◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 09

85 10 0
                                    

" كُـن لِـي الـقَـاتِـل و سـأَكُـون لَـكَ المَـقـتُـول "

-

" راسيل "

وقفت أنظر إليه و أنا لا أقوي علي الحراك ، أشعر و كأن قدماي تجمدتان مكانهما ، أنه زيوس ، عُدت عده خطوات للخلف و أنا أنظر لعينيه المثبته نحوي .. عيناه المليئتان بنظرات حزن أو عتاب علي ما أظن ، و لكن لما ؟ نحن حتي لم نتحدث من قبل ، هل يعقل أنه ..
_ راسيل هيا بنا .
أفقت علي صوت آيلا و هي تحاول سحبي للخارج ، ولكنه تحدث بصوت عالي :
_ إذا سمحتِ أتركيها ، أريد أن أتحدث معها بموضوع هام .
ضحكت آيلا باستخفاف و هي تقول :
_ و من أنت لتتحدث معها؟
كاد فاليريو يجيبها لولا دخول رجل الي المكتب ، نظرت إلي الرجل قليلا بحيره .. أشعر و كأنني رأيته من قبل ولكن أين؟ أيا يكن عقلي متوقف عن العمل حاليا .
تقدم الرجل ناحيتنا ثم توقف أمام آيلا و هو يحدثها بإبتسامه تكاد تشق أذنيه :
_ من فضلك هلا أتيتِ معي قليلا؟
حولت آيلا نظرها من علي زيوس الي الرجل الواقف أمامها ثم ضيقت عينيها قليلا ، أرخت حاجبيها و هي تقول بسخريه :
- كيف حال قدمك سيد ايريك؟
إبتسم الرجل إبتسامه جانبيه و هو يقول :
_ عجبا و تتذكرين اسمي؟ .. لا تقلقي أنا معتاد علي هكذا إصابات.
_ يجب أن تكون كذلك ، فـ بالنهايه أنت و صديقك قتله ! 
حسنا تذكرت من يكون ، هو ذلك الرجل الذي أصيب في الحفله و ركض إليه زيوس ، ذلك الرجل الذي استطعنا الهرب بفضله!
ابتسم المدعو إيريك أكثر و كأن كلمه " قتله " راقته ، ثم أعاد حديثه مره أخري :
_ أرجوكِ آنستي ، أريدك أن تأتي الي مكتبي فقط لعشر دقائق ، دعيني أذيقك قهوتنا ، ستعجبك للغايه انا واثق من هذا .
_ أتظن أنني سأجلس مع قاتل في نفس المكان وحدنا؟
اجابها و هو يحتفظ بإبتسامته البارده :
_ لا تقلقي لا أفضل القتل في الصباح .
نظرت إليه بصدمه من حديثه الجريئ ، ثم حولت نظرها الي سريعا و هي تقول بعتاب :
_ لما لا تتحدثي؟ قولي شيئ ذلك الرجل يريدني أن اذهب و..
_ أذهبي آيلا .
قلتها و قد تمكن الغضب مني من عناد آيلا ، تغاضيت عن نظراتها التي كادت تحرقني ، اخذت حقيبتها التي كنت احملها لها بقوه ثم خرجت من المكتب و هي تتفوه بعده كلمات لم افهم منها سوي البعض ، خرج ايريك ورائها ثم أغلق الباب ، و بالتالي لم يتبقي سواي .. و زيوس الذي لم تتحرك عيونه من علي !
إبتعد عن مكتبه ثم إقترب مني بهدوء بينما عيناي مثبته علي الأرض ، وقف علي بعد خطوتين مني ثم مد يديه الي و هو يقول :
_ أنا فاليريو .. تشرفت بمعرفتك آنسه..؟
نظر إلي و هو ينتظر مني أن أقول أسمي ، بينما انا أنظر الي يديه الممتده نحوي بتوتر ، مددت يدي المرتجفه لأصافحه و انا اقول بصوت خافت :
_ راسيل .
ثواني حتي رسم إبتسامه جانبيه علي وجنتيه .. إبتسامه لم تنجح في إخفاء غمازتيه ، أبعدت يدي عن يديه بلطف بعدما طال الوقت الذي امسك بيدي فيه ، أشار بيديه الي الكرسي الموجود أمام مكتبه و هو يدعوني للجلوس ، و جلست و انا أشعر بالتوتر ينهش في جسدي ، جلس أمام المكتب و انا فقط اولي نظري الي اللافته الموضوعه علي المكتب أقرأ المكتوب عليها " فاليريو موروني " ، ظللت انظر الي المكتب و انقل عيناي يسارا و يمينا لدقائق طوال حتي أنني حفظت كل شيئ موضوع عليه ، تنحنح بعد دقيقتين او ثلاثه ربما و هو يقول :
_ أعتذر نسيت أن اسألك .. ماذا تودي ان تشربي؟
نفيت برأسي بهدوء و ما زال نظري موجه الي الاقلام الموضوعه علي المكتب و أنا اقول :
_ شكرا لا أري..
_ عن نفسي أحب أن تكون قهوتي ساده .. ماذا عنكِ؟
شعرت بالإحراج من رفض طلبه فـ أجبته و لم أرفع نظري اليه :
_ أفضلها فرنسيه .. دون سكر .
أومأ برأسه ثم رفع سماعه الهاتف و تحدث الي العامل يأمره بإحضار القهوه ، وضع سماعه الهاتف مره أخري و ظللنا صامتين لمده دقيقتين تقريبا حتي أتي العامل و وضع القهوه أمامنا ثم خرج ، سحب قهوته ناحيته ثم أشار إلي قهوتي في دعوه منه ان أتذوقها ، و بالفعل تذوقت القهوه و بالمناسبه إيريك لم يكن يكذب .. تلك القهوه بالفعل رائعه للغايه !
_ آنسه راسيل .
وضعت كوب القهوه ثم أجبته :
_ ماذا؟
_ هلا رفعتِ نظرك إلي؟
رفعت نظري أنظر إلي عينيه .. أو بالأصح لتلك الغابات الموضوعه في بؤبؤي عينيه ، نظر لعيني قليلا ثم قال :
_ هل تشعري و كأنكِ رأيتني من قبل؟
صمتت قليلا لا أدرك المغزي من سؤاله ، انا بالفعل رأيته من قبل في ذلك الحفل ، هل يعقل أنه نسي؟ بالتأكيد لا!
_ نعم رأيتك من قبل.
أجاب و اللهفه تملئ عينيه :
_ أين؟
_ في اليونان .. في ذلك الحفل !
إمتلأت عينيه فجأه بخيبه أمل و لكنه أعاد سؤالي :
_ لا .. أقصد قبل الحفل؟
حسنا ما الذي يقصده الآن؟ أين يمكن لي أن أراه من قبل؟ أنا حتي لم أره سوي في أحل .. أحلامي! هل يقصد أنني أراه في أحلامي؟ و لكن ما هذا الغباء كيف له أن يعرف أنني أراه في أحلامي؟ أطلقت زفير و أنا اقول :
_ لا تلك كانت المره الاولي التي أراك بها ، ولكن .. هل إلتقينا من قبل؟
ضيقت عيني أنتظر إجابه سؤاله ، ولكنه أعاد ظهره للخلف و هو يقول بصوته البارد :
_ لا ، لا أعتقد ذلك ، و بخصوص ذلك الحفل .. لدينا ما نتحدث بشأنه .
صمتت و كلي أذان صاغيه أنتظره ان يكمل حديثه :
_ ما رأيتيه هناك ليس حقيقيا .
ابتسمت بإستهزاء .. ماذا يعتقد؟ أيستخف بعقلي؟ هل يراني ساذجه؟ قلت له :
_ ماذا تقصد؟ كونك قاتل؟
لم تتغير ملامحه .. نفس التعبيرات القاسيه :
_ ما حدث هناك كان سوء فهم يصعب علي شرحه ، دعكِ من كل هذا ، يمكنك بدء العمل من الغد .
وقفت و أنا انظر له بسخريه :
_ و هل تعتقد أنني سأوافق علي العمل مع شخص مثلك؟ سيد فاليريو !
فتح إحدي الأدراج و أخرج منها علبه سجائر فضيه ثم أخرج منها واحده بهدوء ، في نفس الوقت الذي شعرت به بإختناق و بدأت اسعل ، وضع السجائر بجانبه و هو ينظر إلي ببرود ظاهري :
_ هل أنتِ بخير؟
أجبته و علامات الضيق علي وجهي :
_ هلا أطفئت السجاره أرجوك؟ لدي حساسيه من هكذا روائح لا أستطيع التنفس !
أطفئ السجاره بسرعه ثم قام يفتح نوافذ المكتب ثم تقدم ليجلس امامي و هو يقول :
_ لم أكن أعلم بشأن حساسيتك .. هل أنتِ بخير الآن؟
أومئت برأسي و أنا أشعر أن الاختناق يزول شيئا فـ شيئا ، وقفت و أنا استعد للرحيل ثم قلت بعمليه :
_ أعتذر علي إضاعه وقتك ، لا يمكنني العمل هنا ، علي كل حال شكرا اليك .
استدرت استعدادا للرحيل و لكن اوقفني صوته الرخيم :
_ لم انتهي من حديثي بعد !
نفخت بقله صبر ، ولكني بالحقيقه كنت أمُوت فرحا من داخلي ، جلست و أنا ادعوه ليكمل كلامه :
_ لستُ مجرم لأبرر لكِ ، و لستُ متفرغ لأدعوكِ للجلوس معي ، ولستُ بحاجه لطيارين لأتمسك بكِ .
هنا و ثار غضبي .. لا اظهر له انني غاضبه فحسب ، كلامه بالفعل أغضبني للغايه ، و كأنه يجلسني أمامه شفقه لا أكثر ، أكمل حديثه المستفز :
_ و إنما أفعل ما أفعله لأجل والدك ، فـ أنا علي معرفه شخصيه به ، والدك لم يكون صديق سيلينو فحسب ، بل كان ص..
_ كيف تنطق أسم أباكَ بدون أي القاب؟
اجبته بتعجب من نطقه لاسم سيلينو بدون كلمه "والدي" او حتي " السيد سيلينو " ، أجابني بنفس تعابير وجهه :
_ لا يوجد القاب في العمل .
_ و لكننا بالفعل لا نتحدث عن العمل ، أظن ان علاقه والدي بعائلتك لا تمت للعمل بصله ، ولكن علي أي حال .. طالما أن لا ألقاب في العمل ، اذا أكاد أجزم أن جميع الموظفين بالخارج ينادوك "فاليريو" دون كلمه "سيدي" .. أليس كذلك؟
ابتسم ابتسامه جانبيه و هو ينظر في عيني مباشره بينما يرفع قدميه ليثنيها واضعا اياها فوق الاخري و ظهره مسترخي للخلف .. جلسه لا تليق برجل ليجلسها امام امرأه بالمره ، تحدثت و انا احاول انهاء الحوار :
_ حسنا سيد فاليريو .. عذرا اقصد فاليريو ، تشرفت بلقائك و اتمني ان نل ..
_ لما هربتِ مني؟
توقفت عن الحديث و أنا احاول إستيعاب سؤاله :
_ عفوا .. ماذا؟
عاد للإبتسام مره أخري و هو يقول :
_ لدي عرض لكِ !

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 Where stories live. Discover now