8 - تمّ الاعتداء!

En başından başla
                                    

رفعت الموظفة عينيها لتجاوبه بعملية:
"الدكتورة في الدور الرابع، بس هي أخصائية أشعة يعني حضرتك لو محتاج كشف أو بتعاني من شيء يبقى تشوف دكتور الأول!"

غلغل أدهم يده في خصلاته يعيدها للخلف يهتف بهدوءٍ:
"أنا عايزها في موضوع تاني؛ مش عيان ولا عايز كشف ولا أشعة"

"هو حضرتك مين؟"

أخرج أدهم بطاقته التعريفية وأراها إياها، لتنهض سريعًا بتوتر جعلته يناظرها بسخطٍ، ولكن حافظ على تعابير وجهه الجامدة واستمع لها تقول:
"هي في الدور الرابع يا فندم ممكن تكون في مكتبها، بس هيا يا فندم عملت إيه؟"

سألته في نهاية جملتها بفضولٍ شديد، ولكن لم يرد بل تحرك يضع يده في جيبه متوجهًا نحو المصعد ليصعد للطابق الرابع، وخرج يبحث بعينيه على لافتة تضم اسمها لكي يبدأ تحقيقه معها وينتهي ذلك، تحرك ولكن أوقف ممرضة يسألها بهدوءٍ:
"دكتورة إيناس أحمد فين؟"

أشارت له على فتاة جالسة على أحد المقاعد بجانب غرفة مكتب، وتضع السماعة في أذنها وتتفحص هاتفها ويصعد صوت دندنة منها مع الموسيقى التي تسمعها، ولا يرى وجهها بسبب خصلاتها البنية التي تأتي عليه، ترك الممرضة يتحرك بخطى هادئة حتى وصل إليها وجلس بجانبها تاركًا مسافة بينهم لا بأس بها ولكن لم تنتبه له بسبب اندماجها الكليّ مع الموسيقى وتدندن بصوتٍ ليس عذبًا ولكن ليس سيئًا، وعينيها على الهاتف تتفحصه باهتمامٍ مما جعلها لا تنتبه للذي جلس بجانبها، حمحم أدهم ولكن لم تستمع له ليرفع إصبعه ليطرق طرقة خفيفة على كتفها على أثرها فزعت بشدة منتفضة بسبب اندماجها الشديد، ليحاول كبح ضحكاته على مظهرها، لتنزع السماعات مغلقة الموسيقى قائلةً:

"أنت مين؟"

شبك أدهم كف بالآخر مستندًا بمرفقيه على ركبته قائلًا بابتسامة جانبية:
"حلو ذوقك في الأغاني علفكرة"

"أفندم؟؟؟؟"

قالتها باستنكار وهجوم لتتسع بسمته ثم اعتدل في جلسته ومد يده لها في نية المصافحة قائلًا بابتسامة:

"معاكِ الرائد أدهم فارس من مكافحة الجرايم!"

أعادت خصلاتها المتمردة لخلف أذنها ثم مدت يدها قائلةً بسخرية:
"الدكتورة إيناس أحمد شوقي!! خير يا سيادة الرائد؟"

عاد بيديه يغلغلها في خصلاته قائلًا بنبرةٍ هادئة:
"رانيا توفيق!"

تهجم وجهها رغم أنها منذ أن علمت بوفاتها وهي تدعوا لها بالرحمة ولكن سيرتها تجعلها تتذكر ماذا فعلت تلك الخبيثة الحقيرة بها وكيف كانت ستفضحها في مكان عملها، وقالت عليها أشياءٍ لم تحدث وهذا فقط لكسب ثقة شخصٍ أحقر منها.

"مالها؟"

نبرتها جعلته يعرف أنهم لم يعودوا أصدقاء وحدث شيء عميق بينهم لتتكلم بتلك النبرة المتهجمة والجامدة إلى أبعد حد، زفر بقوة ثم أردف بهدوءٍ:
"أنتِ طبعًا عارفة إنها انتحرت، وعارف إنها كانت صحبتك الأنتيم، بس باين من نبرة صوتك إنكم مبقتوش صحاب"

مأساة روز ✓Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin