اللقاء الاول على الإطلاق.

8 0 0
                                    

رتبنا لهذا اللقاء مراتٍ عدة

لقاء من أجل الدراسة
من أجل تقريرنا

كان من الواضح أنه يريد رمي التقرير عليّ لكنّي أصريت بحماقة على كتابته معه

و كانت فكرة اللقاء جيدة بالنسبة لي
بعد كل شيء إنه من أجل الدراسة
حاولت إقناع ذاتي المُعجبة و بقوة به

أقترحُ عليه أن نترك إحدى المحاضرات و نذهب للمكتبة كي نرى ما سنفعله بهذا التقرير الممل

يقول انه لايستطيع ترك المحاضرة، رغم أنه لا يفهم حرفاً مما يقوله الدكتور

أقترحُ عليه احدى اوقات الفراغ
يخبرني انه مشغول

تنهدت بإنزعاج ليلتها، و بدا عليه عدم الاهتمام للقاءنا

تأملت الجدول للحظات
قبل أن تقفز فكرة

"ما رأيك بوقت الفراغ بين المحاضرة و مختبر التشريح يوم الأحد القادم؟
يبدو جيداً!"

"صحيح لكن لدينا إختبار بعدها"

"لا تقلق إنه اختبار سهل، لنحل معضلة التقرير لديك و نرى بشأنه"

"حسناً"

الإبتسامة كادت تشق وجهي، و معدتي تقلبت بحماس -ظننته من فرط حبي بدأت الفراشات تأكل معدتي-
و تخيلاتي لم تتوقف عن التدفق عن ماذا لو أخطأت امامه؟ ماذا لو وقعت؟ ماذا لو توترت؟
لمجرد التفكير بهذه الأمور أحسست أن عقلي يكاد ينفجر

لكنّي عوضاً عن هذا بدأت بتحضير الثياب الملائمة على طول الخمس ايام القادمة

و قررت أن اللون الاحمر الغامق و التنورة رمادية اللون سيبدوان ثنائي رائع

كنت مفعمة بالحياة في ذلك اليوم

عندما جاء يوم اللقاء، كان قد إختفى بعد المحاضرة
و كنت قد خرجت مع الفتيات، لكنّ عندما إقتربنا لممر المكتبة تعذرت منهما قائلة أنّي سأعود بعد قليل

و بعد إلحاح منهما

- سأقوم بمساعدة ويليام عن كيف يكتب تقريراً مناسباً
قلت بسرعة و إستغليت صمتهما لأهرب مشياً

لازلت أتذكر
كيف كان حماسي
توتري
رجفة يداي و جسدي بالكامل
عندما رأيته يقف عند باب المكتبة حاملاً لوحه الخشبي

دخلنا المكتبة و اغلقنا الباب، و نظرت امينة المكتبة لنا لبعض الوقت

جلسنا و تنحنحت قبل ان أُخرج هاتفي، و أبدأ بالكلام بصوت متوتر

- اا- ما هي المشكلة التي تواجهها بالضبط

اسند ذراعيه على الطاولة ليقول بهدوء
- كل شيء، أعني أخبرتكِ لم أكتب تقريراً من قبل.

- حسناً.. لدينا هنا التقرير الذي طلبه البروفيسور
كتبت عن ماهيته، و آن كتبت عن وظيفته و خصائصه، و اديلين كتبت عن..
حسناً بقي فقط عليك كتابة الامراض التي تواجهه

- حسناً، بقي كيف تبحث عن الموضوع
في البداية تكتب عنوان الموضوع ثم...

بدأت بالشرح بتوتر
و كنت كلما يتحدث أستغل هذه اللحظات لأنظر لوجهه

مليئ بالحبوب و الشعر الزائد و البقع
بالاضافة لجسده الضخم و افخاذه السميكة

لم اتوقف عن التوتر، حتى عندما امسكت هاتفي كنت ارجف بشكل هستيري و احاول إيقافها، و متأكدة بأنه لاحظ ذلك.

بعد دقائق من محاولاتي لتعليمه كيف يستخرج الموضوع الذي يخصه من التقرير و ببعض الاسألة التي إقترحت عليه أن يكتبها في تقريره

زممت شفاهي بقلة صبر من غباءه الذي استنزفني، و قلت بهدوء
- لقد حاولت مساعدتك قدر الإمكان و الآن الموضوع راجع لك في كتابة التقرير و الاسألة.

بعد ذلك حملت حقيبتي بتوتر و خرجت من المكتبة بيأس.

لم يحصل موقف يثبت لي أنه معجب، هو فقط طبيعي جداً!

تنهدت بإنزعاج لأتصل بأديلين استفسر عن مكانهما
لتخبرني انهما بشقتها و ينتظراني، أغلقت المكالمة و مشيت بينما أنظر لحذائي الطويل لكنه مر بجانبي و بإبتسامة لم ألحق أن آرها قال لي
- شكراً!

و مشى بسرعة، نظراً لطوله الفارع فهو سبقني بخطوتين منه و إختفى من ناظري.


إبتسمت و شعرت بقلبي ينبض حباً و معدتي تتقلب من الحب و المشاعر الجميلة لأرد عليه بصوت منخفض و غالباً لم يسمعني.

هذا هو ويليام.



𝑴𝒀 𝑺𝑻𝑨𝑵𝑫𝑨𝑹𝑫Where stories live. Discover now