـم تَـكُـن حُـب ، و لَـكِـنَّ عَـيـنَـاكِ الـعَـسَـلِـيـتَـان هَـزَمَـتـنِـي شَـرَّ هَـزِيـمَـه .. "

-

مسحت دموعها و هي تنظر الي إيريك صديق طفولتها الوحيد ، دخل إيريك بسرعه و أغلق الباب و هو ينظر الي ملابسها المليئه بالأتربه بالأضافه للكدمات علي وجهها ، سألها و هو ينظر لفالريو يراقب ردات فعله :
_ لماذا اتيتِ الي هنا ؟
بدأت إيليت في البكاء و النحيب بصوت مرتفع حتي ان إيريك بدأ يرق لحالتها ، اما عن فاليريو فكان يستند علي مكتبه ينظر اليها و علي وجهه يرتسم البرود ، تحدثت إيليت و هي تمسح دموعها كـ الأطفال :
_ أدري أنني مخطئه ، أدري أنني ابتعدت عن فاليريو في أكثر وقت كان بحاجه الي به ، و أدري أنني خنت ثقه صديقي الوحيد الذي كنت أعتبره أقرب الي من أخي ، أدري أنني لا استحق أن تسامحاني ، و لكن ان ذهبتُ من هنا سـأموت ! أريان سيقتلني !
_ ليكن موتك علي يديه أفضل من أن أفعل أنا هذا .
كان هذا صوت فاليريو الذي لم يكن يحمل أي مشاعر حتي نظراته صوبها كانت فارغه ، اقتربت منه بحذر حتي توقفت أمامه تماما :
_ فاليريو ، أرجوك خذني معك ، انت الوحيد الذي يستطيع إيقاف آريان عند حده ، لقد جلدني بحزامه حتي فقدتُ الوعي و تلك ليست أول مره ، لا استطيع العوده إليه أرجوك !
لم يجيبها فاليريو و انما كان يقف كـ صنم غير مهتم او واعي بما تقول ، أمسكت ذراع قميصه محاوله جذب انتباهه :
_ اقسم أنني لا أحبه و لم أحبه من قبل ، منذ أن كنتُ صغيره و لم ينبض قلبي لأحد سواك ، و حتي بعدما ذهبتُ معه لم أحاول حتي الاعتياد علي وجوده ، لم تفارق مخيلتي منذ أن تركتك و لم أتوقف عن حبك لثانيه واحده ، حاولت العوده الي هنا العديد من المرات و لكن في كل مره كان يكتشف هروبي من المنزل و بالنهايه ينتهي بي الأمر ملقاه في المشفي ، حاولت الحديث معك و عندما وصلتُ لرقمك الجديد بصعوبه لم تجيب علي ايا من اتصلاتي ، و في المره الوحيده التي أجبتني بها عندما استمعت لصوتك و انت تستفسر عن المتصل توترت و لم أعرف ما الذي علي قوله و أغلقتُ علي الفور ، كل ما حدث لم يكن بإرادتي ، عندما ذهبتُ معه لبريطانيا أخبرني أننا سنذهب عده ايام حتي تريح أعصابك و سنعود إليك مره أخري ، و حتي أمر زواجنا لم أكن اعلم به ، هو من أمضاني علي بعض الأوراق و بمساعده إيدن استطاعو اقناعي بأنها أوراق تخص شركه أبي ، و انتَ تعلم أنني لا أفقه بتلك الأمور فـ هم أخبروني أن أوقع بالنيابه عن أسهمي في الشركه ليقومو بعقد تعاقد مع شركه أخري لذا وقعت دون ان اقرأ حتي و كلي ثقه بهم ، و بعدها بدأ كل شيئ بالتغير ، علمت ان ما وقعتُ عليه كان عقد زواجنا و أجبرني علي المكوث في بريطانيا ، قضيتُ أكثر من عامين أحاول الهرب و في كل مره ينتهي الأمر بمعرفه آريان حتي مللت و استسلمتُ للأمر الواقع ، حتي آريان بدأ يتغير للأسوء ، كان يدير شركه أبي بجانب إيدن و لكن بأسم آخر كي لا تستطيع الوصول اليه ، كنتُ اسمعه و هو يحادث أخي و يخططون كيف سينصبون علي الشركات ليأخذو أموالهم ، كان يحادثني و انا استمع لصوت النساء بجانبه ، صدقني كل هذا لم يكن يهمني ، حتي بدأتُ ألاحظ المكالمات المريبه التي يستقبلها من رجل لا أعلم من يكون ، فجأه يحادثه ذلك الرجل لينهض من طعامه و يذهب اليه ، فجأه يستيقظ من نومه علي اتصال من هذا الرجل ليذهب اليه دون ان يعطني ادني تفسير ، و عندما بحثتُ حول الأمر علمتُ أنه متورط بـ أمور المافيا و يريد سرقه ورث عمي الخاص به و بك ، لقد كنتُ أتعجب كيف ترك لك آريان ورثهُ حتي أدركت انهُ تركه لك لكي تدخله في المشاريع التي ستحظي من ورائها بالملايين ، و بالنهايه سيأخذ كل ما يخصك و يخصه ، حتي انه يريد قتلك .. نعم لقد سمع..
_ اخرجي .
اوقفها فاليريو عن الحديث الذي يعلمه هو جيدا ، فـ هو ليس بحاجه اليها لتخبره عن نوايا آريان تجاهه ، اما الجزء الاول من حديثها بخصوص حبها له فـ هو لم يصدقه البته .
بدأت إيليت في البكاء و هي تري عدم التصديق علي وجهه ، لذا تركته و توجهت لـ إيريك الذي كان يحاول الا يتفاعل مع بكائها :
_ إيريك ، أرجوك أخبره أن يصدقني ، أقسم أنني لا أكذب ، ان ذهبتُ من هنا سيقتلني ، اخبره أنني لا أملك ملجأ سواه !
_ لما ترتدين هكذا ؟ و أين آريان و كيف استعطتِ الهروب منه ؟
ابتسمت إيليت بأمل و هي تري بعض التصديق في عيني إيريك ، علي الأقل ان صدقها هو سيصدقها فاليريو فـ هي تدرك تأثير إيريك الكبير علي فاليريو ، لا يهم ان صدقها اليوم او غدا او حتي بعد أعوام طويله ، المهم ان يصدقها و يغفر لها ما فعلت .
_ لقد ضربني آريان كـ العاده ثم أخذني للمشفي ، و هناك تحدثتُ مع الطبيبه بعدما استيقظتُ من المخدر ، تحدثتُ معها حتي اشفقت علي و أعطتني تلك الملابس و ساعدتني علي الهرب دون أن يلاحظ آريان ، و الآن بالتأكيد يبحث عني هو و إيدن ، لا تدعوني اذهب أرجوكم أن امسكوا بي سيقتلني آريان ، و حتي إيدن لا يهتم لأمري !
نظر إيريك الي آريان يسأله بعينيه عن رأيه ، غضب فاليريو من إيريك فـ كيف له حتي ان يفكر مجرد تفكير في جعلها تبقي معهم مجددا ؟ تقدم فاليريو نحو إيليت بخطوات سريعه ثم سحبها من يدها بقوه متوجها بها ناحيه الباب بينما إيليت بدأت تبكي و هي تصرخ تستنجد بـ إيريك ، لم يستطع إيريك الوقوف صامتا أكثر من هذا لذا توجه يعترض طريق فاليريو :
_ فاليريو ، دعنا نتحدث قليلا .
_ ابتعد عن طريقي و الا سأفعل ما لا يُحمد عقباه .
ثم ازاحه بيده يبعده عن طريقه ، فجأه فُتح باب المكتب و راسيل تنظر من خلف الباب :
_ فاليريو هل يمكن..
صمتت بدهشه و هي تري يد فاليريو التي تقبض علي إيليت التي تنتحب بقوه ، تقدمت راسيل قليلا تنظر الي إيليت ثم سألت فاليريو بعصبيه :
_ لما تمسكها هكذا ؟ لقد خرجت من المشفي للتو !
سيطرت الدهشه علي فاليريو و إيريك الذي نظر لـ فاليريو بعدم فهم ، كيف علمت راسيل بشأن وجود إيليت في المشفي ؟ امسكت يد فاليريو تحاول ابعادها عن يد إيليت و لكنه ضغط عليها أكثر لتشهق إيليت بألم محاوله ابعاد يديه هي الأخري ، صاحت به راسيل و هي تري امارات الألم علي وجه إيليت :
_ لما تفعل بها هكذا ؟ هل تعلم حتي من تكون ؟
تحدث إيريك الذي كان يحاول اخراج راسيل من المكتب :
_ راسيل إيليت تكون ابنه عم فاليريو ، هيا اذهبي من فضلك و دعيهم يحلون خلافهم سويا .
نفضت راسيل يد إيريك التي كانت تسحبها للخارج و هي تفتح عينيها بعدم تصديق ، نظرت لـ فاليريو و هي ترفع حاجبيها بـ استنكار :
_ اذا إيليت زوجه أخيك ؟ الم تخبرني أنك لا تمتلك أخوه !
ضيق فاليريو عيناه ثم سألها :
_ و ما أدراكِ انها زوجه أخي ؟ من أين لكِ بكل تلك المعلومات ؟
_ إيليت تكون صديقتي ، تعرفتُ عليها منذ اتيت الي إيطاليا و..
لم ينتظر فاليريو ليستمع لمزيد من التفاصيل ، سحب يد إيليت التي لم يتركها من الاساس ثم توجه بها ناحيه الباب ، وقفت راسيل تعترض طريقه و لكن ما أوقفه هو جمله إيليت :
_ انا حامل !
وقف فاليريو و كأن دلوا من الماء البارد انسكب عليه ، ترك يدها بهدوء حتي انسحبت بعيدا عنه و ركضت تقف بجانب راسيل التي خبئتها خلف ظهرها بحمايه ، حاول فاليريو ان لا يبدي تأثره بحديثها ، هو بالفعل توقف عن حُبها منذ اللحظه التي تركته بها ، لن ينكر أنه عاني في نسيانها و لكنه بالأخير استطاع تجاوزها ، حتي أتت راسيل و أخذت تقترب من قلبه بهدوء دون أن تشعر ، في كل مره كان يحاول ان يبعد عنها مذكرا نفسه بـ انها يوما ما ستتركه كـ إيليت حالما تعلم بحقيقته ، علي الأقل إيليت كانت تعلم أن والده سيلينو رئيس المافيا و كان والدها مساعد سيلينو أيضا و كانت كارهه لعمل والدها و عمها سيلينو كما فاليريو ، و بالنهايه ماذا حدث ؟ تركته و رحلت مع آريان الذي كان يحب إيليت لدرجه أنه كره فاليريو بسبب حب إيليت المبالغ به له .
_ ماذا تتوقعين مني ؟ أن اضمك الي و ابكي شوقا لكِ ؟ ام تتوقعين أنني سأشفق علي الطفل في معدتكِ و اخاف ان أترككِ تذهبين فـ يؤذيكي آريان و كذلك يفعل بالطفل ؟
ابتسم بسخريه ثم اعاد حديثه :
_ اعتذر منكِ و لكنكم قتلتم جميع المشاعر الجيده بداخلي التي من الممكن ان يشعر بها اي انسان طبيعي ، سواء انتِ أو آريان أو أبي كنتم السبب في خلق مشاعر الكره و البرود بداخلي ، لم أكن ما أنا عليه الآن ، لم أكن ذلك الـ فاليريو القاسي الذي لم تعتدونه ، و الآن عُدتي بعد اثنتا عشر عاما تطلبين مني بكل سذاجه أن أغفر لكِ ؟ اقسم بـ تلك الأعوام الاثنتا عشر أنني لن أغفر لكِ في حياتي ولا لـ آريان ، و حتي أبي الراقد في قبره الآن لن أغفر له عما فعل بي ، و الآن اذهبي و الا اقسم أن أنفذ تهديدي و الآن و لن يهمني شيئ .
صرخ بـ جملته الأخيره و كأنه يذكرها بذات التهديد ان يحرقها حيه ، تعلم ان ما يقوله ليس مجرد تهديد في الهواء و لكنه سينفذ حتما ما يقول ، تحطمت جميع الآمال التي بنتها بداخلها ، نظفت حلقها و هي تحاول التحدث حتي خرج صوتها منكسرا :
_ ارجوك لا تتركني !
كاد فاليريو ان يتقدم ناحيتها حتي صاح بها إيريك :
_ الا تفهمين ؟ اذهبي قبل أن اطلب لكِ الأمن .
نظرت له إيليت بحزن حتي غمز لها إيريك ، وقفت لا تدرك ماذا يقصد بغمزته تلك بينما راسيل فهمت علي الفور مقصده ، لذا ضغطت علي يد إيليت و هي تقول :
_ حسنا إيليت اذهبي ، لا فائده في الحديث معهم .
استدارت إيليت تسير ببطئ شديد و عينيها علي فاليريو ، تأفف إيريك ثم سحبها من يدها يسير بها للخارج :
_ سأخرجكِ بنفسي اذا .
ثم اخذها و خرج من المكتب و أغلق الباب خلفه ، استدار فاليريو يجلس علي أريكه جانبيه ، اسند ذراعيه علي ظهر الأريكه و رفع عينيه ينظر لأعلي ، شعرت راسيل أنه سيغوص في دوامه تفكير ليس لها بدايه ، لذا سحبت كرسي و جلست أمامه ، سألته محاوله اخراجه من دوامه تفكيره تلك :
_ هل يمكننا التحدث قليلا ؟
خرج صوته مرهقا و هو يقول :
_ ليس الآن راسيل ، اتركيني بمفردي من فضلك .
أومئت راسيل بتفهم :
_ حسنا ، انا افهمكَ علي كل حال .
و لكنها لم تتحرك من مكانها ، بل ضمت يديها أعلي صدرها و جلست بأريحيه أكثر ، اخفض فاليريو رأسه يسألها بتعجب :
_ ألم أطلب منكِ أن تتركيني بمفردي ؟
_ يا الهي ! و ها انت بمفردك ، هل تراني تحدثتُ معك ؟ انت وحدك تماما .
_ و كيف هذا و انتِ تجلسين أمامي تحاصرينني هكذا ؟
_ يمكنك أن تكون بمفردك و لكن و أنا هنا بجانبك .
ابتسم ابتسامه جانبيه ثم عاد يرفع رأسه للأعلي مره أخري ، سألته بعد برهه :
_ لما لا تفكر بصوت عالي ؟ اعني .. يمكنك مشاركتي تفكيرك و اعدك انني لن اتحدث .
_ صدقيني لن يعجبك من افكر به .
_ في النهايه انتَ تفكر في شركتك بالتحديد في مكتبك و بالأخص علي الكرسي الجلدي الخاص بك ، اتتوقع انني امتلك الحق حتي للاعتراض ؟
_ لستِ مضطره لسماعي ، انتِ لا تعلمين عني شيئ .
_ لهذا اطلب منك التفكير بصوتٍ عالي ، ربما اعلم عنك القليل .
نظر اليها يسألها و قد استطاعت بالفعل جذب انتباهه :
_ و ان لم تفهمي مقصدي ؟
ابتسمت بود و هي تقول :
_ لا بأس .. بالنهايه سنلتقي في نفس النقطه !
_ من المستحيل أن تتقابل نقطتي بـ خاصتك .
_ لما ؟
_ نقطتكِ كـ الثلج ناصعه شديده البياض ، اما خاصتي فـ كانت بيضاء مثلكِ تماما ، و لكنها لُونت ربما بـ حبر اسود حتي تلطخت بـ الاسود تماما و لم تستطع العوده لذات البياض مره أخري .
ابتسمت راسيل ثم قالت ببساطه :
_ يمكنني أن أضحي من اجلك و أعطيك القليل من الثلج خاصتي ، لربما استطاع ان يهدئ من تلك العواصف التي تدور بداخلك ، من يدري ؟
_ الن تسأليني لما أخفيتُ أمر أخي عنكِ ؟
تنهدت راسيل ثم اعادت ظهرها للخلف تستند علي الكرسي :
_ لكل منا حياته الخاصه ، طالما ان اخفاء حقيقه أخيك سيريحك فـ لن اسألك لما اخفيته عني ، و لكن .. هل لي بسؤال صغير؟
_ بالطبع .
اقتربت منه قليلا فـ انحني بنصفه العلوي هو الآخر ثم تحدثت بصوت هامس و كأنها تقول سر خطير :
_ الن تسمح لي أن اعطيك بعض الثلج من عندي ؟ ارجوك ارجوك !
ابتعد للخلف و هو يضحك :
_ شكرا لكِ لا اريد .
لوت شفتيها بخيبه امل :
_ عل كلٍ أنتَ الخاسر ، و لكن اعدك انه في حال التقينا في نقطه واحده سأعطيك كل ما أملك من ثلج .

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 Onde as histórias ganham vida. Descobre agora