أسفل المطر

243 11 0
                                    

تركض مسرعة نحو الأسفل لتخرج من ذلك المكان وهي غير مصدقة لما سمعته...ما هذا؟هل كانت تلك السنوات الأربعة عبارة عن خداع وكذب؟..تغير لأجلها؟ترك ذلك العالم لأجلها؟لقد وقعت لهذه الخدع التي كانت أساس عالمها الوردي الذي تدمر للمرة الثانية...لقد عاد لحياة الدماء والقذارة...رفعت رأسها للأعلى تناظر السماء بأعين قد ترقرقت الدموع بداخلهما لتطلق تنهيدة عميقة تعبر عن ارتباك روحها...الى متى عليها أن تتعذب؟الم يكفها ما حدث لها؟الى متى ستعاني؟

"لما يحدث هذا لي؟لما؟كلما تقدمت خطوة يحدث شيء يعيدني مئات الخطوات للخلف لما؟"

أردفت وكأنها تناجي أحدهم...لم يعد بإمكانها الإحتمال أكثر...الأمر لم يعد يتوقف على علاقة بل إنها متعلقة بحياتها...بحياة طفلها...وكأن السماء سمعت لمناجتها لتسكب امطارها بطريقة مفاجئة على حالة تلك التي بدئت بالعودة الى واقعها شيئًا فشيئًا...على حالة تلك التي لازالت جاهلة عما يحضره لها القدر...تبللت وهي لازالت تقف في وسط الحديقة الكبيرة...أمام أنظار الحراس الذين يفكرون بالذهاب لإعطائها مظلة تقيها من المطر لكن قدوم ذلك الذي خرج مسرعًا من مكتبه أوقفهم...لما تقف هنا؟لما لم تدخل؟أردف بداخله ليتقدم نحوها وهو يخلع معطفه ليضعه على كتفيها...وفي تلك اللحظة تناقلت نظراتها نحوه...نظراتها التي تصرخ بالعتاب...بخيبة الأمل..بكُسرٍ آخر في ثقتها...

"ستصابين بالزكام فلنتحدث في الداخل"

أردف وهو يحاول أن لا يناظر لوزيتيها...تلك النظرات تؤلمه حقًا لكنه لا يملك حلًا آخر...لقد كان مجبرًا على البقاء في هذا المجال لكي يحميها..هي الوحيدة التي تبقت له...وضع يده على يدها لتقوم بدفعه بعيدًا...لا تستطيع أن تتقبل البقاء صامتة...

"هل كان خداعي سهلًا؟"

"سوليا أنا لم أخدعكِ....لقد أنقذتكِ"

إبتسامة ساخرة ظهرت على ثغرها أثر كلماته...أنقذها؟أنه يغرقها أكثر وأكثر...يدمرها بأفعاله..

"أنقذتني؟أنت تدمرني...كيف يمكنك العودة الى هذا المكان القذر...كيف يمكنك أن تورطنا مرة أخرى في هذا العالم حيث يمكن أن نقتل في أي وقت فقط من أجل الإنتقام...او من أجل أن تتم مصالح شخص آخر..."

"أنا فعلت ذلك من أجل أن لا يتم قتلنا...هل تظنين ان الخروج من هذا المكان كدخوله؟ماذا عن الأعداء الذين ينتظرون الوقت المناسب للإنتقام مني؟هل سيتركونني بمجرد انني لم أعد رئيس مافيا؟بل سيجدون أن هذا الوقت المثالي لتدميري..لقتلكِ...أنني أحاول حمايتنا سوليا"

قاطعها مبررًا لها فعله...لكنها لا تحتاج لتبريراته هذه...لا يهمها كل هذا...

لعبة الإنتقام 2Where stories live. Discover now