8-ذكريات ضائعة

Start from the beginning
                                    

ضحك بمكرٍ وحماسة بمجرد ما انتهى من الافصاح بأفكاره، ضحك ضحكة ارتجّ لها المكان ثم أطلق سيلاً من الكلمات الحاقدة بنبرةٍ بدت متعطّشة للمعرفة:

-"صحيح على ذكر الأغبياء الذين كانت تعمل معهم هل توصلتم إلى أي شيء بخصوص جثثهم؟"

-"أجل زعيم، تحدّثت مع ميشال البارحة وأخبرني أننا لم نُخطئ...الجثث كانت لهم، يبدو أننا نجحنا في التّخلص منهم بعد تفجير تلك السّيارة..الجثة الأولى كانت لجيم، الثانية كانت لهيليوس أمّا الثالثة فقد كانت لشخص غريب لم يُسجَّل اسمه في لائحة بيكازدوم -لائحة الأعداء- الخاصة بنا من قبل."

ابتسم "ماكسويل" بخبث ما إن تذكّر أمر التفجير الذي مسّ تلك السيارة الكبيرة، السيارة عينها التي احتضنت سيفاك وجيم إضافة إلى شخص مجهول رافقهم في مهمتهم المستحيلة فبمجرّد ما نُقلت هانا من السّيارة المتضررة ظهرت سيّارة أخرى من العدم وقامت بملاحقة حُرّاس الاتّحاد الرّباعي لكن أولئك الحراس تصرّفوا بفطنة وأقدموا على تفجيرها دون تردد ثم نقلوا الجثث المستقرّة فيها إلى مشرحة المنظّمة.

استفاق الطبيب من شروده فاسترجع هدوءه وفطنته ثم تقدّم من هانا يُحاول جاهداً أن يُشعرها بالأمان كي لا تشك بهِ فتكشف عن نواياه لكن تلك الأخيرة لم تكف عن مجابهته بطرح الأسئلة اللّامنتهية لذا وبهدفِ انقاذ الوضع دخل رجل أربعيني إلى القاعة، رجل ضخم ووسيم تميّز بعينينِ خضراوين تشبهان أعين القطط وبشعرٍ بني طويل نسبياً..

تقدّم ذلك الأخير من هانا ليجلس إلى جانبها واضعاً يدهُ الموشومة على يدها المجروجة ثم تكلّم بهدوء وبإيطالية غير متقنة:

"أهلاً بعودتكِ إلينا سوزي.."

عقدت هانا حاجبيها بعدم فهم:

"سو.. سوزي!"

أومأ لها مُدّعياً الحسرة:

"أجل أنتِ سوزي، لقد كنتِ يدي اليمين..كنتِ سندي في هذه المنظمة لكن الحادث الذي تعرضتِ له في آخر هجوم تسبب في سلب ذكرياتك منك"

امتعض وجهُ هانا وهي تُجيب بحزم:

"كيف لي أن أصدّقك بحق الجحيم! أنا لا أذكر شيئاً يا هذا."

هي لم تكن في وعيها عندما تفوّهت بذلك الكلام فقد كانت مشتّتة إلى حدّ كبير حتّى أنّها كانت تشعرُ بشيءٍ من الخوف في كل مرّة تقعُ فيها عيناها على خضراوي ذلك الرّجل الغريب لذا وفي الأخير ازدردت ريقها كاسرةً الصمت الذي خيّم على الغرفة:

"فلتمنحني إجابةً من فضلك..أنا حقّا مشتّتة"

أغمض الأخير عينيهِ مُدّعياً الأسى ثم نبس بنبرةٍ ضعيفة:

-"إليون رونديش...ألا يذكّركِ هذا الاسم بشيء!"

-"لا أعلم..أشعر أنني سمعت بهذا الاسم من قبل لكنني لا أذكر شيئاً...أظنه مجرد شعور عابر فقط."

The thug's hybrid✓Where stories live. Discover now