8-ذكريات ضائعة

9.2K 419 272
                                    

للعشّاق منطقة خالية من الإهانة، قد يرفعها الوفاء وقد تهدمها الخيانة..

•••

بعد يومين:
في أحد المقرّات التابعة للاتّحاد الرباعي:

فتحت هانا عينيها بتثاقل، فوجدت نفسها داخل غُرفةٍ فوضوية لم تخلُ من الغموض والسوداوية.
غرفة واسعة مُظلمة انتشى هدوؤها الخادع بأصوات الأجهزة الطبية وثمل اليقين فيها ليُستبدَل بشك ترنّح في ثنايا نفسِ تلك الهادئة المستلقية على سرير متين لم يُميّزه سوى جسدها النّحيل

ابتلعت تلك الأخيرة ريقها بصعوبة ثم تحرّكت في فراشها بهلع مُوجّهةً سؤالها الخافت للطّبيب الواقف أمامها:

-"ما الذي يحدث هنا..أين أنا ومن أنت!"

دمعت عيناها لا شعورياً ثم تحرّكت قليلاً في السّرير لتُضيف بلُغتها الأم:

"أخبرني رجاءً..لمَ أنا هنا ثم لمَ لا أذكر أي شيء..تبّا أشعر أنّني...أشعر أنني لا شيء"

أجهشت بالبكاء كطفلةٍ صغيرة أُُجبِرت على مفارقة لعبتها المفضّلة فابتسم الطبيب بمكر ثم ابتعد قليلاً واضعاً يدهُ على سمّاعة أذنهِ:

-"زعيم يبدو أنّها فقدت ذاكرتها.."

-"قد تكون هذه المسرحية مجرد خدعة أجادت حياكتها لذا دعها تخضع للاختبار حالاً.."

-"أمرك زعيم"

أنهى كلامه ليشرع في إعداد الأجهزة التي عادةً ما تستعملها المُنظّمة في حوادثٍ مشابهة لهذه ثم بمجرد ما انتهى من فعلِ ذلك جلس إلى جانب هانا ووصلها بالجهاز مبتدئاً في استجوابها بملقٍ شديد كي لا تشك به، وقد تعمّد أن يتحدث بنفسِ لغتها:

-"من أنتِ"

-"لستُ أدري"

إجابتها تلك كانت صحيحة...الجهاز أوضح ذلك ومن سابع المستحيلات أن يُخطئ جهاز المنظمة في تحديد الصدق من الكذب لذا عقد السّيد ماكسويل حاجبيهِ طارحاً عليها السؤال الموالي بخشونة:

-"أحقّا أنتِ لا تذكرين شيئاً؟"

-"أجل..لا أعلم لمَ لكنني لا أذكُر شيئاً، أشعر أنني مشتتة بل وأشعر أنّني خالية تماما.. خالية من أيّ شيء."

تدفّقت الدموع من عينيها بغزارة فسألها ذلك الأخير أسئلة أخرى بدت أقل أهميّة من التي سبقتها ثم عندما انتهى الاختبار ابتعد عن السرير ببطءٍ شديد ووقف أمام البوابة محدّثاً زعيمهُ عبر السّماعة:

"زعيم هي صادقة، لقد فقدت الذاكرة حقا فالحادث لم يكن هيّنا ودماغها تأذى قليلاً."

بمجرد ما أنهى كلامه ذاك وصلهُ صوت زعيمهِ الغامض:

"هذا أمر رائع، نحنُ الآن سنُحوّلها من فتاةٍ شرسة إلى أخرى مطيعة، سنعبّئ رأسها بالأفكار الكريهة ثم سنعاود تدريبها لتطيعنا نحن فحسب، لطالما شعرتُ أنّها أذكى من أولئك الأغبياء الذين جذبوها إلى صفهم."

The thug's hybrid✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن