عقد

218 10 8
                                    

نظرت لذلك الواقف والتوتر بادٍ على وجهه..اذا لم يقم بفعل شيءٍ خاطئ لما هذا التوتر؟ قطبت تلك الفتاة حاجبيها بإستغراب لتتقدم ناحية دارلا

"مهلًا...من تكون هذه رال؟"

أردفت لتلتفت نحو ذلك الذي جف حلقه بسبب هذا الموقف الذي لا يحسد عليه

"أظن أنني أنا من يجب عليي أن أسأل هذا السؤال...من تكونين؟
عاهرة أخرى؟"

أردفت دارلا وهي تحاول أن تتماسك وأن لا تفقد أعصابها أمام ذلك الصامت...حقًا لا يتغير الإنسان بتاتًا حتى ولو حاول...كونه زير نساء منذ أن تعرفت عليه..بات هذا الأمر جزء لا يتجزأ من شخصيته رغم كل محاولاته لإثبات أنه لم يعد كذلك...ضحكت تلك الفتاة ضحكة فاضحة تشبهها ثم دفعت دارلا قائلة بنبرة غاضبة

"عاهرة؟كلا يا عزيزتي إن كنتِ أنتِ إحدى عاهراته فهذا شيء آخر"

ثم تراجعت بضع خطوات لتقف بجانب رال متشبثة بيده

"أنا حبيبته"

حبيبته؟ما هذا الهراء الذي تسمعه؟نظرت لرال وهي تنتظر منه تفسير لكنه كان يناظر تلك الفتاة بإستغراب..هل يمثل الآن أمامها بأنه مندهش ومستغرب لخداعها؟ ربما لايزال يجهل كيف تكون دارلا عندما تغضب

"لا أصدق...لقد تدنت معاييرك في إختيار النساء كثيرًا في الآونة الأخيرة"

"ماذا؟"

صرخت تلك الفتاة بصدمة لترفع يدها بنية صفع دارلا ولكنها كانت أسرع منها لتمسك يدها التي كانت متوجهة نحوها..ثم قامت بدفعها لتوجه لها صفعة كانت كفيلة بإخماد ولو القليل من نار الغضب التي تشعل جسدها وعقلها..

"دارلا إن الأمر ليس كما تظنين"

نطق أخيرًا بكلمات لا داعي لها حتى بعد سكونه لوقت طويل..ليته لو بقى ساكنًا كان ذلك ليكون أفضل..انها المرة الأولى التي تراه بها في تلك الحالة...يشعر بالتوتر وغير قادر أن يدافع عن نفسه حتى..ذلك يثبت لها بأنه مذنب..نظرت ليدها حيث كان خاتم الزواج يزين أصبعها لتقوم بخلعه ثم رمته على الأرض أمامه

"لا تدعني أراك مرة أخرى..هنا سينتهي كل شيءٍ بيننا كما بدأ"

ثم غادرت المكان بسرعة غير مهتمة بذلك الذي كان يناديها مرارًا وتكرارًا محاولًا تفسير ما حدث..

.........................

"دانيال؟!"

أردفت بدهشة وهي تنظر لذلك الذي يرمقها بنظرات لا تبشر بالخير...هل هي تهلوس أم ماذا؟لكن لما يبدو الأمر حقيقيًا جدًا..تراجعت خطوة للخلف وقد تملَّك الخوف قلبها لأول مرة عند لقائه..لقد مرت فترة طويلة منذ أن شعرت بتلك المشاعر أمامه..وما إن أدركت أن ما تراه حقيقي وليست مجرد هواجس بسبب الكحول تراجعت خطوة أخرى للخلف لكنه أمسكها من مرفقها ليشدها خلفه وهو يخرج تدريجيًا من داخل هذه الحشود..لقد كانت غير قادرة على أن توازن نفسها بشكل جيد بسبب أن التيكيلا التي شربتها تحتوي على كمية كبيرة من الكحول لذا كانت تترنح في مشيتها وهي تتبعه..تصتدم بهذا وتكاد أن توقع ذاك...تشعر وكأنها ستقع إن إستمر في شدها أكثر من ذلك لذا حاولت أن تفلت يدها من بين قبضته لكن طاقتها نفذت ولم يكن ما تبقى منها كافيًا لإسعافهت

لعبة الإنتقام 2Where stories live. Discover now