2-الدقيقة السّحرية

22.8K 938 832
                                    

سأكونُ لكِ وإن لم أكن معكِ...

••••

"هانا!"

نطقَ بأحرُفِ اسمها وهو يُناظرها كمُغتربٍ زارهُ حنين الوطنِ فجأة، زارهُ إثرَ صورةٍ اكتفى بتأمّلها دون أن يعبّر عن ذلك الشّوق الدّفين الذي اجتاح روحه فحوّل أغوارها المنطفئة إلى أخرى مُتأجّجة غزاها الحنين.

لقد كان يتأمّلها بشرودٍ جعلها تشُكّ في أمرهِ لكنّها لم تكن لتعلم أنّ من يتأمّلها الآن هو شاب يعرفها أكثر من نفسِه، فهو وبعبارةٍ واحدة فقط استطاعَ أن يتوصّل إلى ماهيتها التي فتحت لهُ باب العشقِ المُغلقِ، فتحته في دقيقةٍ سحرية فلم يتردد قبل أن يدخل إلى ذلك العالم المظلم وهو في حُلّةِ مُراهقٍ أراد استرجاع ذكرياتهِ النّارية مع الفتاة التي جعلته يؤمن في الحُبّ بمُصطلحِ الأبدية.

ظلّ شارداً إلى أن سمع صوتاً لطرقاتٍ خفيفة صدرت عن طاولةِ المكتبِ بعدما لامستها هانا بأظافرها الطويلة فاسترجعَ جمودهُ مُزيّناً محياهُ بابتسامةٍ مُتكلّفة:

"الآنسة هانا مالدونادو أليس كذلك؟"

هزّت رأسها بنعم ثم دون أن تُظهر دهشتها جلست على الكرسي بأناقة تضعُ ملّف معلوماتها على الطاولة ليشرع بدورهِ في العبثِ بهِ يُحاول جاهداً أن لا يضعف فيعاود التّحديق بشيطانتهِ الملائكية.

-"أخبريني آنسة هانا، هل لديك أي خبرة سابقة في مجال الهندسة المعمارية؟"

طرح سؤالهُ ذاك دون أن يُبعد عينيهِ عن سيرتها الذاتية فلحِقهُ صوتها الهادئ مُترجماً إجابة جدّية وهذا حتماً أدهشه كثيراً لأنّه لم يعتد على هدوئها بل لم يعتد سوى على جنونها وعشقها للمشاكلِ

-"نعم لدي خبرة في استخدام البرامج الهندسية الأكثر شيوعًا كما لدي خبرة سابقة في مجال التصميم والرسم الهندسي."

همهم بتفهم يشعرُ بالفخر لأنّها اختارت حلمها ثم طرحَ سؤالاً آخراً دون أن يُظهر فُضوله الذي يتآكل بداخله:

-"لمَ اخترتِ الهندسة المعمارية دون غيرها كتخصص؟"

-"شغفي هو من قادني إلى الهندسة فعندما كنت صغيرة لم أكن مهووسة بالدّمى بقدر ما كنت مهووسة بتصميمِ منازلٍ لتلك الدمى حتٌى غرفتي كانت مليئة بالتصاميم..تارةً أريد رسم هيكلٍ لبناية وتارةً أخرى لمستشفى..بالمختصر الشديد لو لم أتخصص في الهندسة المعمارية ما كنت لأتخصص في مجالٍ آخر."

ابتسم إبتسامةً جانبية سريعة ثم باشر في طرحِ الأسئلة المهمّة عليها، الأسئلة التي كانت أسهل من أن تُحدِث كل تلك الضّجة! حرفياً لو لم تكن هانا فتاة عاقلة لاعتقدت أنّ المدير المتغطرس وقعَ في غرامها فغيّر الأسئلة من أجلها لكن ولأنّها فتاة شبه عاقلة لم ولن تُفكّر بتلك الطريقة.

The thug's hybrid✓Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora