1-وعد منسي

41.7K 1.4K 890
                                    

لم يُبكها الحبُّ ولم يُضعفها الفراقُ، وحدهُ العهد جعل دموعها تُراقُ.

••••••


وقفت تلك الثائرة الإيطالية وسطَ مكان هادئ عانقتهُ الرّياح القوية، وقفت تتصدّى للأجواءِ الباردةِ بروحٍ هادئةٍ شِتوية، تريد تجاهل الماضي الذي أقام بداخلها  حفلة صاخبةً عفوِيّة لم تُمثّل سوى الحب وذكراهُ السّنوية...

ذلك الحب الذي يربط الروح بواقعِ الاعتياد ثم يُمزّق الفؤاد بمرارةِ الاشتياق...

أغمضت فتاةُ الماضي عينيها الخضراوين ببطءٍ شديد تحاول التّحكم بمشاعرها المُرهفة المُحطّمة ثم فتحتهما من جديد لتتأمّل تلك المدرسة الكبيرة بحنين، تتأملها وتتأمّل الماضي معها ففي هذا المكان بالتحديد لامست هجينُ السّفاح أراضي العشق المقفرة بقديمها الصغيرتين، لاسمتها إثرَ سقطة قدرية جعلتها تحصلُ على قبلةِ المراهقة أوّلاً ثم على وعدِ أُرفِقَ بعِناقٍ يفوحُ برائحةِ الفراق.

تنهّدت هانا بخفّة ثم دخلت إلى سيّارتها من جديد لتعبث بحقيبتها تريد التّأكد من شكلها الذي بدا جميلاً بطريقةٍ مُريحة فصحيح أنّها لم تكن الأجمل لكنّها حتماً كانت الأندر.

عدّلت من تسريحةِ شعرها ثم من أحمرِ شفاهها الهادئ لتترجّل في ما بعد من سيّارتها تشقّ طريقها نحو مدخلِ المدرسة بثقةٍ لا مثيلَ لها.

حرفياً لقد كانت راقية بشكلٍ غير طبيعي، فبعيداً عن فستانها الأبيضِ الذي لاقَ بسمارها وبعيدا عن شعرها الطويل الكثيف الذي تراقص على كتفيها وظهرها كان لقوّتها وجمودها تأثيراً كبيراً على هالتها، تأثير سيجعلُ الآخر يحترمها طواعيةً، دون أن تلتمسَ فيهِ مشاعر الاجبارِ أو الكراهية.

دخلت بدورها إلى المدرسة بعدما ألقت التّحيّة على الحارس ثم اتّجهت إلى قاعةِ الاستقبال التي خصّصها المدير لكِبارِ الشخصياتِ فقط فجلست على أحد الكراسي بملل ووضعت ساقا على ساقٍ ثم باشرت في النّظرِ إلى ساعتها الثمينة المرصعة بالذهب الأبيض مراراً وتكراراً إلى أن عانق مسامعها صوتٌ رجوليٌّ أجش:

"أعتذر على التّأخير آنسة مالدونادو"

نهضت هانا من مكانها مُبتسمةً ثم وقفت أمام ذلك الستّيني لتُصافحهُ بهدوء:

-"لا تعتذر سيّد كارتر، فأنا مُتفرّغة اليوم"

-"شكراً على وقتكِ، هذا يعني لي الكثير"

قالها الأخير وهو يدعوها للجلوسِ من جديد ففعلت ذلك بكلّ أناقةٍ ورزانة ثم شابكت أصابع يديها ببعضٍ وراحت تُناظره بثبات:

The thug's hybrid✓Where stories live. Discover now