كذبة

271 11 1
                                    

تراجعت خطوة...خطواتان وهي في صدمتها...لم تكن حتى في حالة تمكنها من القتال...انها خائفة على طفلها ان قامت بالقتال أكثر من خوفها على نفسها...وضعت يدها على بطنها وكأنما تطمئن نفسها وروحها الأخرى التي في بطنها بأن كل شيء سيكون بخير بينما عينيها تقابل تلك الأعين الشيطانية...لا تستطيع النظر له أكثر هذا يصيبها بالرعب...وما يصيبها بالرعب أكثر هو كمية الشبه المخيف بينه وبين إبنه إيثان...فإن كان ذلك الشبل قادرًا على تدمير حياتها بتلك الطريقة فماذا يمكن لهذا الأسد أن يفعل؟لا تريد التفكير بهذا الأمر حتى...إستدارت لتمشي بسرعة في الإتجاه المعاكس وكأنها تهرب من شيء مجهول حتى توقفت أمام أولئك الرجال الذين وقفوا أمامها كعائق تزامنًا مع هتاف لوسفير بصوته الخشن..

"الى أين أنتِ ذاهبة بتلك السرعة؟...سوليا"

تجمدت عروقها وكأنه تم إلقاء دلو من الماء البارد عليها..ماذا عليها ان تفعل؟هل تستدير؟أم تحاول القتال؟القتال مجددًا لا تستطيع فعل ذلك...أخذت نفسًا عميقًا كعادتها محاولة تهدأت نفسها...تصلي داخلها بأن يأتي دانيال بأسرع وقت قبل ان يحصل ما تخشاه...إستدارت والخوف يجتاحها ليصدح في الرواق صوت خطوات لوسفير الواثقة نحوها حتى وقف أخيرًا مقابل لها...رفعت بصرها لتناظره بنظرات غلفت بقناع الشجاعة..عليها أن تقاوم او التظاهر بأنها تقاوم...رسم على ثغره إبتسامة خبيثة قبل أن يردف:

"يبدو أنكِ خائفة جدًا...لا تقلقي لن أؤذيكِ"

"إذًا ماذا تريد؟"

أردفت بعد ان تماسكت ليرد بهدوء قاتل

"أتيت فقط لألقي عليكِ التحية...لست سيئًا لدرجة أن أؤذي إمرأة....حامل"

فتحت عينيها بدهشة غير مصدقة..كيف عرف أنها حامل؟...وضعت يدها على بطنها بخوف أكثر وهي تحاول تصنع الشجاعة لتضغط على قبضتها مرة أخرى محاولة التماسك أكثر لتردف

"ما الذي تحاول فعله الآن؟هل تريد إقناعي بأنك لا تريد إيذائي والإنتقام رغم أنك تعرف كل شيء؟"

وما إن أنهت جملتها حتى أطلق ضحكة مكتومة من بين شفتيه ليقترب خطوة أخرى منها قائلًا:

"ومن قال أنني لن أنتقم..لكن أنا فقط أخبرك بأنه لم يحن الوقت بعد.."

إرتجاف نظراتها كانت توحي له كم أنها خائفة ليرسم إبتسامة جانبية على ثغره ليكمل:

"وإن كنتِ خائفة فليس عليكِ الخوف مني...بل عليكِ الخوف من دانيال...زوجك"

قطبت حاجبيها بإستغراب وهي لا تفهم ما الرابط بين كلامه...هل يحاول الآن إشعال الفتنة بينها وبين دانيال؟.لقد تشتت ودخلت في دوامة الإرتباك كما خطط في عقله..قرب وجهه من أذنها ما إن شعر بتشتتها ليهمس مكملًا بنفس نبرته المحذرة التي اجتاحت صوته آخر كلامه:

لعبة الإنتقام 2Where stories live. Discover now