CHAPTER #1: The duke

28 4 6
                                    

𝕴𝖘𝖘𝖆𝖈:

"أسمعتِ بالأخبار؟!"
"نعم نعم! أليست تلك التى تتحدث عن الدوق داريونغ؟"

      في أحد الصالونات الاجتماعية يجتمعن بعض السيدات النبيلات يتهامسن بأفواه مملؤة بالنميمة و الغيبة. بمروحة اليد تغطي كل منهن فمها المبتسم.

"امم المعذرة لكن- من هو الدوق داريونغ؟"

       لتقطع نميمتهن آنسةٌ جديدةٌ على العالم الاجتماعي، تبدأ السيدات بالتهامس بعد سماعهن لها، و لن يجيبها أحد إلى أن تتدخل سيدة تبدو الأكثر حبًا للشائعات هنا.

"آهٍ يا عزيزتي، يبدو أنك لا تعلمين، الدوق داريونغ ما هو إلا عبد اشتراه الإمبراطور السابق لابنه الذي أصبح إمبراطورنا الحالي، و بعد أن أدى جيداً في الحرب قبل 8 سنوات أعطاه الإمبراطور مكانة الدوق.. "

      تلمع أعين تلك الجديدة التي أصبحت فضوليةً أكثر لمعرفة باقي القصة مما يحفز السيدة المحبة للشائعات لتكمل.

"اسمه الكامل هو 'أيزاك يانغ داريونغ' لا يحضر المناسبات الاجتماعية عادةً، لكن رأيته في أحد مأدبات الماركيز غويين الآخيرة، فكما تقول الشائعات هو ليس بشراً!! أعين مفترسة سوداء و قرون بيضاء بارزة بين شعره برتقالي اللون، بدا كأنه من عالمٍ آخر!!"

      تبدأ تلك السيدة تروي المزيد من القصص و الشائعات بين السيدات حولها و بعضهن شرعن يضفن و يألفن المزيد من القصص.

*:..。o○✾○o。..:*

"و هذا السيناريو المستهلك ما يحدث دائما.. "

      في الناحية الأخرى، خارج العاصمة، في مكتبي المُطل على حديقة قصري، أتذكر الشائعات التى  يتداولها النبلاء العاصمة عني.

"أه.. أذكر أن أحدهم قال أني آكل البشر، خيالهم واسعٌ حقًا.. "

      حسنا بعضها حقيقي لذا لا يمكن القول أنها شائعات كليا، بينما أجلس أتأمل ما بالخارج مع القليل من الفخر بعد أن أصبحت أراضي الدوقية  أخيرا خضراء خصبة بعد عناء 8 سنوات.

"سيدي ما الذي تفعله؟! هناك الكثير من الأوراق التى تحتاج إلى توقيــ... "

دخل مساعدي _ألبرت_ إلى المكتب معاتبا لي على التقصير في العمل، لكنه وجد أنه تم الانتهاء منه بالفعل، سعل و استعاد رباطة جأشه و هدأ.

"احم.. اعذرني على التسرع في حكمي.. "

أشرت إليه أنه لا بأس عليه بينما لم أبعد نظري عن الخارج، إن كان نبيلا آخر كان قطع رأسه على تلك الكلمات لكن لست من النوع الذي قد يهتم بالبروتوكول النبيل، عليه أن يكون شاكرا، بدلا من ذلك وضع ألبرت صينية بها القليل الرسائل على المكتب.

"هذه الرسائل التى وصلت لليوم.. يجب على سيدي قراءتها و الرد عليها.."
"لا أريد تعكير مزاجي، أبينهم رسالة مهمة؟"
"برأيي عليك قراءتهم كلهم لتعلم، سيدي.."

      عقدت حواجبي ثم تنهدت، لا يزعجني اكثر من تصرفات الطبقات النبيلة هذه المبالغ فيها، أعلم كل العلم أن لا أحد من هؤلاء يرغب حقا في مراسلتي، ولا أنا أريد في الحقيقة، تناولت الرسائل بين يدي و بدأت بقراءة أسماء المرسلين.

"الكونت فلان، غير مهم، أحرقها.. البارونة فلانة، غير مهم، أحرقها... "

بدأت أرميهم رسالة خلف الأخرى إلى ألبرت الذي تمتم برغبته في الاستقالة، أنظروا لمن يتفاجأ مع إعلامي له أني لست مهتما بهذه الرسائل عدا المهمة منها، لكن أحد الأسماء المرسلة لفت انتباهي.

".. غويين؟ "

اندهش ألبرت بعد أن فتحت تلك الرسالة، تجلى على وجهه ابتسامة مريبة لذا تجاهلته و قرأت الرسالة.

"أمسك هذه..  و ابعث رداً للمركيز غويين أن لا يدع ابنته المجنونة تأتي إلى هنا.. "

      رميتها إلى ألبرت و عدت أقلب في باقي الرسائل إلى أن وجد واحدة عليها الختم الإمبراطوري، حسنا هذه مهمة، فتحتها و بقراءة محتوياتها كان ردي كالآتي:

"..... ألبرت، هل يعقل أن الإمبراطور قد أصيب بالخرف؟ يا إلهي هذا المبكر جدا مازال في 27.."
"ماذ- سيدي لم أفهم.. "
"أمن الممكن أنه أصيب بالجنون أو أراد أن يموت؟"

      قمت متجها للمدفأة رميت تلك الرسالة المشؤومة في النار و شهدت على احراق كل جزء منها، لا أعلم ما هذا اليوم المليء بتلك الرسائل الغربية، و ألبرت الذي بدا أنه قد يبكي لحرقي رسالة بختم إمبراطوري.

"أيمكنك حتى شرح ما الذي يحدث؟ "
".... إمبراطورك الحقير يريد أخذ أراضيي بحجة أنه سيعطيني أرضا اخرى... "
"... مع احترامي، لكن أليس جلالته إمبراطور حضرتك أيضا؟؟ '
" لم اعترف به كإمبراطوري، هذا الفم لم و لن تخرج منه أي كلمة احترام له.. "
"..... سيتم اعتقالك بتهمة إهانة العائلة الإمبراطورية.. "
"إن كان رجلا فليفعلها.. "

      قد خدعني مرة عندما أعطاني أراضي الدوقية كمكافأة بعد الحرب في البداية، مازال صوته البغيض و هو يقول 'سأجعلك دوقا و سأعيطيك أكبر الأراضي' يرن في أذني، عندما قال 'أكبر الأراضي' فقد ذكر تقريبا الصفة الجيدة الوحيدة فيها، كانت الأرض مقفرة الميتة، أناسها جوعَى و مرضى و أغلبهم نساء و أطفال، مناخ يميزه الأمطار الغزيرة التي تتحول إلى سيول و فيضانات مع الوقت لذا من الصعب لهم الاستفادة من المياه و الزراعة.

      الجزء الوحيد الذي يمكن العيش فيه هو أقصى غرب الأراضي الذي يحتوي على قصر المالك السابق المبني في غابة جبلية نهايتها منحدر مطل على محيط شاسع.

      مشكلة الأكبر كانت أن الأراضي واسعة أما الموارد و الأيدي العاملة محدودة جدا، لذا عندما أقول أن الحل استغرق 6 سنوات حتى أتى بثمار فلست أبالغ، و ها هي أخيرا صارت أرضا غنية مثمرة بشق الأنفس بعد 8 سنوات، والآن ذلك الكسول الذي رمى مشكلة الأراضي علي يريد أخذها جاهزة!!

"فلتذهب و تشوى في الجحيم الأبدي، جوزيف برنار تيليون.. "
___________________________________________

             يتبع..

EVANGELINE: LOOKING FOR HAPPINESSWhere stories live. Discover now